شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 59)
- المحتوى
-
العيد » أن تبرهنوا على أن أمن الدولة ليس نقيضا للحد الادنى من فهم مشاعر الناس ».
يغادر أصدقاؤك المديئة » وتبقى وحدك . تشرب القهوة وحدك وتحزن وحدك . كل
العائلات يلتثم شملها غدا » وليس من حقك أن تقتحم بيت أحد . وتبقى وحدك .
الحل في البحر . في الصباح الباكر تذهب الى الشاطىء وحدك وتطفىء نارك في المساء
الازرق ٠. تأخذك الموجة ولا تعيدك . عليك ان تعود وحدك ٠. تتمدد على الرمل الساخن
في الشمس والهواء والوحدة ٠. لماذا تبذر الشمس نفسها الى هذا الحد . ولماذا ينكسر
لموج ؟. الشمس كثيرة والرمال كثيرة والماء كثير . ويتكلمون حولك بلغة تفهمها فتشتد
حزنا ووحدة واغترابا . تنتابك رغبة في وصف البحر لصديقتك » ولكنك وحدك .
بمناسبة .. وبدون مناسبة يشتمون شعبك وب ستمتعون بآثسار شعبك ٠ وحتى وهم
يسبحون وهم يمزحون وهم يتبادلون القيل يشتمون شعبك . أليس بوسع البحر أن
يمنحهم لحظة صفاء وحب » فينسونك قليلا ؟. كيف يملك المرء القدرة على الكراهية وهو
متمدد على رمال الشاطىء ! كيف ! تذهب طاقحا بالملح والحنين والشمس الى مقهى
الشاطىء . تشرب البيرة وتصقر لحنا حزينا فتنهال عليك النظرات . تشغل نفسك
باشعال سيجارة لا طعم لها » ثم تشتري ذرة صفراء وتأكل وحصدك . تتمئى لو تقضي
اليوم كله على الشاطىء لتنسى ان اليوم عيد وان اهلك ينتظرونك . ولكن » حان موعدك
اليومي في محطة الشرطة فتذكر كل شيء . وتشتعل زركة لد وال أء في ومضة
مفاجئة لها لون الظهيرة في عينيك . وتسير .
عند مدخل دائرة الشرطة ينتظرك اخوك الصغير » ويقول لك : اسرع . اثبت وجودك
بسرعة . أمك تنتظرك في غرفتك . تنسى قلماك وروايتك وتعود لاهئا . رفضت أمك أن
تأكل طعام العيد بدونك » فجاءت واحضرت لك كل ثسيء .. حتى الخيز والاطباق
والقهوة احضرتها معها من القرية .. حتى زيت الزيتون والح والتوايل .
تودعك أمك في المساء . تقبلها وتغلق الباب خلفها . لا تستطيع مرافقتها حتى الشارع
لان الشمس قد غربت . ودولة اسرائيل لا تسمح لك بمفادرة المنزل بعد غروب الشمسن
حتى لو كان السبب وداع امك . تجد نفسك وحيدا في العيد من جديد ٠. تجحلس على
كرسي قديم تست الى كون رتو رقم ١ لتشايكوضسشش » يعي مجان يك لفل
من نين طويلة تحمل هذا البكاء الذي ينهمر الان . يا !مي ! ما زلت طفلاً . أريد ان
أحمل احزائي واركض بها نحوك كي اصبها في حضنك . اريد أن اقطع المسافات لابكي في
فجأة تناديك الجارة لتقول لك أن امك مازالت مسمرة خلف الباب . تخرح اليها »2
وتحقق امنيتك في البكاء بين يديها !
117]
© أحيانا » يلقون عليك القيض وانت ترتكب الحلم .
ولو فكرت مليا ؛ لما وجدت تهمة أخرى . فهذه الكتاية وهذه الخطابة ليست الا مظهرا من
مظاهر تجلي الحلم في لغة . ما الفرق » اذن ؛ في نظر القانون بين الحلم الصامت والحلم
اتنصاخب .
كنت تنوي أن تقول كلاما آخر .
كنت تنوي أن تفعل شسيئا آخر .
مه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed