شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 70)
- المحتوى
-
الحدود الفنية لتجربة الشاعرة المعاصرة » من حيث هي تجربة تقف على طرف موروث
شعري عربي ضحم » فأمر ذلك متروك لدراسة موسعة . ولكن هذه الدراسة تطمع »
فحسب »؛ بتتبع طرف هام من أطراف ذلك الهاجس الرومانسي » وهو الطرف الذي يؤكد
على « الحلم » » وما يتصل به » من الهجرة المتصلة عن ارض الواقع » ومن انكار
يستحيل ذلك الحلم » لا الى موأجهة لليقظة او للوجود بكل تناقضاته » بل يستحيل الى
بوابة سهلة غائمة للهرب . كما يؤكد على « ضمير الغائب » الذي يملأ فراغا رومانسيا
كبيرا في شمعر فدوى طوقان © هذا الغائب يأخذ اشكالا عديدة » يكون أحيانا « الفارس »
وأحيانا « الحبيب » » واخرى يظل « ضمررا غائبا » عليه مسحة من الغموض لا دلالة
ان هذا « الغائب » الذي كانت الشاعرة فدوى طوقان »© تختلقه اختلاقا طيلة السنوات
السابقة » وعلى مدى المجموعات الاربع الاولى » هو ذاته الذي يصبح بعد حزيران
« الفارس العربي » او « الفدائي العربي » »© والذي أهدته مجموعتها الاخيرة « الليل
(؟)
قبل ان ابدا في تتبع فدوى طوقان شسعريا » أحب أن القي نظرة عاجلة على « صفحات من
مفكرتها »(2»)59 التي نثشرتها للمرة الاولى كيوميات ف مجلة « الجديد » التي يصدرها في
العربية الحزب الششيوعي في اسرائيل » والتي كان يرئس تحريرها القاعر محمود
درويش . عل هذه اليوميات أن تلقي ضوءا يسيرا على تجربة فدوى الشعرية » وعلى
مواقفها الداخلية » فيوميات المفكرة تظل »© رغم تجربتها العابرة » ذات صبغة تقريرية
عاجلة ومباشرة » تستطيع ان تقدم خلفية واضحة لمسيرتها الشعرية . :
تقول في اليومية الاولى » في معرض حديثها عن القاصة الراحلة سميرة عزام « بأنها ذكية
وعميقة » غرر أن فيها شسيئًا من الانضباط اللاانثوي . .. انها تحلل كل شيء في عقلها ولا
تترك الامور للاعماق . تدفن الاعماق » تغلفها دون النشوة الحقيقية والحزن » . والحزن
في عرف فدوى ليس نتيجة لمواجهة عقلية » بمعنى انه ليس موقفا من الوجود عرفته
الفلسفة بمنطقها التحليلي . ولكنه « النقسوة الحقيقية » أو مرادفها » ذلك الحزن العفوي
الذي يتوالد من منطق نفسي بحت » والذي تقف وراءه مجموعة من العوامل الاجتماعية :
العلاتات الانسانية » العائلاة » الطفولة » القيم .. الخ . وهو حزن دافىء دون شمك »
لانه لا يرتبط بالتأمل ©» ولكنه يرتبط « بالحلم » » ولانه لا ينبع من وعي مراقبة الواقع »
والاحساس بكل تعقيداته ؛ بقدر ما ينبع كنتيجة عفوية نفسية لذلك الوأقع باعتباره قدرا .
تقول الشماعرة في يومية أخرى متحدثة عن أيام صباها » وكاشفة بوضوح عن هوية ذلك
الحزن : « امضيت النهار كله مع الصديق الغريب في القدس . قاد السيارة في
صباي الاولى » فحكيت له عن الكبت الرهيب الذي عشت فيه » وكيف كانت انوثتي تئن
كالحيوان الجريح في قفصه » ولم يكن لها متنفس مهما كان لونه . كل شيء محظور في
البيت » الضحك » الغناء » العزف على العود » وكان هواية محيبة لي تعلمتها سرا .
كنت أحلم دائما بفتى أحبه . ولم تكن صحبة الفتيات تسليني او تجتذبني قط » ضحك
الصديق الغفريب حين حدثته » كيف كان والدي رحمه الله » يحثني وانا في هذه
الحال من الضغط والكبت والضيق » كيف كان يحثني على كتابة الشعر السياسي والوطني
كما كان يفعل سقيقي الراحل ابراهيم » فكلما برزت مناسبة سياسية او وطنية طلب مني
؟ مجلة الطريق »2 العدد الثاني » شسباط 117١ »© السئة التاسسمة والعشرون ٠.
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59359 (1 views)