شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 214)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 214)
- المحتوى
-
أسرائيل انعقاد الندوة في لبنان مرده خششيتها من
ان يسيطر على جو الندوة موضوع النزاع العربي
الاسرائيلي » ولكن سير اعمال الندوة اثبت ان
خوفها لم يكن في محله »© ولم تكن وفود الاعلاميين
الغربيين الذين شاركوا في اعمال الندوة بالقوة
التي توخاها منظمو الندوة في الاصل » اذ ان
عددا ©» غير قليل » مين وجهت لهم الدعلوة
للمشاركة في !عمال الندوة اعتذروا عن ذلك في
آخر لحظة بسيب تصاعد الاحداث الهامة قبيل
انعقاد الندوة يقليل » فكانت هناك زيارة نيكسون
لوسكو »> ولغم الامريكيين إداخل الموانىء
الفيتنامية . ورغم هذين الحدثين الهامين اللذين
تزامنا مع الندوة فقد حضر للمشاركة في اعمالها
عدد لا بأس به من كبار المحررين الصحفيين ورجال
الاعلام البارزين من بريطانيا والولايات المتحدة
الاقطار الاوروبية لم تكن ممثلة تمثيلا جيدا غي
الندوة ) »© وكان بالامكان خلق انطباع جيد وربما
هام لدى هؤلاء لو تم اغتنام هذه الفرصة . ولكن
لم يخلق مثل هذا الاتطباع الجيد لدى حضورها من
الغربيين لسببين : لم يكن رجال الاعلام العرب
الذين شاركوا في سير اعمال هذه الندوة حازمين
او اشداء في مواقفهم بالدرجة الكافية او المطلوبة»
كما انهم لم يكونوا مجهزين بدرجة كافية بوقائع
تفصيلية وملموسة حول واقع سيطرة الصهيونيين
على وسائل الاعلام الغربية أو كيفية استغلالهم لها
وتأثيرهم عليها . واذا كان هنالك من درس يسستفيدد
المرء من مجريات الامور في هذه الندوة فهو حاجة
رجال الاعلام العرب الملحة والعاجلة الى دليل
صغير يشتمل على امثلة من ادلة واثباتات وشواهد
على اساليب عمل الصهيونيين في تزييف
الحقائق والوقائع وتزييف حرية التعبير ممثلة في
أدواتها وهي وسائل الاعلام سواء من الداخل
( بالسيطرة على وسائل الاعلام والتأثير من داخلها )
او من الخارج ( بممارسة الضغوط والتشهير ©»
واجراء التطبيقات السياسية والمالية ) .
ونظرا لخلو جعبة رجال الاعلام العرب الذين
شاركوا في أعمال الندوة من مثل هذه الشواصد
والادلة الناصعة على سيطرة الصهيونيين على
وسائل الاعلام الغربية جرت المناقشات في الندوة
على وتيرة واحدة تتكرر مع كل متحدث عربي © اذ
يقف الخطيب العربي ويتهم وسائل الاعلام الفربية
بأنها متحيزة وغير منصفة ولا تتوخى السدقة في
اخبارها » وأنها تذيع معلومات مشوهة بسبب
التأثر والنفوذ الصهيونيين » في حين ينكر رجال
الاعلام الغربيين بشدة الاتهامات بالتحيز » ويقولون
أنه اذا بدا أن هنالك نقصا في المعلومات التي
تذيعها وسائل الاعلام الغربية فالمسؤول عن ذلك
هو اجهزة الدعاية العربية لعدم كفاءتها » وانه
اذا حاول الصهيونيون ممارسة اية ضغوط ( وهو
ما طالبوا العرب بابراز أية شواهد عليه ) فائهم
لا يخضعون ابدا لمثل هذه الضغوط ولا يدعونها
تؤثر عليهم !!؟. ونظرا لما كانت تتميز به ردود غعل
رجال الاعلام الغربيين من شسدة وقوة كان المتحدثون
العرب يعتذرون تأدبا بأنهم لم يقصدوا المس برجال
الاعلام الغربيين !! وأن أجهزة الاعلام العربية
نواقصها كثيرة وان هنالك ضغوطا صييونية
تمارس على وسائل الاعلام الغربية دون ان يعطوا
أكة |اجئلةالملجولة! 181 .
وكانت النتيجة ان رجال الاعلام الغربيين كانوا
دائما الرابحين في جولات المناقشات ©» اذ كان
العرب يعترفون ©» بنازع الامانة ©» بنواقصهم
الكثيرة » في حين ان رجال الاعلام الغربيين لم
يعترفوا مطلقا بأية نواقص من جانبهم في تغطيتهم
وتقديمهم لانباء الشرق الاوسط سواء كان انكارهم
ذلك عن جهل او قلة امائسة او ادعاء لفضيلة
ليست فيهم . بيد ان الاتهامات المتكررة التي
اطلقها رجال الاعلام العرب في الندوة حول تحيسز
الاعلام الغربي وسسيطرة الصهيونيين عليه » وان
كانت غير مدعومة بأدلة وشواهد فعلت اخيرا
فعلها في المستمعين الغربيين ©» اذ عبر بعضهم عن
دهشته لان يجد رجال الاعلام العربي من مختلف
الاتقطار يعتقدون بأن الصحافة الغربية متحييزة »
ولكن كان هنالك ايضا بين الغربيين بعض الغلاة
الذين زعموا إنه اذا كان لديهم شسيء من التحيز
لدى قدومهم الى الندوة فان هذه الاتهامات التي
اطلقت جعلتهم يغادرون وهم اششد تحيزا ٠
وقد بين عدد من الخطباء بأن لدى الغربيين تحاملا
ثقافيا وتاريخيا قديم العهد ضد العرب ©» ضام
تفهم لاوضاعهم » مما جعل الصحافة الفربية
متحيزة ضدهم في عرضها للاخبار ٠. وقد وقع خلال
سير الندوة مثال نموذجي عللى سوء التفاهم
الناشمىء عن التحامل » فقد ذكر احد الصحفيين
الامريكيين انه لم يحدث مطلقا ان زاره اي شخص
من العرب العاملين في الحقل الدبلوماسي والاعلامي
51 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 11
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)