شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 27)
- المحتوى
-
الاوروبية الى تبني الصهيونية باصدار اعلان بلفور البريطاني ( او وعد بلفور كما سمي
نان مساك الجر ) 7ك
شكل اعلان بلفور البريطاني البداية الحاسمة للتطورات التي اجتاحت حياة السكان
الاصليين في فلسطين وحياة اليهود في مختلف أنحاء العالم خلال الخمسين سنة الماضية .
وقد أصدرت وزارة الخارجية البريطانية هذا الاعلان مباشرة بعد قيام الثورة البولشفية
في روسيه . الا أن الارتباط بين هذين الحدثين والذي يشير اليه التقارب الزمني قد أغفل
حتى الآن في كافة ما كتب حول الموضوع . ولا شك ان السرية التي اكتنفت سياسة
البلدان الغربية في هذا الصدد آنذاك كانت السبب الرئيسي لهذا الاغفال .الا ان المفاهيم
الخاطئة للايديولوحية الصهيونية التي طالما ادعت التقدمية لتفسها قد تضافرت مع هذه
السرية لتغطي أهم الذوافع لتي أدت ببريطانيه الى اصدار الاعلان عام 19119 .
أن ذوامع بريطائية في. هذا الصدد قد فكلت .وضوع نقائى طويل صدرت خوله لو حك
وكتب ومنشورات كثيرة الا ان هذه التغطية الواسعة للموضوع لم تقف على اهم
عوامله بل » بالواقع » زادت في غموضها . وهناك تفسيران يطرحهما كافة الكتاب حول
المسألة : الاول يدعي ان الاعلان أصدرته بريطانيه كجزء من المنافسة الاعلامية التى
قامت ابان الحرب العالمية الاولى بين دول الحلفاء والدول المركزية للتأثير على الرأى
العام في الولايات المتحدة أملا بأن اثره على اليهود هناك قد يسهم في تسهيل دخول
الولايات المتحدة في الحرب الى جانب الحلفاء . والتفسير الثاني يقول أن بريطانيه بتبنيها
للصهيونية كانت تأمل بتأمين فلسطين لنفسها سابقة بذلك حلفاءها » وخاصة غرنسه »
الذين كانت لهم نوايا ومطالب خاصة فيما يتعلق بفلسطين . ولكن حكما بتوقيت الاعلان
لا يمكن: القبول بأي من هذين. التفسيرين. : فعند اصدار الاعلان كانت الولايات المتحدة
تذاد كلت الحرت الى جات الخلفاء مد تسبعة إشدهر ومسالة مستقيل فلسطين آحل الت
انتهاء الخرب. .٠ اما المنافسة .الاعلامية التي قامت للتائر على الديود فقد بعثت خلرا
العامين الاولين للحرب.ولم تركز على الصهيونية بل على معاملة اليهود علئ أيدي
انسبلظات القيصرية في روسميه فتناولت تبادل اتهامات المانيه هذا الصدد تقابلها تطمينات
من جانب الحلفاء دفاعا عن سمعة حليفتهم القيصرية . وفيما يتعلق بفلسطين لم تكن
بريطانيه الدولة الوحيدة التي تبنت الصهيونية فتد كانت جميع دول الحلفاء موافقة على
ذلك وخرجت كل منها باعلان لصالح الصهيونية يحاكي اعلان بلفور . اما وضع فلسطين
بعد الحرب تحت حكم بريطانيه فلم يكن نتيجة تبنيها للصهيونية قدر ما كان نتيّجة احتلال
البلاد على أيدي قواتها الزاحفة من مصر هذا بالاضافة الى القوات العربية التى
آررتها: ١
رغم عدم مطابقتهما لواقع الاحداث يلقى هذان التفسيران » بتركيزهما على التنافس فيما
نين الدول الاوروبية » رواجا لدى معظم الكتاب.في الموضوع ٠ والكتاب الصهيونيون
يجهدون لربط الاعلان بموقف الولايات المتحدة من الحرب وبالمجهود المشترك لانتصار
الحلفاء محاولة منهم لتوفير ما يبدو لهم مناخا ايجابيا لتبني بريطانيه للصهيونية . وغالبا
يرافق هذه الرواية تفاصيل اضبافية مما يزيد في الو!قع في عدم قبولية تصديقها
تفسر اصدار الاعلان بالقدرة والحذاقة الديبلوماسيتين لدى الزعماء الصهيونيين © أمثال
حاييم وايزمان » الذين يقال انهم نجحوا في اقناع الدول الغربية وحتى خداعها في التوصل
الى تبني قضيتهم . و الواقع ان الدول الغربية هي التي ارتأت في الصهيونية وزعامتها
أداة مناسبة.لتحقيق مآرب معاداة الثورية » الامر الذي شكل المنطلق الايديولوجى
المنبثق عن مصالح طبقية مشتركة بين البورجوازية اليهودية والبورجوازية المسيحية من
رحالات هذه الدؤل ١ ٠.
27 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 12
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)