شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 125)
- المحتوى
-
يعالج المشكلة ليس من وجهة نظر وطنية صرفة
ولكن من وجهة نظر عربية شاملة : ليس علينا ان
نؤكد بأن العرب » مواء كانوا فلسطينيين ام لا »
لا يخامرهم اي شسك او ريبة في اليهود . لقد كان
الشرق العربي دائيا معروفا بضيافته وكرمه ٠ ان
أليهود يثكلون اقلية صغيرة » فقد عاشوا مع
اخوانهم من المسيحيين والمسلمين في سلام ووفاق ©»
ولم يضطهدوا كما اضطهدوا في اوروبه .)١168(
ان المواضيع التيرأيناها فيالفقرات السابقة ليست
الا جزءا من رأي الافتتاحيات . ان النسسبة العظمى
من الافتتاحيات كرسست للمسألة الفلسطيئية ©»
وكانت تتركز حول مستقبل فلسطين والدصمصوة
القومية للدفاع عن فلسطين العربية » ويمكن ان
تلخص كما يلي : « رفض التقسسيم » طرد
الارهابيين » وقف الهجرة اليهودية ©) حل منظمة
الهاغاناه »© انهاء الانتداب البريطائتي » اعسلان
استقلال فلسطين الفوري » خلق دولة عربية
يهودية في فلسطين حيث يتسساوى جميع السكان في
الحقوق والواجبات »(11).
ولكي يتم تنفيذ هذه الخطة في سبيل فلسطين نصح
العرب بالدفاع عن فلسسطين وهزم الصهيونية .
وعندما قارب الانتداب البريطائي على الانتهاء »
اظهر كتاب الانتتاحيات العرب اجماعا في الدعوة
الى الحل المسكري . فقد صدرت جريدة ( القبيس )
في ١١ أيار 11548 تحمل عنوانا بارزا تقول فيه ان
عهد الكلام والكتابة قد انتهى ©» وبدأ عهد الدم
والفجاعة . وهذا تعبير عن رأي الافتتاحيات
العربية بالضبط ٠
وهنا يستحسين أن نعرف كيف نظرت الدول الاربع
المحيطة بفلسطين الى الصراع الناشسب في فلسطين.
فعلى العموم »© كان كتاب الامتتاحيات السوريون
يتميزون بعاطفيتهم امام قرائهم . فقد حاول
السوريون ان يستعيدوا امجاد صلاح الدين في
محاولة منهم لجعل القصصمصب السسوري يتهياً
للحرب('؟). لقد كانوا متلهفين لبدء المعركة ولا
يرغبون في انتظار الانسحاب النهائي للجيوش
البريطانية كما كان مقررا في منتصف أيار ٠. وفي
الواقع » ان العديد من الصحف السورية قد أيدت
قطع رأس الافعى قبل ان تكبر(١ا؟). وقد عزز هذا
الموقف الاعتقاد بأن القوة كانت ولا زالت وسلكبقى
الى الابد المنطق العملي الوحيد الذي يؤكد حقوقه
في هذا العالم(؟؟). لذلك فقد كان على القارىء
السوري © تحت تأثير الافتتاحيات المحلية ) ان
تخرحل
يندفع لقنال الصهاينة في غلسطين ويدرك بأن القوة
تهزم الحق في هذا العالم . واذا لم يفعل ذلك
هو ورفاقه © ففي المستقبل سسيبكون كالنساء على
وطن لم يستطيعوا ان يحافظوا عليه كالرجال(؟").
وقد رافق هذا النصح والحض تحذير من صعوبة
الطريسق والقتال اذ ان المدو قوي ومنظم
ومدعوم بقوى خارجية مهمة(؟؟).
اما بالنسسبة للبنانيين » فقد كانت لديهم قناعة بأنهم
من الناحية العسكرية اضعف الدول الاربع التي
لها حدود مجاورة مع فلسطين . ولذلك © قان
الافتتاحيات في دعوتها لتحرير فلسطين من الصهاينة
لم تكن تهتقر للوطنية بقدر ما كانت مدركة وواعية
للاخطار التي تهدد لبنان مسن جراء نششوء دولة
اسرائيلية عسكرية قوية على الحدود الجنوبية :
« اسرائيل تقف على ابوابنا وتضطرنا ان نأخذ
بعين الاعتبار كل مظاهر ونتائج هذا القرب .
انها ليست لعبة عندما يحعاول بلد صغير ان
يصطنع الاخطار لكي يعرف وزنه . ان ترنيمة داود
التي ينفدها العبرانيون تتزدد في انحاه الشرق
كله . ان ثقل اسرائيل وقوتها العظيمة تبدو ثقلا
شديدا ومحملا بالاخطارٌ للدول ذات الموارد
المحدودة »(8؟),
وفي مقابل 'الموقف المحدود والضيق للضحافة
اللبنانية كانت افتتاحيات الصحف المصرية ذات نظرة
تدل على خبرة ومعرفة بالعالم والناس . لقد رات
ان ما يجري في فلسطين لا يعكس معركة محدودة
بين مجموعة من العرب ومجموعة من الصهاينة ©»
بقدر ما يعكس معركة ذات مسستوى ابعد من ذلك.
انها صراع بين الامة العربية في ولادتها الجديدة
وبين العالم الغربي وبقايا الاستعمار ومخلفاته .
وهذا الموقف في بعض جوانبه ناتج عن بعد المسسافة
النسبية بين القاهرة وتل ابيب اذا ما قورنت
بالمسافة التي تفصل الثشسام وعمان وبيروت عن تل
ابيب . ولريما كان السسبب المنطقي والممكن لهذه
النظرة المصرية' والبعيدة لمشكلة فلسطين هي
انقفال مصر في حروبها معقوات الاحتلال البريطاني
فيها . والنتيجة الطبيعية لهذا هي دمج اسسباب
الاحتلال البريطاني لمصر مم الاسباب التي أدت
لظهور الصهيونية في فلسطين . لقد دعت الصحافة
المصرية لقتال الصهاينة في فلسطين » ولكنها كانت
دعوة باردة وكانت تنظر الى قضية فلسطين على
ضوء الاحتلال البريطاني لمصر . لذلك فان الصحافة
المصرية رسمت خطا موازيا بين قضية فلسطين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)