شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 11)
- المحتوى
-
في شسراء أي ثنيء أو حتى في الذهاب الى السينما أو في التفرج على امجاد رومه القديبة.
لقند مشسيت ومسيت وحدي وكنت أفكر تفكيرا عميقا بمهمتي واستعيند الى الذاكرة
غادرت الفندق في الصباح الباكر من التاسع و العشرين من شهر آب الى مطار فيوميسيئو
في ضواحي رومه . ومما يبعث على السرور أنه لم تحصل آي عقبات عدا تاجيل الرملة
نصف ساعة . أما رفيقي الذي لم أكن أعرفه الا بالاسم والصورة فقد ظهر حصب الخلة
وقام بالاشارات المناسبة ليؤكد هويته » انه سليم عيساوي » فلسطيني من حيفا نش فى
سوريه . وجلس سليم بالقرب مني يهدوء وتصرف وكأن أحدنا لم يكن يعي وجود اآخر.
وهنا يرز الوضع الانساني مرة ثانية : هذه المرة ظهرت طفلة صغيرة وعلى صدرمت
اشارة تقول « اكسب الاصدقاء » © الامر الذي ذكرني وأنا أرئب تلك الطفلة يفرح
وسرور وهي تداعب اختها الصغرى » ان هذه الطفلة لم ترتكب أي جريمة بحقي أو بحا
تسعبي وأن من الحماقة أن أعرض حياتها للخطر باختطاق الطائرة وهي لا تفهم المعنى
والقيمة الرمزية لعملي ٠ وكان من الممكن أن تنفجر الطائرة اثناء محاولتنا السيطرة لكا
أو تتحطم وتهوي بئيران اسرائيل المضادة للطائرات عندما ندخل « أجواءها » . وبيتما
كان وخز الضمير يعذبني ارتسم أمام ناظري تاريخ فلسطين وأطفالها بأسره : رأيت كل
شيء منذ اليوم الاول لطردنا من أرضنا ومرورا يسنوات الحرمان والجوع وسوء التغذية
شاملة أثات مخيمات ١ اللاجئين » الفلسطينيين من أبناء شعبي وتذكرت كل صفحة من
السعودي « شسهادة الاطفال في زمن الحرب » . وبدا لي
وكأن أطفال مخيم البقعة قرب عمان الذين شردوا مرنين يقفون أمامي مثل حشود ذليلة
صارخين : « ونحن أيضا أطفال ونحن جزء من البشرية » . وعزز هذا المشهد عزيمتى
بصورة هائلة » قلت بعدها لنفسي : ١ أي جريمة أرتكبت انا وشسعبي ضد أي انسان كي
نستحق المصير الذي نعاني ؟ » وأجبت نفسي بنفسي : ١ لم ترتكب أية جريمة بحق 1
انسان »© . يجب ان تنفذ العملية ولن يكون هناك تمك أو تراجع . لقد تكلم اطفالنا ©
وفي الطريق الى الطائرة وقعت حادثة آخرى . لقد كنت في الياص الثاني عندما اقترب
مني ساب وسيم في أوائل الثلاثينات من العمر وحياني بطريقة مضطرية جدا . فردوت
التحية بهدوء وأنا أقرأ كتاب « صديفي تشي » الذي كتبه ريكاردو روجو ٠ وبدا وكأن
الثاب كان راغيا جدا في التحدث الي . سألني من أنا والى أيسن ذاهبة . لكنني لم
أستطع هذه المرة أن أكرر رواية الزواج كما لم 1 تطع أن أرتجل شسيئا بسرعة . ثم قلت
له « احزر » . فقال : « يونانية » اسبائية ©» ايطالية ؟ » وأجبته بالنفي وتابعت الكلام
بالسؤال : « من أين أنت » . أجاب : « من شيكاجو » . واستائف الشاب أسئلته :
« لا أعتقد أنك من أميركه الجنوبية ؟ » ويعد أن عرفت من أين هو ارتأيت أن أقول له
أنني من أميركه الجنوبية لان ذلك قد يجنبني أي اسئلة اضافية محرجة . فقلت انني من
أميركه الجنوبية . وهنا سألني وهو يغمرني بنظرات الاعجاب والتطلعات الغرامية :
١ أأنت من البرازيل ؟ » قلت : « انك تقترب من المكان الحقيقي » . « بوليفيه ؟ » قلت :
9 نعم ؛ ولكن كيف عرفت ؟ » أجاب : ١ كتابك هو الذي دل عليك » . وسألته رايه في
تشي فأجاب : « أنه رجل طيب » ٠ ثم انتقلت الى موضوع آخر : « الى أين أنت ذاهب؟)
قال :0 الى أثينا كي أرى أمي . لم أرها منذ خمس عشرة سنة . انني آراهن أنها هناك
الان تنتظرتي في المطار ١ ائني سعيد جدا بالعودة الى أثينا » . لقد ادهشني ذلك وكدت
أقول له : من الافضل لك أيهآ الغبي أن تغادر هذه الطائرة لانها ليست ذاهبة الى أثينا .
وحاولت أن أتجاهله وأقفل أذني لأحول دون وصول صوته الى ضميري . وألقيت ببصري
٠١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4952 (6 views)