شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 154)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 154)
- المحتوى
-
محمود ذرويشش » أحبك أو لا إحبك
( دار الآداب »© بيروت »2 1995 )
ها هو صوت الشاعر محمود درويش يطل علينا
من قريب هذه المرة . لا تحول بيننا وبينه حدود
شائكة وخامضة بقدر ما تحول بيننا وبينه حدود
منتعلة . ويطل علينا جديدا هذه المرة أيضا .
لا نتوهم ان فيما يكتب هواجس ومشاعر ومواقف »
لا تششكل بالنسسية الينا الا طموحا وتوقا ومثالا ٠
بل ها هو يتحدث هذه المرة ©» ويكتب في صحف
نعرقها وأمام قراء نعرفهم © في صفا وأحد مم
الشبان من شسعراء العربية ©» بحيث يدفعنا ذلك
جميعه الى ان ننظر. اليه بعين تعودت النظر الى
الشعر بقدر ما من الحيادية . فلم يعد صوت
محمود درويش يتسرب الينا كما تتسرب رائحة
الارض »© ولم نعد نتوهمه مطلا من فوهة بندقية »
أو من خلال قضبان حديدية صدئة . ولطالما حال
ذلك التوهم بين الشاعر وبين الثسعر في راي
قرائه ». ولطللما اختلط ©» بفعل ذلك الوهم »
الناقد والمحب في شخص القارىء العربي ©» حتى
نتجت ©» مما شاء الخلط ©» ركامات هائلة مسن
« الدراسسات » و« المقالات » و« الهوامش »© حول
ما سسمي « أدب المقاومة 6 ©» مستعينين يها » لا
بالرغبة في المكاشفة الابداعية لهذه التسريحهة
الخاصة من الادب العربي الحديث »© بل بالعاطفة
الوطنية والقومية» وكثرا ما خلخلت هذه العاطفة»
صادقها وكاذبها على السواء ©» موازين الحقيقة
وصور الواقع .
ان مجموعة الشاعر محمود درويش التي صدرت
تحت عنوان « أحبك أو لا أحبك » كانت حصيلة
الوقت الذي قضاه الشاعر في القاهرة حتى الان ٠
وهذا يعني أن لهذه المجموعة اهمية خاصة في نظر
الشماعر ذاته وفي نظر القراء »© لانها تجيب على
التساؤلات الكثيرة التي تلت خروج محمود درويش
من داخل اسرائيل واختياره القاهرة : هل بقي
درويشض. شاعر متقاومة !1 هل موقفه هذا » من
الناحية الشعرية » موقتف سليم » وهل تملك هذه
التجربة الجديدة ان تعطيه ما كانت تعطيه هياته
النضالية السابقة ؟ وكيف ستكون عليه قصائده
الجديدة ؟ ...الخ
ان محمود درويش يملك قدرا كبيرا وواضها من
التوق الى التجديد » وهو على الدوام يتمجل
الشعر »© ويتمجل تجربته من اجل خطوة جديدة ©»
ولتد ميزه ذلك عن رفاقه من شعراء الارض
المحتلة » حيث اسستطاع بفترة قصيرة أن يحتل
مكانة ممتازة لا بين رفاقه وهو ليس. أكبرهم
سنا بل بين الثعراء العرب ايضضا . وهذا
القدر من التوق لم يكن لدى درويش خارجيا قشريا
بحيث يدفعه من اجل ارضاء رفبة عابرة أن
يستعين بلعبة لغوية زخرفية ©» أو لعبة شكلية لا
يطمع منها الا بالادهاشى . بل هو على العكس
يتسسم توقه بالصير والاناة نلقد كشاء لنفسه ان
يتكشف الجديد من التجربة الفنية وهو داخل
« غنائيته » التي استمرت حتى الان» منذ أن كانت
غنائية رومانسية ف مجموماته الاولى 2 الى ان
تطورت »© بفعل الشسافل الابداعي لدى الشساعر»
الى الرؤيا الجديدة ذات السسمة الغئائية .
ولعل من أبرز مظاهر هذا التوق الى التغيير لدى
محمود درويش انه بعد فترة من خروجه الى
القاهرة لم يشا ان يخرج الى الناس بوجهه القديم
الذي اعتادوه وأتقنوه بل ششساء ان يخرج بجديد
آخر لا يجمعه « بالقديم 4 من شسعره الا خيوط
داخلية . فكتب مجمومة من القصائد تحت اسم
« المزامير » ونشرها امام الناس . وهي قصائد
لم تعتمد التفعيلة وحدة وأسساسا موسيقيا ٠. بل
كتبها نثرا » مستفيدا فيها من التوراة حينا ومن
بعض شعراء قصيدة النثر في العربية حينا آخر .
ولكنه في كلا الحالتين لم يبعثر شخصيته الحقيقية
بل حاول جهده الانضباط بحدود هذه الشخصية ©»
وهي محاولة صعبة دون شسك » فقصيدة النثر لها
تراثها المحدود في العربية » كميا وزمنيا » كما ان
محمود درويش خاط له لفترة نشطة ومنفعلة» جلدا
لا يملك بهذه السهولة ان يتخلى عنه أو يقفز منه.
لهذا السبب تجد ان قصائده « المزامير » النثرية
لا تنتسمب اليه انتسابا كاملا شسأنها شأن قصائده
الاخرى © ولكنها تتوزع بينه وبين مجمومة من
المصادر الاخرى »©» ولعل ابرزها وضوها صوت
الشامر السوري محمد المافوط . فمن منا حين
يقرأ هذا المقطم على سسبيل المثال لا يستحضر في
مخيلته صوت المافوط :
أعيدي الي تقاطيع اسمي
لجل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)