شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 221)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 221)
- المحتوى
-
يكبرني بحوالي ١١ سنة او يزيد . اما ابناؤه »)
فريما انهم يعيثشون الان في احد المخيمات حيث
تحولوا الى خدائيين . وهذا أحد الاسباب التي
تدعوني الى ان افرغ جل طاقتي وان استغل كل
ساعة او لحظة تسنح لي لخدمة القضية بحافز من
يهوديتي اذا كان يحق لي هذا الانتساب »
لانني اعتبر نفسي يهوديا أفضل وأخلص بكثير من
اولئك الذين يدعمون الصهاينة الاسرائيليين القتلة
لكي يقتلوا الناس في وجه الوصية التي تقول *
« لا تقتل 4 » . ان كل ذرة من طاقتي وكل لحظة
من وقتي ينبغي أن اغرفها لمساعدة ضحايا القومية
اليهودية - القومية اليهودية المجنونة المفرقة في
بداثيتها ©» والبالية الفريبة عن عصرنا الى أبعد
حد »© والتي هي أبعد ما تكون عن الديانة اليهودية
الاصيلة » ان جاز لي ان اقول ذلك . ان ما لقنني
اياه جدي من تعاليم دينية واخلاقية ظلت تلازمني
طوال حياتي . وان ما اورثني اياه جدي من
تماليم يهودية صحيحة » أصيلة في يهوديتها -
تعاليم الديانة اليهودية الاخلاقية والشاملة في
انسانيتها جعلتني بعد ان أمضيت عمري اراقب
قضايا العدالة والظلم » وشؤون الحروب العالمية »
وقضية النزاع الكبير بين اليهود في فلسطين او في
اسرائيل اليوم وبين عرب فلسسطين الذين طردوا
من بيوتهم وديارهم © أن هذا النهج الاخلاقي
هو الذي اثر علي ليس فقط في منحى سيرتي
الشخصية » قدر ما وسسعني الجهد نلالتزام بالمثل
الاخلاقية والتمسك بالقيم الانسسانية متوخيا الانتصاف
والتوبة عن الاساءة مثلما كان جدي يتوب عن
سسيئاته » وذلك ليس فقط امام الجيل الثشاب لكي
يصبحوا « يهودا جيدين » © بل في التصرف في
المحيط الاوسيع كانسسان يمارس انسسائيته » يمارس
التهذيب الانساني ويلتزم بالمثل الاخلاقية . هذه
هي الامور التي جعلتني اقرر منذ اشتعال الحروب
العربية الاسرائيلية ان أقف الى جاتب ضحايا
القومية اليهودية التي هي في نظري تعني التخلي من
يهودية الانبياء القديمة اليهودية الاصيلة ©»
الاخلاقية . الانسسانية » واستبدالها بالتومية
اليهودية .
لقد استبد الياس باليهود في اواخر القرن التاسع
عكر وأخذ منهم كل مأخذ حتى قلبوا ديائنتهم اليهودية
1
القديمة الى قومية سياسسية ليجاروا بذلك ما كان
يسود انكلتره وفرنسا وايطاليا والمانيا من اتجاهات
القومية السياسية الفاسقة المتطلعة الى نهب
الشعوب الاخخرى © فاستغلت هذه الاتجاهات
شباب تلك البلدان واستخدمتهم طعاما للمدافع
للسيطرة على اراضي البلدان الاخرى واستغلال
شعوب تلك البلدان ونهب ثرواتها . ومنذ ذلك
الزمن أخذت اوروبا تتعلم الدرس عن طريق
التجارب القاسية المريرة التي عانت منها الى ان
بدات تلفظ افمكار القومية السياسسية وتنبذ اتجاهاتها
كمنهج للحياة » وكفاية في ذاتها »2 وكمثل اعلى
تشربه للنشء © وقد بداوا يتعلمون هذا بعد ان
دفعوا ثمنا باهظا لقاء هذا الدرس » وبدلا من ذلك »
أخذت تهل على الدنيا النزعة الانسانية العالمية
النظرة » فانقطعت الديانات عنمحاربة ومقتالواحدة
الاخرى» واخذت افكار القومية السياسية تتلاشى
لتحل محلها نظرة عالمية تتوخى اقرار العدالة للفرد
وتمتعه بحق السعادة في الحياة . وأخذت تشيع
في العالم مشاعر الاخوة الانسانية والمساعدة
المتبادلة » وذلك نظرا لادراك الناس مدى لا اخلاقية
القومية السياسسية وما الحقته بالانسانية من اذى
شر 0
ولكن بقدر ما يتعلق بي الامر © فائني اقول ان
اليهود اليوم قد وقعوا ضحية القومية السياسسية
التي ما زالت تبث أفكار القومية السسياسسية
الفاسقة المتطلعة الى السلب والنهب » والاستيلاء
على اراضي الغير » ان الغزو الاقليمي قد غدا
هو الغفرض من الحياة وفايتها » واصبح القضية
التي تستحق ان يموت المرء في سسبيلها . ان علينا
الان » وفي اسرع وقت ممكن » أن تبدأ في وضمع
يدنا على الاصول الاولى للجريمة © الا وهي
مدرسة القومية السياسية اليهودية في التفكر التي
نشات في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين
ونبتت في تربة الاستعمار والامبريالية والنازنية
الالمانية الفاسقة والمتطلعة الى السلب والنهب »
والتي فرضت قومية سياسسية ما زالت اليوم كما
كانت في الامس »© وما فتئت تسعى الى ما كانت
تصبو اليه في عام 1451 آلا وهو تأسسنسيس
امبراطورية اسرائيل الكبرى على حساب السكان
العرب المحليين الابرياء في الشرق الاوسط . - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39661 (2 views)