شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 165)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 165)
- المحتوى
-
الفدائيين انفسسهم . كما أن بوير بيل يقع ضحية
التباس لفظي © فهو لا يميز بين نوعين مسن
المقاتلين : رجال العصابات الذين يتمركزون
ويميلون خلف خطوط العدو »© والندائيين الذين
يتمركزون يعيدا عن خطوط العدو وينفذون عملياتهم
من نوع اضرب واهرب في قلب هذه الخطوط .
والالتباس في التفكير والتحليل الذي يؤدي اليه
غياب هذا التعريف يتضح من خلال الاسطر التالية
(ص ٠0١١ ) ؛ « ومع هذا »© رغم الاعجاب الظاهر
بالمقاومة في الضفة الغربية ركزت حركة الفدائيين
على خط حرب العصابات بدلا من العصيان المدني
او العمليات الارهابية المتفرقة . وبالنسبة
للفلسطينيين فان البطل الحقيقي هو ذلك الفدائي
الكامن في الجبال بزيه المموه ورشيششه من طراز
أ.ك 9ع © وعملياته من نوع اضرب واهرب »©
ولكن هناك عددا قليلا من الفدائيين في الجبال »
ولم يكن عددهم كثيرا في اي وقت من الاوقات » .
واول مسا ييكن اثارته هو إن تعبير خط
حرب العصابات ينم عن جهل بالحقيقة © ويجب
استبداله بتعبم « خط عمل الكوماندوز » © وهنا
أود أن أشير إلى أن الدكتور هشسام شرابي © في
احدى كتاباته عن « العصابات الفلسسطينية » قد
وقع في هذا الالتباس عندما استخدم اكثر من مرة
تعبير « العصابات » وهو في الحقيقة يريد ان يقول
« الكوماندوز » . لذلك فانه عندما يكون هناك
التباس في التعابير © وبالتالي في المعاني والافكار »
غان ذلك من كسأنه ان يجعل التحليل اقل وضوحا
دون ان يكون مضللا . الا انني اظن بأن استخدام
« العصابات » عوضا عن « الكوماندوز » في كثير
من الاحيان يرجع الى ان للاولى دلالات اكثر اجلالا
ورومانسية ©» وايضا ربما لان اسستخدام تعبير
« العصابات » كثيرا من شأنه ان يخفي الحقيقة
المشبطة للعزائم بأن هناك القليل من العصابات في
الجبال » كما أن عددهم لم يكن كثيرا في اي وقت
من الاوقات . وبالاضافة لما سسبق »© لا يسعني الا
ان اعرب عن الاسسف لاستخدام تعبير « فدائيين »
وذلك لان للدقة المتناهية اهميتها القصوى في الامور
العسكرية » وهذا التعبير ليس فقط مبهما وغير
دقيق »© بل أنه عبارة عن شعار عاطفي . وعلى
حد علمي ايضا فخان لكلمتي « عصابات »
و« كوماندوز » مرادفات دقيقة في العبرية ©» ولا
تخلو العربية من ذلك .
وني الفصل الاخير يسير بوير بيل على خطين
١15
غكريين متناقضين © خنراه يكرر ويلخص رأيه عن
نشل الامثلة الثلاثة التي أوردها » ومن ثم يصدر
الحكم القاسي التالي على المقاومة الفلسطينية
«لقد نجح الفدائثيون فقط في زيادة قلوب الاسرائيليين
قسوة ودفعوهم الى تحسسين وسائلهم الدفاعية »
كما انهم حددوا من خياراتهم الاستراتيجية لدرجة
اصبحوا معها غير قادرين على تأمين حتى نصف ما
يريدون ٠ ولم يكن خيار حرب العصابات بالنسبة
للنلسطينيين افضل خيار »© او الخيار الاخير » بل
أسوأ خيار» وكذلك بالنسية للفندائيين. الذين كرسوا
انفسهم لازالة اسرائيل لم يكن ذلك بالضرورة افضل
خيار » وذلك على اعتبار ان هذا الخيار طرح
وسائل الارهاب لحل القضايا الداخلية والمزج بين
الغمل الديبلوماسي و العنفك لتحقيق اقصى ما يمكن
من التأثير . ولم يكن اعتماد خيار حرب العصابات
نتيجة تخطيط ودراية استراتيجية بل نتيجة لليأس.»
ان هذا الحكم الذي يجمع العمل المباشر والخيارات
اللاعنفية يناقض ما يقوله بوير نفسسه في مكان سابق
من أن الفلسطينيين اضطروا! الى اللجوء الى العمل
٠ وما يخفق المؤلف في
ايضاحه هنا هو انه كان امام الفلسسطيئيين انواع
مختلفة من العمل المباشر ولكنهم اختاروا التركيز
أولا ولفترة وجيزة على حرب العصابات ومن ثم
على عمل الكوماندوز بشكل رئيسي ودون استتثناء
تقريبا . وبسبب عدم ترابط افكار المؤلف لا يمكئنا
أن نتوقع منه تعدادا دقيقا وشاملا لخيارات العمل
المباشر التي واجهها الفلسطينيون ولا يزالون ©»
وهي : العصيان المدني على الصعيدين الفردي
والجماعي ©» والتخريبٌ الصناعي © والارهاب
الشخصي وغير الشخصي ©» وحسرب العصابات
( جميع هذه الاشكال تحدث داخل اراضي العدو )»
واخيرا عمل الكوماندوز من الخارج .
وعلى اي حال » بعد هذا التلخيص الذي من
شاأنه تحطيم المعنويات © يعمد المؤلف الى تقديم
تكهن يبعث علبى التفاؤل بالنسية لاثار العمل
الندائي في المستقبل : وهو انه يمكن ان لا ينجم
عن العمل الفدائي الكثير على اساسن المكاسيب
الاتليمية الملموسسة ©» ولكنه على يقين بأن هذا
العيل احدث تحولا في الشعب الفلسطيني ككل »
بأن جعل مصيرهم بأيديهم © وفرديا » ولو لفترة
وجيزة » بأن فسلح المجال امام كل منهم « ليعيش
كاتسان » .
المباشر كخيار وحيد وآأخير
٠ هه حائسن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 11
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)