شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 10)
- المحتوى
-
وعندما كان الصهيونيون يتجمعون في لوس انجيليس ويلتفون حول رونالد ريغان حاكم
ولاية كاليفورنيه والممثل المعجب بغوأدا مثير » كنت اتحدث حديثا عذبا مع وكيل شركة
استجر في الشرق الاوسط وانا في طريقي الى رومه لتغيير وجهة طائرة التقطلوط الجوية
العالمية في رحلتها رقم من طراز بوينغ 7/٠.17 الى دمشق ٠
واثتاء التخطيط للاختطاف تدريت على كل احتمال طازئغ يمكن تصوره »؛ وتعليت جيدا
التفصيلات العملية المتعلقة بطائرة البوينغ . الا أن هناك شيئا بقي لم اتدرب عليه في
رحلتي الاولى الى الغرب وهو الوضع الانساني مثل غضول المحدثين © وكيف لا أثير
شكوك الشخص الذي يجلس بقربي ولا اكون فظّة معه . وف وضع كهذا ترتب علي أن
أرتجل وأشعر بشيء من القلق . لقد انتابني شعور غريب نوعا ما بحيث تصورت أن
جميع الغربيين الذين التقيتهم كانوا يعرفون بالامر . وعلى أي حال فقد كان الشخص
الذي جلس بقربي في الطائرة من بيروت آلى رومه اميركيا انيسا حسن الهندام متوجها
الى نيويورك . وكنت أعلم من قبل بأن السياح الامركيين » مثل غيرهم من السياح »
يتحدثون على آي شيء وبصورة سطحية جدا . ولم أكن أعرف أنهم يطرحون أسئلة
شسخصية بصورة مباشرة ودون مبالاة . الا أنه لا بد أن السيد هولدن كان ضجرا وأحب
ان يتحدث الي . وجاء سؤاله الاول بالطبع : « الى آين انث ذاهبة ؟ » تماجبت : « الى '
رومه » . ثم سألني : « ولماذا انت ذاهبة آلى رومه ؟ » توقفت قليلا لاحيك جوابا وم ح
بخجل :0 انني ذاهبة لالاقي خطيبي القادم من لندن الى:رومه خلال ايام قلائل » . وهنا
شسعرت أن لساني زل لانني لم اعرف بعد بالضبط الى آين كان الاميركي متجها وخفت أن
يدعوني الى الطعام او اي شيء آخر اثناء انتظاري « خطيبي » . واستدركت' بسرعة
قائلة له : « من الممكن جداً ان يفاجئني ويكون بانتظاري في المطار » . وسآلته بعد ذلك :
0 الى أين أنت ذاهب ؟ » قال : « الى نيويورك » . وخلصني من طيشي . وقلل ايضا :
« ائني لا أفهم كيف تذهب فتاة عربية للقاء خطيبها بمقردها كي يتزوجا » . وهنا قلت وكلي
شهور بالثقة في النفس : « لقد تعارغنا منذ طفولتنا وجرى عقد القران بيتنا قبل بضع
سئوات . أضف الى ذلك اتنا عرب عصريون ولسنا من التقليديين المحافظين © .
فأجاب : « جيد ! » واخذ يخيرني كيف فر وزوجته لان والديها لم يتبلوا به زوجا
لابنتهيا . وما أن قلت له انني لم كن غارة حتى أعلنت المضيفة والبهجة تملا وجهها أن
على متن الطائرة زوجين جديدين يرغبان أن يشماركهما المسافرون في تناول طبق مسن
الكانو . « من يريد أن يشاركهما ؟ » وأعلن كل من في الطائوة بما يما ذلك انا والسيد
هولدن رغيته في ذلك. وفي هذا الجو البهيج سالني السيد هولدن : كيف تتزوجين مي وقت
لا يزال فيه خطيبك طالبا ولا عمل لدية ؟ » وهنا ابتسمت وقلت : « أثنا لسئا ملوك
نفط اغنياء » ولكثنا قادران على الزواج في سن مبكرة . » وقال هولدن : « هل لي اذن
أن اقترح أن تقضيا شهر العسل على يخت بمفردكما في البحر المتوسط ؟ » فأجبته :
« انني أفضل ان اكون بين النلس » . ورد هولدن معلقا « وهل ستتزوجين الناس ؟ »
قلت : ١ لا » ولكنني أحب أن أكون بينهم . » واستمر الحديث عن الزواج والحب والبيت
والاطفال الى أن حطت الطائرة في مطار رومه حيث افترقئا وودع احدنا الآخر » واخذت
أمتعتي بعد أن انتهيت من المعاملات الجمركية وركبت الباص الى مدينة رومه . وعلى
الطريق التقيت رجلا آخر في الياص كان يجلس الى جائبي ويقترب مني ويحاول أن
يمسكني بذراعيه ولم أكن قد تحدثت اليه قط » فأوشكت أن أفقد صيري وطلبت منه ان
يبتعد عني : «( انك تكاد تلقي بي خارج الباص وأنت تدفع بي وتقترب مني »© . وهكذا لم
.حرق ان يقوم بحركة اخرى حتى نهاية الطريق . وصلت النندق اخبرأء حيث قضيت
يومين محاولة تجنب الذهاب في رحلات جماعية في رومة . وخلال هذين اليومين مشيت
وحيدة في شوارع رومه وكنت أعرف مكاني في كل لحظة . ومن الغريب أنني لم أكن أرغب
4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5114 (7 views)