شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 12)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 12)
المحتوى
بين دختي الكتاب ورحت أقرأ بصورة عصبية دون أن أظهر أي ردة فعل عاطفية للمأزق
الشخصي الذي وقع فيه وصدمني . وجعلتني هذه المواجهة اتوقف متأملة لانني أدرك
معنى الحرمان والتوق الى الوطن . الا انني حاولت أن أنظر الى حالته بصورة عقلانية
محاولة التمييز بين 2 مثقام 2« الارادي ومنفاي القسري ‎٠.‏ ولكن تلك الحوادث أجبرتني أن
أكون حذرة فوق العادة كي لا أوشع ضررا بحياة الركاب بصورة غير ضرورية * لقد ذكرتني
تلك الحوادث بالانسانية . الا ان رفاهية المسافرين لم تحل دون بل لم تقدر ان تحول
دون تنقيذ العملية التي كان من الواجب تنفيذها . وارتأيت ان الرد المتصود على
ريتشارد نيكسون وضيوفه في لوس انجيليس لا يمكن أن يرج عن خطه المرسوم بل
يحب أن يأتي « ملائما ومطابقا » . وارتأيت أن يأتي ردي على 7 بيعه » طائرات الفانتوم
الى اسرائيل « مدروسا ومحسوبا جيدا » حسب تعابير محللي الاستراتيجية الاميركية ‎٠‏
‏أقلعت الطائرة في رحلتها رقم .6 بعد ساعة ونصف من الوقت المترر أصلا لاقلاعها .
وكان سليم عيساوي وأنا من مسافري الدرجة الاولى . واعلنا انسانيتنا الفلسطينية الى
أميركه والعالم . وما ان انقضت العشرون دقيقة الاولى حتى حان وقت الغداء وانشغلت
الضيفات محاولات بكل لطف وتهذيب خدمة المسافرين الخمسة في الدرجة الاولى ‎٠‏ ولم
تكن عند سليم وعندي رغبة في الطعام. الا أن المضيفات كن يرحن ويجئن من أجل خدمتناً
متوسلات اليا كي نطلب شسينًا . قدمن لنا المشروبات والفستق بل كل شيء تريد. واخيرا
طلبت فنجانا من آلقهوة وطلب سئيم كأسا من الجعة . ولكنهن استمرين في المجيء
والذهاب يسألئنا ان كنا نريد أي شيء آخر . وآخيرا زعمت أئني شعرت يألم في المعدة
وطلبت بطانية كي استطيع اخراج ألتنبلة اليدوية من جيبي واستلال مسدسي دون
ملاحظة الآخرين ‎٠‏ ولكن سليم طلب حبة أسبرو . وهنا خفت أن تشك المضيفات بأمرنا :
مسافران يجلسان الواحد مقابل الآخر في الصف الاول ويشسعران بالمرض . وعلى أية
حال خفت أن يكون زميلي يعاني من الصداع في اللحظة الحرجة ولكنني ما لبثت ان
شعرت بالارتياح عندما رأيته يضع حبة الاسبرو في جيبه بعد أن ذهبت المضيفة . وفي
هذه اللحظة المحت لسليم أن يتقدم الى غرفة القيأدة بعد مضي ثوان على عودة الرجل
الآخر والوحيد في قسم الدرجة الاولى من الطائرة من الاسترأحة المقابلة :. واثناء ذلك
انفتح باب غرفة القيادة لتدخل احدى المضيفات ومعها طعام الغداء للملاحين »© فانتهز
سليم الفرصة وقفز داخل غرفة القيادة قبل المضيفة التي تطايرت الصحون من يديها وهي
تصرح : ( لا » »© مما أحدث ضجة كبيرة دون أن يصأب أحد بأذى ‎٠.‏ وكنت أتف خلف
سليم . وأمرت المضيفة أن تهدأ وتخلي الطريق » ففعلت وهي ترتجف وتنظر الينا خلفها .
وكان سليم ضحم الجثة بحيث لم أتمكن من رؤية ردة فعل الملاحين . الا أنئئي سمعته يقول
ان الطائرة أصبحت تحت سيطرة وحدة تثي غيفارا الندائية التابعة للجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين . واعلن ان قائدة الطائرة الجديدة هي شادية ابو غزالة . وف خضم
ذلك سقط المسدس وائزلق داخل رجل البنطلون الذي كنت أرتديه فالتقطته واألملاحون
ينظرون الي مرتبكين منذهلين . واعتقد انهم لم يروا الآ جزءا من قبعتي الكبيرة الانيقة ‎٠‏
‏ولكتني شعرت بالسخف في تلك اللحظة وضحكت من عدم كفاءة القائد الجديد للطائرة
ودخلث مكان القيادة بجدية وانا الوح"مهددة بالقئبلة اليدوية في قبضتي واعلن أنني القائد
الجديد . واصيب الملاحون بصدمة تامة لرؤيتي هناك . وعم جو من التوتر والاستهجان
والاستغراب ولكن دون خوف . وفورا قتدمث للقائد السابق كارتر صمام القئيلة اليدوية
لاثيت صدقي وجديتي وكتذكار اعتذر عن قبوله باحترام . وألقيت بالصمام بين قدميه
لاظهر عزمي وتصميمي له وقلت 00 اذا أطعت أوامرى فسيكون كل شيء على ما يرام »
والا فانك سوف تكون مسؤولا عن سلامة الركاب والطائرة » . ثم قلت له : « اذهب
الى اللد » . غرد مستفسرا : « الى اللد ؟ » مستخدما الاسم الاسرائيلي لتلك المدينة
ل
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4952 (6 views)