شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 274)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 11 (ص 274)
المحتوى
الانسانية » خان منطق الاشياء يقود دائما الى
مواجهة القضية الاكثر جوهرية : الصراع بين الحق
العربي وبين ما يدعيه الاسرائيلي من حق .
وعندما يستخدم كاتب مثل أهود بن عيزر كل مواهبه
الفكرية ويضغط على أحاسيسه الانسانية المرهفة
ليستخرج نقطة اعتراف بحق العربي فان النتيجة
تكون : « اليهودي ما زال يحمل المنفى © والعربي
قد اصبح يشعر بالمنفى . وقضيتهما المشتركة هي
التمسك بالوطن المشترك » . هذا هو اقصى
التنازل من جانب ليبرالي صهيوني ‎٠‏ ولكن »2 لاذا
أصبح العربي يششعر بالافتراب .. لاذا بد
احساس العربي بالاغتراب والمتفى على اره »
بينما لا يزال اليهودي يحمل بقايا المنفى من هناك
‎٠‏ من اوروبا ؟ أو بصيغة اخرى « لا يزال
اليهودي غريبا » بيئيا قد اصيح العربي يشيعر
بالغربة » ان تسلسل هذه المعادلة واسستمرارها
الطبيعي يعني ان خاتية احساس اليهودي بالغربة
في فلسطين هي اكتمال احساس العريي بالغربة
فيها . ولاذا ؟ ألآن العربي « لا يعترف بالنعمة
التي تحملها الصهيونية » ؟ كما يقول الكاتب . أم
لان عنف الصهيونية المسلح هو الذي اجتث الجزء
الاكبر من العرب الفلسطينيين ولم يكتف يدفعهم الى
الاحساس بالفرية فقط . ولان الممارسة الصهيونية
الاسرائيلية ضد العربي الباقي في فلسطين أوصلته»
أحيانا » الى الاحساس بالاغتراب ؟ ما هو
مصدر هذا الافتراب ؟ هل هو غياب الاعتراف
العربي بالنعمة التي تحملها الصهيونية .. أم هو
اضطهاد الصهيونية له ؟.
‏من هنا ؛ لا يكون السعي نحو التخلص من الغربة
‏في الوطن ‏ كما يطرحه الكاتب الاسرائيلي ب هو
التضية المشتركة بين العربي المتمسك بالدفاع عن
انتمائه الوطني والقومي ©» وبين الاسرائيلي
المتمسك بالدفاع عن مكاسسب عدواته . انها ليست
قضية مشتركة بقدر ما هي جبهة صراع ‎٠.‏ ومن
هنا ايضا » تثير « الصرخة القومية في الشيعر
العربي ازعاج الاسرائيلي » كما يقول الكساتب
نفسسه » ليس بسبب ضعف المستوى الفني ؛ بل
بسبب كون هذه الصرخة صرخة احتجاج ضد نتائج
ممارسة الصهيونية ‎٠‏ وعلى هذا الا0ك8 0 2222
على الاسرائيلي ان يتخذ موقف « الحياد الادبي »
في قراءته الادب العربي © ويكاد يستحيل عليه
العثور على حاسة التعاطف مع هذا الادب بسبب
جوهره المتناقض مع نفسية الاسرائيلي وسستلوكه .
ولهذا »يصح القول ان الاسرائيلي عندما يقرأ
نماذج من الادب العربي الذي يتعامل مع قضية
الصراع فاته لا يقرأها بدافع الاستمتاع الفني بل
بداقع الفضول . ويبقى القول ان من شأن تبادل
قراءة الادب العربي والعبري ان يصلح من صورة
الطرفين في نظري بعضهما الى بعض طموحا اخلاقيا
هاربا من فهم الخلقيات . يصبح هذا الطموح
واقعيا حين لا تكون المواجهة بين الطرفين في مثل
هذا العنف »؛ أو حين تكون العلاقات بينهيا
حيادية !. وذلك لا يتم بالطبع ما دامت حقوق
الشعب العربي الفلسطيني عرضضة للاغتصاب
الصهيوني » وما دامت قضية تحرر الشعوب
العربية تشكل جوهرا حيويا في الادب العربي
الحديث .
‏يفف
تاريخ
يوليو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)