شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 15)
- المحتوى
-
القدرة على ادارة وتشفيل طائرتك اللعينة ؟ » لم ينبس ببنت شفة . وتثاوات مكبر
الصوت وخاطبت المسافرين للمرة الاخيرة من على متن الطائرة : « اخلوا الطائرة
بسرعة » وتمتعوأ بعطلة سعيدة في دمشق . انني واثقة من أننا سنهبط يسهولة » .
أوثسك الوقود ان ينتهي . وطلب الطيار اذنا بالهبوط . وأمرته بالهبوط فورا والوقوف
في أبعد نقطة عن مبنى المطار . وقلت : « ليكن هبوطنا سهلا وهادنا لاننى اذا سقملت
أنفجرت القنبلة وانتهت الرحلة السعيدة بصورة رهيبة . » وحطت الطائرة بهدوء واخليت
في اقل من ثلاث دقائق . حاولت وسليم ان نقول للركاب ان يأخذوا امتعتهم الشخصية
معهم ويسيروا بهدوء . ولكن معظمهم لم يفعل ذلك وفر حافي القدمين . وحتى الملاحون
تركوا جاكيتاتهم في الطائرة . وما أن خرج الكابتن كارتر من الطائرة حتى حييته وتسكرته
لتعاونه . فنظر الي مندهثشا ومذهولا . الا ان الطيار المساعد قال : « أهلا وسهلا يك ),
ثم فتشمت الطائرة ورأيت ان جميع ركابها قد خرجوا . غمد سليم الاشرطة وثبتها في غرفة
القيادة ثم اشعل الفتيل . وقفزت بعد ذلك مباشرة من مخرج الطوارىء وسقطت ارضا
على مؤخرتي » وتبعني سليم وحط على كتفي . وقلت في نفسي أنه انقلاب غريب فى
الادوار . وأعتقدت ان بنيتي تكسرت الا أنها كانت أقوى وأشد مما توقعت . ولم تنفجر
الطائرة حسب المقرر . فعاد سليم » يساعده في ذلك طوله وشجاعته الشخصية ؛ وصعد
الى الطائرة من جديد ورتب كل شيء حسب الخطة . ووصل الجنود السوريون فحاولت
تضليلهم قائلة ان الجنود الاسرائيليين ذهبوا في ذاك الاتجاه فاتبعوهم . وكان سليم لا
يزال في الطائرة . وانتابني شعور بالخوف على سلامته ووقفت اعجابا ببطولته وتفانيه
واخلاصه اليعيدين عن الذات . وحاولت الصعود الى الطائرة دون جدوى . وبرز سليم
فجأة ملوحا بيديه ثقة وقفز خارج الطائرة » الا ان البوينغ لم تنفجر بعد » فأطلق يعدا
الطلقات على جناح الطائرة . لم نستطع احراق الطائرة بسرعة لانه لم يبق هيها وقود .
وانبعثت الشرارات منتشرة فايتعدنا مسافة عشرين مترا تقريبا عن الطائرة . اما
المسافرون فكانوا في هذا الوقت في مبنى المطار الذي يبعد حوالي نصف ميل عن الطائرة .
وظهرت النار وانفجرت الطائرة . ورجع الجنود السوريون ولم يدروا ما حدث على
الارض . ولكنهم دهشوا عندما استسامنا لهم وسلمناهم أسلحتنا . وكان مصور مجلة
« الهدف » يصور فيلما عن عملية الهبوط والتفجير ألا أن فرحته وابتهاجه جعلاه ينسى
انتزاع غطاء عدسة الكاميرا السينمائية فجاء الفيلم فارغا . واخذنا مضيفونا السوريون
الى مبنى المطار حيث ألقيت كلمة موجزة في المسافرين :
« ايها السيدات والسادة »؛ شكرا لحسسن انتباهكم واصغائكم وتعاونكم اثناء الرحلة . أنا الكابتن شادية
ابو نزالة » وهذا ليس اسمي . ان اسسمي هو خالدة . أما شادية فهي الفتاة الخالدة التي تالت : الابطال
ينسون عادة ولكن أساطيرهم وذكرياتهم تبقى ملك الشعب وميراثه ©» وهذا شيء لا يفهمه المؤرخون والمحللون.
ان الجبهة الشعبية لن تنسى شادية ابو غزالة كما لن ينساها جيل الثوريين الذي لقي مساعدتها في رسم
طريق الثورة . أنني أحب أن أحيطكم علما ان شادية امرأة عرببة فلسطينية من تابلس وانها كانت مدرسة
وعضوا في الجهاز السري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأنها ماتث اثر انفجار حصل في بيتها وهي في الحادية
والعثرين في ١؟ تثرين الثاني 1178 عندما كانت تصنع قنابل يدوية للجبهة . كانت اول شهيدة في ثورتنا .
وأنا اتخذت اسسمها اثناء الرحلة .66 لابين للعالم جرائم الاسرائيليين التي نزلت بتعبنا ولاظهر لكم انهم لا
يميزون بين الرجال والنساء والاطفال وأنهم من اجل تحقيق اهداف دعايتهم يكررون القول في صحافتكم ائنسا
وحوش ونهاجم النساء والاطفال « الابرياء » . انني أريدكم ان تعلموا اننا ندب الاطفال ايضا واننا بكل تأكيد
لا نوجه بنادقنا اليهم . لقد غيرنا وجهة الرحلة .6 لان الخطوط الجوية العالمية هي احد اكير الخطوط الجوية
الامبركية التي تخدم الطرق الجوية الاسرائيلية وأهم من ذلك لانها طائرة اميركية . ان الحكومة الاميركية هي
أشد مؤيدي أسرائيل ؛ غفهي تزودها بالسلاح من اجل تدميرنا ٠ وهي تعطي الصهيونيين دولارات اميركية بدون
هريبة . وهي تدعم أسرائيل في جميع منابر العالم وتساعدها بكل طريقة ممكنة . ائنا ضد أميركا لانها بلد
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)