شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 7)
المحتوى
الاهتمامات الاميركية البارزة ويدخلها في المحور الثنائي دون ان تكون شسكلا قائما فيه
بحجة ان هذا المحور يهدف الى خدمة المصالح القائمة جميعا بالاضافة الى خدمة
اسرائيل والمحور الايراني ‏ الاسرائيلي . وحتى تتمكن الولايات المتحدة من تثبيت
ركائز هذا المحور الايراني ‏ الاسرائيلي الذي يخدم المصالح الاميركية الاستثمارية
الاتتصادية » فائها تسعى الى عزل مصر » بأعتبارها مركز الثقل العربي » عن ارادة
التفاعل العربي العام . وهذا يؤدي الى افراغ الوجود العربي من اداته
الضاربة الجدية .
على ضوء هذه الاهداف الاستراتيجية للمخطط الامبريالي الاميركي في المنطقة »؛ كان لا
بد لاجهزة الابحاث والدراسات في مجلس الامن القومي الاميركي من التوجه لمعالجة
المشكلة التي تستقطب على اهتمامات العرب والتزاماتهم » اي المشكلة الفلسطينية ‎٠‏
‏وكان من اول اهداف هذه الدراسات تحويل قضية التحرير الفلسطينية من كونها قضية
تستحوذ على هموم العرب الاساسية وعلى حركيتهم التاريخية والموضوعية والثورية ؛
الى جعلها مجرد مشكلة عالقة » اي تقليص قضية فلسطين من كونها قضية الى مجرد
مشكلة . ومن اجل تحقيق هذا الهدف » قامت اجهزة البحوث الاميركية المشار اليها
بتجاوز وزارة الخارجية الاميركية لاعتقادها بان وزارة الخارجية بانت متأثرة الى حد
كبير بمستوى ومصير العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومختلف دول المنطقة
وبالتالي فانها اصبحت عاجزة عن استيعاب المعادلات الاستراتيجية المستجدة في العالم
فتحولت من كونها مخططة للسياسة العامة الى مجرد اداة منفذة لبعض معالم هذه
السياسة . وحتى يتمكن مجلس الامن القومي التابع لرئاسة الجمهورية من وضع
صيغة للاستراتيجية الاميركية في العالم وفي الشرق الاوسط بالذات » لجا الى تكليف
عدد من اساتذة الجامعات الاميركية والباحثين باعداد دراسات مستفيضة والقيام
بعض الشخصيات الفلسطينية . وهكذا تدفقت بعثات التقصي عن الحقائق والتي
تظاهرت بانها ذات مهمات اكاديمية بحتة كبعثة البروفسور فيشر من هارفارد وجدعون
جوتلوب من كولومبيا وغيرهم ... ولكن ماان كان هؤلاء يعودون الى بلادهم حتى
لكو اسلويا حديذا في متعالحة المعلومات التي تمكنوا امن جمعها والاتطباعات التي
تكونت لديهم عبر الاتصالات التي أجروها ‎٠.‏ وكانوا بعد ذلك يعمدون الى تقديم
المعلومات الى مجلس الامن القومي والى هنري كيسنغر بالذات الذي تربطه بالعديد
من هؤلاء الاساتذة علاقات الزمالة السابقة . وعلى ضوء توجيهات كيسنغر ومجلس
الامن القومي » كانت هذه المعلومات توضع في عقل الكتروني »© ثم يقوم واضعوها
بصياغة عدة بدائل وخيارات ضمن اطار الاهداف الاميركية الاستراتيجية الثابتة
والمرحلية » ويدرسون بعد ذلك احتمالات تنفيذ البدائل المتعددة وامكانيات قبولها من
مختلف الاطراف .
وتحاول هذه الدراسات ان تبدو موضوعية لكنها في الحقيقة تأخذ مصلحة اسرائيل
بشكل اساسي » اما حقوؤق الشعب الفلسطيني فتؤخذ بصورة شكلية اذ ليس في هذه
البدائل بديل واحد يسلم بقدرة الشعب الفلسطيني على مواصلة التزامه بالتحرير »
انما التركيز فيها محصور على كيفية تركيب الادارة الفلسطينية التي ستدير شؤون
الفلسطيئيين . وهكذا » وبعد اسسقاط الصيغة الثورية واسقاط احتمالات التحرير » لا
ببقى من البدائل بالنسبة للفلسطينيين غير حقهم في ادارة شؤونهم وليس في تقرير
مصيرهم . اذا فان التوجه الاساسي عند هذه المجموعات الدراسية هو في تقليص
القضية الى مشكلة مما سيحتم ايجاد وضع تتحول فيه ارادة الفلسطينيين وطموحهم
من النضال من اجل تقرير المصير الى السعي من اجل ادارة شؤونهم » واذا ما تم
.
تاريخ
مايو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39492 (2 views)