شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 120)
- المحتوى
-
مسلمين) خاصة في سوريا » استفلال الخصوصيات
الاقليمية لكل بلد ( في لبئان وسوريا وفلسطين )»
الاعتماد على الجواسسييس والعملاء ( القنصليات
المرسسلين ) » العمل العسسكري المباشر ( مساعدة
عسكرية بروسية وروسية للجيش العثماني - تدخل
عسكري مسلح ) »؛ التفكير بانششاء وطن قومي
لليهود في فلسطين ليكون قاعدة أمامية للاستعمار
الاوروبي في المنطقة ولافشال أي تحرك عربي تحرري
في المستقبل .
وبالنسبة لهذه النقطة الاخيرة بالذات ©» يخصص
المؤرخ حوالي مئتي صنحة ( من ص 788 الى ص
7ه ) للكلام عن المشاريع الكثيرة التي بحثت
آنذاك والمتعلقة بمصير فلسطين . وهو يشدد على
مشروعين رئيسيين فثلا في ذلك الوقت وهما:
مشروع بارسال اليهود الى فلسطين ومشروع تدويل
القدس . والجدير بالذكر ان هذين المشروعين قد
برزا بشكل واضح مباشرة بعد تصفية محمد علي
وهذا ما يدفعنا الى القبول بوجود علاقة متينة
وعضوية بين أحداث المنطقة ككل والقضية
النلسطينية بشكل خاص ء
هذه هي الخطوط المريضة لهذا الكتاب
الفحم والذي لا غنى عنه للباحث في تاريخ المنطقة
العربية المعاصر ©» خاصة وانه يعتمد في مراجمه
على الوثائق الاوروبية ( المحفوظات الديبلوماسية
لكل من النمسما وبروسيا وروسسيا وفرنسا وبريطانيا)
وعلى اهم ما كتب حتى الان عن تاريخ المنطقة .
الا ان الثفرة الوحيدة في هذا المجال ( وهذا في
رأينا لا يعود الى المؤلف ) هو عدم وجود اية مراجع
عثمانية والسبب في ذلك هو ان الحكومة التركية
لم تفرج حتى الان عن الوثائق والمحفوظات المتكدسة
لديها . ثم أن المؤلف يضيء لنا حقبة مجهولة من
تاريخنا المعاصر ما زالت مضاعفاتها وآثارها جائمة
على الاحداث الراهنة . فهو قد أضاء لنا الحقبة
التي شهدت ولادة القومية العربية ( وهذا حسب
تقرير القنصل النمساوي .فون بروكش الذي قال
بالحرف الواحد : « انني أرى الاعجاب المتزايد
بمحمد علي في كل البلاد الناطقة باللفة العربية
وارى يقظة الروح القومية العربية » ... ) وولادة
اول دولة عربية موحدة . كما أشارٍ الى التاريخ
الذي بدأات فيه معركة الاستعمار ضد الوحدة
العمربية ونتائج هذه المعركة التي نعيثها اليوم
( انشاء دولة اسرائيل تعميق التجزئة العربية )
وهو وان لم يشر بصورة مباشرة الى هذا الترابط
العضوي الا ان السياق العام للكتاب : اهتمام
اوروبا بالشرق التذرع بحماية المسيحيين س
تجربة محمد علي القضية, الفلسطينية استقلال
لبنان القائم على الطائفية » كل هذا يؤكد الترابط
ويظهر بشكل واضح ان الوحدة العربية هي خطر
حقيقي يهدد المصالح الاستعمارية لانها الستبيل الى
التقدم والتنمية والاستقلال .
وفي النهاية نرى من المفيد ان نضع امام القارىء
هذا المقطع من المقدمة التي وضعها المؤلف لكتابه :
« ان ليبرالية محمد علي قد فتحت الشرق الاوسط
أمام السياح والحجاج الاوروبيين » فأصبح الوضع
السياسي لدينة القدس والامتيازات التي منحتها
السلطة الاسلامية للحجاج المسيحيين موضع
تساؤل » لم تعد هذه الحقوق والواجبات كافية .
وهنا تفتق خيال الحكومة النمساوية عن مشروع
بتدويل الاماكن المقدسة . وقد رفض هذا المشروع
بالاجماع الا ان الكثير من المؤسسات الدينية
والسياسسية والثقافية ستتمخض عنه وتتحول الى
قلاع للنفوذ الغربي . فازاء النظام الكنسي الشرقي»
الارثوذكسي بش.كل خاص »© المدعوم من روسسيا ©
تقام ابرشية انكلو بروسسية لخدمة مؤمئين لا
وجود لهم في الاصل وتعاد اقامة البطريركية
اللاتينية وذلك لارجاع تقليد يعود لزمن الصليبيين.
والرابط بين مختلف هذه اللمإسسات المتئافسة ليس
رابطا عنفويا ابدا . وبالاضافة الى هذه المؤإسسات
أخذت تولد المشاريع السياسية الاجتمامية
الطموحة التي تفتقت عنها مخيلات بعض منظمات
الفرسان الصليبيين وبعض كبار رجال المال
اليهود . فكان هناك مشروع بانشساء مملكة
اريستقراطية صليبية في لبئان وآخر بعودة كثيفة
لليهود الى فلسطين . كان هناك الكثير من المشاريع
والكثير من المؤسسات والكثير من البذور للمستقبل
ايضا ) .
كل هذا يدفعنا الى التسساؤل : هل هذا الكتاب
كتاب تاريخ ام هو قصة تنبؤية ام ان التاريخ يعيد
نفسه ؟ ان الاجابة على هذا تكمن في قراءة هذا
الكتاب القيم والذي مسد نقصا كبيرا في المكتبة
التاريخية العربية .
ماجد نعمة
١] - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22750 (3 views)