شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 143)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 143)
- المحتوى
-
الوظيفي . كما ورثت الادارة الاردنية الجزء الباقي
من هذه. الطبقة التي خرج منها الوزراء ورؤساء
الدوائر وغير ذلك من الفعاليات الادارية . وربها
أن هذا يجيب الى حد ما على السؤال المحير الذي
كان دائما يقول : لماذا رزىء هذا الشعب النشيط
الذكي دائما بزعماء من غير مستواه ؟! ولربيا أنه
لا مثر أمامنا من الاعتقاد بأن حرمان الث
العربي التلسطيني من مؤسسات قومية ومن جامعة
على الاخص لم يكن وليد الصدفة بل د
مدروس لبعثرته والقضاء عليه حتى لا يستطيع ان
يطالب بحقوقه المسلوبة او ينافح دونها .
وبالرغم من جميع المخططات المدروسة لطمس كيان
هذا الشعب ويعثرته © فقد استطاع ان ينتج ادبا
متميزا وفكرا وان ينهض في ثورة مسلحة في الوتت
الذي ظن فيه الكثيرون انه قد انتهى وتيعشر
وتلاشى . ولم يعد الان بيان دولي يخلو مين
الاعتراف بالشعب الفلسطيني ووجوده . ولعل ذلك
ما يدفع هذا الكاتب الى الاعتقاد بأن العقبة
السياسية التي كانت تحول دون انقاء جابعة
فلسطينية قد باتت اخف وطنًا الان عن ذي قبل وأن
كانت ما تزال عقبة كبيرة . ومثلما ان المال والكتب
والاساتذة لم تكن العقبة الرئيسية في الماضي فأن
الامر لا يزال كذلك الان . ولكن العقبة الرئيسية
الان هي اتفاق الرأي الفلسطيني ذاته حول هذه
الجامعة المتترحة : فكرتها » غايتها » تكويتها »
وموقعها . '
لقد طرحت فكرة الجامعة الفلسطينية في السئوات
الإخيرة وعلى عدة مستويات . طرحت داخل صفوف
الشعب: الفلسطيني وخارج صنوفه . وقد .تبلورت
الافكار خلال الاشهر القليلة الماضية الى عدد من
الدراسات . وكل تلك الدراسات مهبة ومنيدة .
غير أن الافكار تتباين ٠. غمتها ما يرى انشاء جامعة
تكنولوجية للدراسات العليا ٠. ومنها ما يرى انشساء
كلية جامعية أو معهد عال للمعلمين ٠ ومنها ما يلح
على انشاء جامعة متكاملة على غرار احسن
الجايعات وارقاها
الافكار لا حد لها . ولا قدرة لاحد سوى الكومبيوتر
عُلى اعطاء الاشكال والاحجام والانواع التي يمكن
ان تكون عليها الجامعات والمعاهد العليا . فاذا
كان من يريد انشساء الجامعة غردا من الافراد »
فان شكلها ومضمونها وحجمها يتحدد بامكانات كلك
الفرد وغاياته ومزاجه . ولو ان طائفة من الطوائف
٠ وفي رأي هذا الكاتب ان
518
تريد انشاء جامعة غان نوع تلك الجامعة وحجيها
يتحددان ايضا بحاجات تلك الطائفة وامكاناتها
وغاياتها . ولكن جامعة لسعب كالشعب الفلسطيني
وفي «ثئل ظروفه فان احذا بمفرده أو حتى فئة
بمفردها لا تستطيع أن تقرر نوع تلك الجامئعة وائما
تقررها احتياجات السعب وظروخفه وامكاناته . هذا
مبدأ لا بد من الاحتكام اليه لتوفير الكثير من الجدل
وعدم اهدار الطاقات النكرية في التمريئنات
الخيالية . ولربما ينحصر النقاش بعد ذلك في
محاولة استكشاف احتياجات شعبنا في الحاضر
والمستقبل على ضوء ظروفه وامكاناته .
ان حاجات شعبئا ليست حاجات مادية ووظيفية غقط
وانها هنالك حاجات معنوية لا تقل اعمية عن عل
احتياجاته . وتلك هي حاجته الى الحرية
لاستكشاف _مصيره وممارسة تقرير ذلك المصير .
ويبدو لي أن أية جامعة فلسطينية » محسوية على
الشعب النلسطيني © يجب الا تكون محصورة فى
تفريخ نمط وأحد من الناس سواء اكانوا معلمين
أو مهندسين او تكنوقراطيين ٠. وان آية محاولة من
هذا القبيل انما تصدر عن احكام مسبقه على هذا
الشمعب . اذا كان البعض يرون انشاء كلية
للتربية مثلا على اعتبار ان هنالك حاجة ماسة في
البلدان العربية للمدرسين وان بامكان الفلسطيئيين
ان يسدوا هذه الحاجة او قسما منها فانني ارى
في ذلك حكما مسبقا على شعبنا يحدد له القيام
بوظيفة معينة . وينسحب هذا القول نفسه على
أية فكرة من هذا القبيسل سواء اكانت الجامعة
المقصودة كلية للتربية او كلية متخصصة للعلوم
التكنولوجية . وليس الاعتراض على انشاء كلية
للتربية او اية كلية متخصصة ولكن الاعتراض على
أن تكون الجامعة التي تحيل إسم الشعب
الفلسطيني محصورة ومقيدة بدور وظيني معين .
ان من واجب الجامعة الفلسطينية ومن مبررات
وجودها هو أن تكون قادرة على كسر الانماط
والقوالب الفكرية التي خططت وغفرضت على
الشعب حينما لم يكن واعيا لابعادها . ولقد
أصبحت هذه القوالب جزءا منا على مر الزمن وآن
الاوان لان نعيد النظر فيها بوعي وأن تستعيد
اصالتنا الفكرية . ولربيا.ان طريقة نظرة بعضنا
الى الجامعة ووظينتها هو مسن آثار هذه
القوالب .
الجامعة النلسطيئية يجب أن تكون جامعة حرة» - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)