شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 117)
- المحتوى
-
التديم في العالم العملي .
ويبدو أن يزهار. لا يتمتع بالطابع الهجائي ( الساخر ) للادب في الخمسينات » أدب
الاحتجاج الاجتماعي ( أهارون ميجد » وحانوخ برطوف ؛ ودافيد شحر » وبنيامين تموز)»
الذي يقدر الموجود بمعايير المناسب . ويزهار يطالب الادب برد الاعتبار لموضوعات
الحياة ويرى ان الادب ئيس في حالة منافسة مع الحياة » لان الحياة أثرى منه » كما أنه
لم يخلق لنفسه الادوات الجميلة لمصارعتها . والتفرع الثنائي للادب والحياة » والخيال
والواقع » هو من الامور المميزة الى حد ما ليزهار . والبيان يشهد » بالذات » على مدى
ارتباط الرجل بالمهام التاريخية لجيله . ان شعارات « النكبة » و« الصحراء » » و« جمع
المنافي » و« العمل العظيم » هي ششسعارات مستقاة من القاموس السياسي . وبالرغم من
أن يرهار يتخلص تماما"من ١ العقائد » التي خيبت الآمال » فانه يعود ويؤكد في « عقيدته
الذاتية » ان هذه الشعارات » طالما انها تنطوي على التحقيق » فانها تبقى كما هي .
والتحفظ حسب روح الجيل من « العقائد » والالهة التي خيبت الامال لا يزيد ولا ينقتص
من الامر شسيئا. وفي حقيقة الامر يقف يزهار ف مواجهة العالم المتغير وهو ما زال مزودا
بالقيم المحددة لجيله .
«وتتطرق اقوال الادعاء ضد الادب كذلك الى موقفه من الانسان كفرد وكنموذج. انخنفايا
الانسان قد خفيت عن هذا الادب » ولم يعد يدرك عالم الانسان النموذجي العادي .
ويستمر الادعاء كذلك في اتجاه آخر : ليست لدى هذا الجيل رؤية خاصة به. انه موجود
فيما وراء رفض المنفى وتأييد الصهيونية » ينبشش في تراب الاجيال السابقة ولا يجد لنفسه
مكانا خاصا به . وهو لا يحمل معه عصرا ( مثل جيل بيا ليك ) » بل يقف فارغا في مواجهة
الفضاء الخالي ويملاه « بلا شيء على الاطلاق » . أنه جيل دون صلة نسب بالآباء »
ولديه آب مادي فقط ( أصبح بالتالي أبا روحيا هزيلا ) » ولكن ليس لديه الارث الروحي
الذي تمنحه الامة القديمة لابنائها . والطريق للتوبة الديئية موصود هو الآخر في وجه
الانسان العلماني المتشكك » ( شسيكد ص .؟ ) . ويقوم يزهار هنا بعمل اختصار متطرف
لكل القيم المحتملة ويحصي المجلات المختلفة التي هجرها الجيل الشساب كلا تلو الاخرى .
ولكن الوصف ليس تشخيصا فقط . وكذلك فاته لا يعرض الحقائق فقط بل يقدرها .
وهذا التشخيص يرتكز على الحنين الى القيم والى عناصر الحياة التي ضاعت . ويزهار
يحذر سامعيه من الرومانسية » ولكنه مع هذا ظل رومانسيا قلبا وقاليا ٠. وفي سياق
حديثه يسأل : ماذا بقي له بعد كل هذا » ويجيب قائلا : « لم يتبق الا صوت الرعب » .
ان هذا هو الصوت آلوحيد الذي يلائم الواقع . وبعد ان يحدد هذا يواصل قائلا :
انه فيما وراء الرعب توجد نقطتان مضيئتان لا بد من التعليم على هديهما والايمان بهما »
وهما أيمان أهارون دافيذ جؤردون بالعمل اليدوي » والترقب الصادق للايمان ( تسيكد
ص 5١ ) . ان الارض والاشواق الرومائسية الى الايمان هما المنارتان اللتان يضعهما
يزهار لنفسه ولابناء جيله . وهنا نجد اختلافا موضوعيا في اقوال يزهار » وهو الاختلاف
الذي يتضح كما ذكرنا من قبل في روايته ( « أيام تسيكلاج » ) . فمن ناحية هناك رغبة
للتعبير عن الشعور الحديث بالرعب » ومن ناحية اخرى هناك رغبة في العودة لطرح
الموضوعات الرومانسية التي تهتم بالاشواق الى الايمان الخالص والايمان بالعمل في
الارض . ويزهار هنا يريد الاقتراب من « روح العصر » » ويريد ان يفهمها ويصبح لها
معبرا وبوقا » ولكن هذا الاقتراب لا يعبر عن جذور نفسه . وبيان يزهار هذا مليء
بالثقوب والتناقضات » ويبدو فيه كما لو كان غير مخلص لعالمه » حيث يقف موقفا دفاعيا
ضد شيء ما » يبدو أتقوى منه ومن عالمه » وفي هذه الحرب الدفاعية يفقد يزهار القاعدة
الاصلية التي يرتكز عليها انتاجه الادبي .
للا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39355 (2 views)