شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 14)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 14)
المحتوى
العسكريين باطلاق سراح ثوارنا المسجونين في اليونان وقلت ان الشعب اليوناني
سيسقط متآمري وكالة الاستخبارات المركزية . وسكت كل شيء وخيم جو من الوجوم
الى ان اتصلنا يبرج المراقبة المصري وعرفت نفسي وطلبت منه نقل تحيات الثقورة
الفلسطينية الى الشعب المصري وقلت انني ذاهية الى اللد . وجاء صوت متهدج :
2 الله ! عاللده » تعملي ايه هناك ؟ » اجبت : « أزور ارض الاباء » ‎٠.‏ ثم قال : « أأنت
متأكدة من ذلك ؟ » قلت : « بكل تأكيد » . وحاول ان يقول لي أن ذلك عمل تحف به
المخاطر ؛ فقطعت الاتصال به . ثم عدت فسمعته يصرخ : « يأ جبهة ! يا شعبية ! يا
فلسطين العربية » » أما بقية كلامه فلم أفهمها او بالاحرى لم تكن مسموعة . وبعد دقائق
رايت الساحل الفلسطيني من فوق السديم . وعندما اقتربنا من ارض ميلادي بدا لي
انني وحبي نتسابق الى عناق ابدي . لقد رأيت فلسطين للمرة الاولى منذ ان نفيت منها
بالقوة في العام ./141 . انظر الى الارض » انها أرضي > ورحت غارقة في لحظة من
العاطفة والتأمل في آن معا . وتذكرت المهمة وطلدت من الطيار ان يخفض ارتفاعه
...4 قدم 4 ثم وجهت رسالة باللغة العربية الى اخوائي في فلسطين المحتلة قائلة
لهم اننا سنعود وسنسترد فلسطين » ونصحتهم ان يبقوا صامدين ويحافظوا على قدرتهم
ووعدتهم بتحطيم معقل الغرور الصهيوني . وقلت لبرج المراقبة في مطار اللد بالعربية
اننا نو الى أرض الوطن لنحط عليها ولكنه لم يفهم ما قلت له وقأل ان علينا ان نطلب
اذنا للنزول وننتظر . فقلت له : « هذه بلادي ولست بحاجة الى اذن من الوحوشس
الصهيونيين كي أحط » . وقلت بالانكليزية : « اننا هنا مرة أخرى . لقد عادت شادية
ابو غزالة الى الحياة . هناك ملأيين الثساديات اللواتي سيأتين مرارا وتكرارا لاسترداد
الارض . » وسيطرت الرهبة لحظة من الزمن على برج مطار اللد عندما أعلنت انتا
تنوي تفجير الطائرة في قلب المطار . وما هي الا ثوان حتى ظهرت في الافق ثلاث طائرات
ميراج اسرائيلية وحأولت منعنا من الهبوط . وهنا فتحت جهاز الأتصال الداخلي كي
يسمع المسافرون ما يدور من حديث ويروا ما يريده الاسرائيليون . واعلنت من حديد
ان الطيار والاسرائيليين مسؤولون عن سلامة المسافرين والطائرة وآننا لا ننوي أيذاء
اى شخص اذا اطيعت أوامرناء وطلب الطيار المساعد التحدث مع الاسرائيليين فسمحت
له . قال : « الجبهة الشعبية » فلسطين العربية الحرة » أناس مسلحون هددوا بتفجير
الطائرة بواسطة التنابل اليدوية اذا لم تغادر طائرات الميراج الاجواء » . وحتى هذه
اللحظة بقي برج المراقبة الاسرائيلي يخاطبنا باسم الخطوط الجوية العالمية .866 .
ولكنني فقدت صبري وقلت للمتحدث من البرج « اخرس ! » وقطعت الاتصال قائلة انه لن
تكون هناك اتصالات اخرى الا بعد مخاطبتنا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
وما هى الا ثوان حتى فعل ذلك أثناء طيرائنا فوق حيفا الحبيبة . وسأل الطيار : « ماذا
أفعل الان ؟ » قلت : « دعنا نطير فترة سبع دقائق فوق ارض الوطن » . وقي هذه
اللحظة برزت صورة والدي امام عيني وكدت اسمعه يقول ؛ « متى نعود الى الوطن ؟ »
لم أدر ما أقول . سكت وهدات ونظرت الى بساتين فلسطين وجبالها . ورآيت تل ابيب
تحتى . وانفجرت بالبكاء عأطفة وشوقا وقلت : « يا والدي » سنعود . سنسترد شرفك
ونستعيد كرامتك ‎٠.‏ سنصيح أسياد الارض يوما ما ! » وتذكرت المهمة مرة اخرى ‎٠‏
‏وقلت للطيار : « اذهب الى لبنان حيث يعيش شسعبي لاجئا » . ولاحتتنا الطائرات
الاسرائيلية حتى الحدود اللبنانية ثم ارتدت عائدة الى الوراء . واتصلت بقبرص وبعثت
بالتحيات الى ابطالها الذين يقاتلون ضد الامبريالية كما بعثت بالتحيات الى شعبي في
جنوبي لبنان . وهنا قاطعني الطيار وقال انه يجب طلب السماح من لبنان فقلت له آننا
لسنا بحاجة الى ذلك ؛ لبنان بلد عربي . حلقنا فوق ببروت بعض الوقت وامرت الطيار
بالتوجه الى دمشق . قال : « أن مطار دمشق لا يستطيع استقبال طائرات البوينغ
7.7 » . وبعد مواجهة بالنظرات بيني وبينه قلت : « أتظن اننا متأخرون الى حد عدم
1
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17431 (3 views)