شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 89)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 89)
المحتوى
في بناء الجبهة وفي داخلها يصل الى القول : « ان حزينا . وهو يعتيد على القوى
الاساسية للعمال والفلاحين ويقوم في كل مرحلة بتقدير دقيق للتغييرات التي تطرأ على
مواقع الطبقات » ويحدد بشكل سليم العدو الاكثر خطورة » ذلك الذي يجب الاطاحة به.
كان يطبق تاكتيكات مرنة للغاية » ويوسسمع الجبهة الوطنية بدون توقف » ويجذب كل يوم
قوى جديدة الى صفوف الجبهة » ويقودها لكي تتبنى أشكالا من العمل المشترك من أجل
هدف ثوري محدد ومباشر . 1
تنبع القيمة الحقيقية في هذه الكلمات البسيطة الواضحة من ناحيتين ‎١:‏ سان لي ذوان
يصف هنا تجرية حدثت ولا يطلق نظريات فيما يجب ان يكون » وهو يحدد طبيعة القوى
والفئات التي ناضلت وخاضت التجربة في اطار الجبهة الوطنية في فيتنام » ولا يناشد قوى
لا يعرف طبيعتها وحقيقة قوتها . ؟ ‏ أن التجربة التي يصفها لي ذوان قد اعطت نتائجها
الايجابية كاملة » وما نشهده الان على ساحة الصراع الفيتنامية ؛ لهو انصع دليل على
نجاح تصور وممارسة القيادة الثورية هناك . ‎١‏ ومن الخطأ الفادح تصور آن الإنجازات
النى شسهدتها مسيرة الجبهة الوطنية الفيتنامية قد نمت دون معضلات وعقد وعقيات »
تمكنت القيادة والحزب والقوى الاساسية الاخرى من تفهمها والتصدي لها والتعامل معها
تعاملا ثوريا اصيلا ) . من هنا » ونحن ننطلق في مناققسة تجريتنا ( محاكمتها ) من أجل
ارسائها علي مسار سليم وواضسح وفاعل» من الضروري أننتساءل عن حقيقة المعضلات
وعن الكيفية التي تعاملت القوى داخل حركة المقاومة الفلسطيئنية بواسطتها تجاهها »
كيف فهمت وكيف مارست .
‎١‏ معضلات تحقيق الوحدة الوطنية
‏تنقسم المعضلات في مسيرة الوحدة الوطنية الفلسطينية » من حيث طبيعتها » الى فئتين:
أ المعضلات الموضوعية » وهذه قد اخذت ملامحها منذ نشأة فصائل حركة المقاومة
من التبأين في المنطلقات وتصورات العمل ومن اختلاف الرؤى وكذلك من تباعد الخلفيات
التنظيمية » بمعنى ان كل فصيل تقريبا » وان كان يلتقي مع الاخرين في الاهداف ( تحرير
كامل التراب الفلسطيني ) والاساليب ( الكفاح المسلح ) » كان يرتكز في بناء نقسه
تنظيميا وعسكريا وسياسيا وكذلك في توجهه الجماهيري الى خلفياته الفكرية الخاصة
وتصوراته التي كونها عبر سنوات طويلة من التشرذم وألصراع الخفي . هذه الخلفيات
والتصورات » مضافا اليها ان الجهد الكامل ( تقريبا ) للمنظمات لم يتوجه الى تجنيد وحدة
الهدف والاسلوب في صالح تئمية علاقات وحدوية تدريجية ؛ وانما الى التركيز على ذائه
والتحجر عندها » حتى كادت وحدة الهدف والاسلوب تمسي قضايا بلا مدلول عملى
فاعل » هذه الخلفيات والتصورات المتباينة ما زالت حتى هذه اللحظة تعكس نفسها ©
بسكل او بآخر » على طبيعة العلاقات . كل هذا من ناحية » أما من ناحية اخُرى » فان
طبيعة التطورات السياسية في اطار الهزيمة » وطبيعة تفوق العدو عسكريا وتماسكا »
ف ظل العجز أحيانا والتباين أحيانا أخرى »© قد اسهمت اسهاما بالغا في تهيئة المناخات
غير المناسبة لعملية التوحيد . لا داعي هنا الى تعداد الافرازات الخطيرة التي تولدت
عن هذه الحالة ؛ لانها ( أي الافرازات ) باتت واضحة أمام المطلع ونمخير المطلع على
مشاكل العمل الفلسطيني .
‏ب المعضلات الذاتية ».ومن الواضح انه لو أمكن التغلب على هذه المعضلات وتقليص
حجومها » لاصبح متاحا التصدي للمعضلات الموضوعية . على رأس قائمة المعضلات
الذاتية تأتي قضية العقلية التى تهيمن على قيادات العمل الفلسطيني والتي أفرزت عجزا
تنظيميا وعسكريا وكذلك سياسيا ‎٠‏ ثم تأتي قضية عدم القدرة على تخطي جدار أزمة
الثقة التي ظلت تتفاقم حتى بلغت في كثير من الاحيان ذروات صدامية غير مبررة ولا
مقبولة . ثم يأتي الاسلوب » الناتج عن هذا كله » الذي اعتمد لمجابهة المعضلات » والذي
‏مم8
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed