شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 15)
المحتوى
معني © وهذا ما يحب أن بدرعه التسار الماهبي التلسطني الذي يتصور تأنه هو كل
انيسار المذهبي. هناك خارج فصائل المقاومةاليسارية المذهبية أي داخل التيار العام» أي
داخل فتح» قطاعات يسارية مذهبية متقدمة على بعض اليسار اللذهبي نفسه. لذلك فان
معادلة الوحدة العضوية لفصائل المقاومة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار استمرارية التلقيح
المتبادل » وعدم وجود استقطاب كامل وواضح ؛ وعدم الاصرار على الاحتفاظ بكامل
الاستقلالية والسيادة التنظيمية لهذه الفصائل . واذا كنا نؤكد على ان الوحدة لا تعني
الاندماج وبالتأكيد فانها يجب ان لا تعني التذويب » فلا بد » في مرحلة مقبلة » من حدوث
تجاوز للتنظيمات القائمة في الساحة الفلسطينية وتخط لها لان الولاء للثورة ولمقتضياتها
في المراحل المقبلة يكتسب اولوية على الولاء للتنظيمات الراهنة . هذه ليست دعوة
للتجاوز الفوري للتنظيمات بل بالعكس انها دعوة للتفاعل المستمد من المواقع التنظيمية
الراهنة » الا أن هذا التفاعل يجب ان يرافق بالاقرار بان ليس هناك نهائية للتنظيمات
التائمة » بل بالعكس فانها مرشحة كلها للانتقال في المراحل المقبلة وعبر تفاعل حي مبدع
وجدلي.» الى تنظيم واحد قادر على استيعاب الطاقات الصحية والسليمة التي تقلل من
الفرق بين اليسار الوطني واليسار المذهبي . وهكذا اذا انعتقت المأهبية من تزمتها »
وانعتقت الوطنية العامة من مخاوفها من المذهبية » نستطيع ان نصل الى المخرج الثوري
الذي يتمثل في تنظيم موحد نتيجة اقتناع بالوحدة وليس فرضها . 1
ان السلوك الوحدوي المطلوب في المرحلة الراهنة يتمثل في ما أسميناه التلقيح المتبادل
والانفتاح المشسترك بين فصائل المقاومة » وفي وحدة الادوات الوظيفية وبالتالي في التقييم
الموحد للمرحلة الراهنة . واذا ما اعتادت فصائل المقاومة على الحالة الوحدوية » عندئذ
تتمكن من ايصال احتمالات وحدوية متقدمة للجماهير فتثبت بذلك استمرارية اهليتها
لقيادة مسيرة حركة التحرير . ان الصيغ الوحدوية المتقدمة والعلاقة الجدلية فيما بين
فصائل حركة المقاومة تنمي لدى الجماهير الفلسطينية ضرورة النفس الطويل لان
الجماهير الفلسطينية وكل الجماهير التي تعيش اوضاعا مشابهة لاوضاعها تكون ذات
نفس متقطع او قصير . ومن ناحية اخرى فان الوحدة تعطي الجماهير ثقة بأن المقاومة
ستكون قادرة على مواصلة القيادة في الظروف الصعبة المقبلة . من هنا فان اخصاب
الوحدة العضوية بين فصائل المقاومة وطرحها باستمرار على الجماهير الفلسطينية يحرر
المقاومة من كابوس حصر التعامل فيما بينها .
وهذا يستتبع ان تكون اولى مهمات المقاومة الموحدة جعل علاقاتها بالجماهير الفلسطينية
أكثر وضوحا والتصاقا . لا يمكن ان تكون علاقة المقاومة بالجماهير علاقة تدبير شؤونها
فحسب » ولا علاقة من يتكلم باسمها ويعبر عن ارادتها دون ان يؤمن عمق مشاركتها .
انه وان.لم يكن هناك رفض من قبل الجماهير لقيادة المقاومة لان الشرعية الوحيدة هي
شرعية الثورة » فان عدم الرفض هذا وحتى قبول الجماهير بهذه القيادة يجب ان لا يكون
مدخلا لاقصاء الجماهير عن المشاركة الاساسية ف معتخيرة المقاومة ‎٠.‏ وبالتالي فان على
المقاومة الفلسطينية » بعد تحقيق وحدة فصائل المقاومة وما يستتبع هذه الوحدة من
وضع الجماهير في مناخ تفاؤلي ثوري وما ينطوي عليه هذا التفاؤل الثوري من صبر
ثوري ومن استعداد للتتشف ومن قدرة على الاستمرار رغم الارهاق والمتاعب » ومن
تدرة على تجاوز الرغبات البورجوازية في حل المشساكل الانية » رغم كل ذلك يبقى أمام
المقاومة ان توجد المؤسسات التي تكفل المشاركة الجماهيرية الواسعة . صحيح ان
هناك مؤسسات قائمة الان وهي اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني »؛ وفي حالات
استثنائية المؤتمر الشعبي » بالاضافة الى الاتحادات النقابية والمنظمات الشعبية
الاخرى » لكن هناك انطباعا عاما لدى الكثير من قطاعات الشعب الفلسطيني بأن هذه
المؤسسات رغم ما تفرزه من حيوية في الحوار ؛ فانها من ناحية لا تستقطب داخل
15
تاريخ
مايو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 37377 (2 views)