شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 124)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 124)
- المحتوى
-
وبعد ذلك يأتي مشهد تتحدث فيه رئيسة الوزراء عن نفسها » فتقول انها بعد الرجوع
الى نفسها » وبعد اختبار رأيها » وجدت انها دائما على حق » على حق » على حق .
وينهض وزير الخارجية ليلقي كلمته ويقول : وانا لا استطيع الا ان اختتم حديثي بلهجتي
الاوكسفوردية » واذا برئيسة الوزراء تمسكه من عورته »© فيحمد ٠
ويقوم وزير الدفاع © فيقول *
اعدكم بالدماء والدموع
فكلمتي واحدة
واذا وعدتكم بالدماء والدموع
فعلى الدماء والدموع ستحصلون
طبعا بالاضافة الى العرق ٠
أما المشهد الذي يبدو انه حطم اعصاب المؤسسة الاسرائيلية واستفزها الى الصراخ »
فهو الذي يظهر فيه النبي ابرأهيم مع ابنه اسحاق . هذا هو منظر تقديم التربان الى
الرب .
ابراهيم : ابني اسحاق © هل تعلم ما سأفعل الان ؟
اسحاق : نعم © يا ابي . ستذبحني ٠
ابراهيم : الله هو الذي امرني بذلك ٠
اسحاق : اني لست متذمرا يا ابي . اذا كان عليك ان تذبحني »© فاذبحني ٠
ابراهيم ( بتهكم مرير كالذي جرح شعوره ) : جميل » جميل جدا يا اسحاق . نعم » اجعل الامور صعبة
علي »© فمن السهل وضع الذئب علي عاتقي ٠
اسحاق : لاذا اضع الذنب على عاتقك ؟ ألسست انت نبي الله ؟ اذا امرك الله بذبح ابنك وكأنه كلب ©»
ماذيحه .
ابراهيم : لطيف »© جدا لطيف » هذا الذي أستاهله في شيخوختي . ضع اللوم كله على عاتقي » اذا كان
ذلك يناسبك . ضعه على ابيك ©» الشيخ الكسم القلب الذي تسلق جبلا وهو بهذه السن ليربطك الى وتد
ويذبحك . ثم الاسوأ من ذلك »© أبوك الذي عليه بعد ذلك ان يخبر امك بكل ما حدث ٠
اسحاق : ابي »© انصت . اكاد اقسم اني سمعت صوتا من السبباء .
ابراهيم : وشو يعني ؟
اسحاق : مسمعته مئة بالمئة . أنت تعلم انه بقدر ما يتعلق الامر بي فاني على استعداد لان اذبح . ولكتني
سيعت صوتا لا شك ٠.
ابراهيم : اني الان افكر بالاجيال القادمة . افكر ماذا سيحدث عندما يبعث آباء الخرون بابنائهم ليقتلوا ٠
ما الذي سينقذهم عند ذلك ؟
اسسحاق : بامكان الله دائها ان يأتي ويقول : ارفعوا ايديكم عن الصبي ٠
ابراهيم : ولكنك تعلم ان الله فير موجود .
بأي قياس ادبي » هذا المشهد الساخر المرير الذي يضع المأساة الصهيونية كلها في
اسطر قليلة » هو رائع ويستحق كل اعجاب وتقدير . أن ابراهيم هنا هو جيل الرواد
الصهاينة » جيل الشيوخ أمثال بن غوريون واشكول ومائير »© الجيل القديم الذي يذبح
الجيل الجديد قريانا لاله لا يؤمن به . انها ادانة المؤلف للتفكير الغيبي الخرافي الذي
يسيطر على عقول الصهاينة » كما انها كشصف لزيف العبارة: «أين بريره» © التي اصبحت
اليوم بمثابة الفلسفة الصهيونية الرسمية . لا مناص من الحرب والنصر » لا بديل
لاقتال » لا خيار لنا الا في خوض غمار المعركة » هذه جميعا هي اطارات فكرية يريد
المؤلف ان يفضح دلالتها الوحشية .
ثم تنحدر المسرحية الى الوقت الحاضر » الى مشمهد « ابي المزيز » » عندما ينشد شساب
١27 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 11
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5119 (6 views)