شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 111)
- المحتوى
-
بطريقتنا . لا اقول ان احتلال اسرائيل لاراضينا هو قاس »؛ اذ لا ادري ما كان سيحصل لو انقلبت الادوار »
لو اننا نحن العرب هزمنا اليهود . في يوم الاربعاء ذاك » عندما رأينا دبابة تدخل القدس © لم نظن ابدا
انها اسرائيلية . اعتقدناها عراقية وهتفنا لها . كنا على ثقة من النصر . لا اظن اننا كنا مسنعاملكم برفق لو
كنا انتصرنا . تعلمون ما حدث للفتاتين اليهوديتين المقاتلتين قبل سنوات . فقد اسرهما شيخ عربي ٠ خقالا له:
اقتلنا ولكن لا تغتصبنا . فقال لهما : سساغتصبكهما وسساقتلكما » .
هذا الهذيان الفريد الذي لا ريب قد طبخه احد محرري المجلة هو البروفيل الذي ترسمه
الدعاية الصهيونية للعربي . فصاحبنا ابن حكيم ( الظاهر ان معرفة كاتب « الحديث »
بالعرب متأتية من كتب الأؤلف الالماني كارل ماي الذي كان يكتب عن الشرق للاطفال )
هو من المعتدلين . وهو بطبيعة الحال متزوج من امرأتين » فصورة العربي لا تصبح
كاملة دون ذكر لتعدد الزوجات . وهو كأي عربي آخر نادم لانه لم يفر من القدسس
اثناء الحرب . ولكننا اذا اعتقدنا من بداية حديثه انه رجل أمي » فاننا نغير رأينا بعد
ذلك عندما نعلم من سياق حديثه انه محام وسياسي » فهذا يضعه بين افراد الطبقة
المثقفة . أما مغزى وضع هذا الهذر في فم رجل مثقف فهو ان الاميين والمثقفين العرب
متساوون في ضعف العقل . ثم انه « خطيب مفوه » » اي هو كأي عربي آخر يحترف
صناعة الكلام ويقول ما لا يؤمن به . انه آأسير الاوهام » باعترافه هو . الاسرائيليون
يكافئونه بالمال لانهم طيبون والعرب يهددونه بالقتل لانهم غدارون . الجيش الاردني يريد
قتصف مستشسفى اسرائيلي . عندما « توحدت » القدس بكى من الفرح » ولكنه
عندما شاهد الاسرائيليات فى المينى جوب ثارت في نفسه العصبية الاورينتالية . في تل
ابيب يفاجأ برؤية مدينة حيث سابقا كانت توجد الرمال فقط ( صدى آخر لاسطورة
تعمير اليهود لفلسطين ) ثم يستغرب صاحبنا أن يرى ثلاجة مصنوعة في اسرائيل » مع
انه توجد على الاقل ثلاثة أقطار عربية تصنع الثلاجات حاليا . ويقول أين حكيم
للاسرائيليين : انكم تسبقونا بثلاثة قرون » ولكنه في الجملة التي تلي ذلك يقول لليهود :
حضارتكم ليست افضل من حضارتنا » مما يدل على الدوامة التي يظل العقل العربي
غارقا فيها على الدوام » حسب رأي كاتب المقال . ثم ان اين حكيم يعترف بان العداء
العربي لاسرائيل هو الذي وضع لعنة العقم على قابلية العرب للخلق » وهذا هو ايضا
ترديد لاسطوانة صهيونية قديمة . وتأتي بعد ذلك الكذيبة الشنيعة عن الفتاتين
البهوديتين ! هل يا ترى سيصدق قارىء المجلة غير الصهيوني هذه الصورة المضحكة ؟
فى الاعداد التالية نصادف في المجلة اسماء معروفة» بينها مايكل ايلكنز مراسل البيبيسي
المقيم في اسرائيل » وفرانسيسر اوفئر » مراسل الاوبزرفر اللندنية » والاديب التشيك,
لاديسلاف مناكو ( الذى غادر تشيكوسسلوفاكيا الى اسرائيل استنكارا لموقف بلاده من
اسرائيل بعد حرب حزيران ) » بالاضافة الى أسماء اعلام السياسة في اسرائيل » وبين
هؤلاء ليفى اشكول وابا ايبان وميناحيم بيغن ويعكوف تسور » مما يدلنا على الاهمية
التى تسيغها المنظمة الصهيونية على مجلة اسرائيل . ومن الجدير بالذكر ان رئاسة
التحرير تكرس سبعة أسطر لتقديم الارهابي بين الى القراء » وسبعة اسطر
أخرى لاشكول رئيس الوزراء وستة فقط لايبان وزير الخارجية . أما الصورة
المرافقة لمقال بيغن » والتي تحتل صنحة كاملة » خهي لجندي اسرائيلي يحمل طفلين
عربيين في نقطة جسر اللنبي ! ومقال بيغن هو خلط بين الخطر العربي على اسرائيل
وبين الاضطهاد الذي تعرض له اليهود على أيدي النازيين . ولكن الفكرة الرئيسية فيه
التحذير من النسيان . حتى لا ننسى ما حدث لنا » يقول بيفن » قاصدا بذلك
معسكرات الاعتقال النازية » وايضا الخطر الذي كانت اسرائيل هدفا له قبل ه حزيران.
وقضية النسيان هذه تعيد الى الاذهان النقاشش الحاد الذي جرى قبل مدة على صفحات
مجلة لندنية بين الصهاينة وبعض الانكليز الذين يتفهمون وجهة النظر العربية . فقد كتب
١٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 11
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4233 (8 views)