شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 81)
المحتوى
الاستقلال في المستقبل » وذلك ؛ دون أدنى ريب » ئتيجة حرمانها من حق تقثرير المصير
وفرض سياسة انشاء وطن قومي يهودي فيها . هذا » وقد ذهبت احتجاجات العرب الى
مؤتمر السلام في باريس والى عصبة الأمم ادراج الرياح .
وكان الناطق العربي الوحيد الذي له شان وسلطة فيصل بن الحسين الذي قدم
احتجاجاته بالحاح . وقد نفض اولا يديه » في رسالة رسسمية الى الحكومة البريطانية ؟
من مزاعم الصهيونيين بأنه « أقر » لهم بسياسة انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين :
وقال في رسمالته : « ان كل ما اعترفت به هو ان أؤمن حقوق اليهود في تلك البلاد بالقدر
الذي أؤمن به حقوق السكان العرب المحليين » . وجلب الانتباه الى معارضة سكان
عرب فلسطين القوية » وأكد وجهة النظر العربية بأن فلسطين هي ضمن المناطق التي
وعدت بريطانيا يمنحها الاستقلال وعبر عن ثقته بأن ذلك الوعد البريطاني لا يلغيه وعد
لاحق للصهيونيين . واضاف أن والده ( الشريف حسين ) مخول » حتى بمقتضى اتفاقية
سايكس ‏ بيكو » أن يؤخذ رأيه بصدد مستقيل فلسطين ‎٠‏ ولكنه » ومما يثير الدهشة »
لم يشر الى الرسالة البريطانية الى والده لني تلقاها بواسطة « هوغارت » والتي
جعلت الوعد لليهود خاضعا لحرية عرب فلسطين السياسية والاقتصادية . وختم فيصل
رسالته قائلا : اذا ما أمكن الابقاء على وحدة سوريا وفلسطين « فبوسعنا ان نتوصل الى
حل يؤمن مصالح جميع من يهمهم الامر » .
لقد كان الامر بكاملة أشبه بحوار الطرشان . فقد كانت بريطائيا: مصمية على فل
فلسطين عن سوريا » واتفقت مع فرنسا على ذلك . وكذلك فان زبائنها الصهيونيين
كانوا غير راغبين في ان يكونوا تحت حكم أمير عربي » حتى وان كانت سلطته اسمية)
في حين كان متاحا لهم حاكم من جنسهم وان تنكر بزي مندوب سام بريطاني » ومن جهة
أخرى » لم تكن فرنسا مرتاحة حتى لذلك القدر الضئيل من الاستقلال الذي كان فيصل
يتمتع به في دمشسق . لقد كان كل من مؤتمر السلام في باريس وعصبة الامم المتحدة تحت
سيطرة بريطانيا وفرنسا فيما يتعلق بشسؤون الشرق الادنى العربي » .ولذلك كان فيصل
والعرب يواجهون خصوما جبارين » وكان حالهم في هذا أشبه بحال المتظلم » في الحكاية»
الذي تبين له ان المتهم هو نفسه القاضي الذي قدمت الشكوى له !
م
لقد التزمت الحكومة البريطانية جانب العناد » بصورة غير معهودة » وضربت عرض
الحائط بتحذيرات رجالها وممثليها في مسرح الاحداث . ففي 18 كانون الثاني ( يناير )
5 أرسل الجنرال غيلبرت كلايتون كبير الضباط السياسيين لدى قائد القوات
البريطانية العام في سوريا وفلسطين برقية الى وزارة الخارجية بأن وضع نصوص
أتفاقية سايكس ‏ بيكو والسياسة الصهيونية موضع التطبيق « سيتطلب » دون شك ©»
الاحتفاظ بجيش احتلال فعال لمدة سنوات كثيرة قادمة » . لقد أثبتت هذه النبوءة صدقها
طوال مذه الانتداب على فلسطين ؛ كما أثبتت صدقها حتى بعد انتهاء الانتداب الذي
اسستبدل الاحتلال البريطاني باحتلال اسرائيلي . 5
لقد مضت السلطات البريطانية قدما في تنفيذ السياسة التي استحدثتها في العام 111177
دون هوادة وفي وجه معارضة عربية شديدة باللجوء الى ألقوة القاهرة العمياء . وقد
رفضت الحكومات البريطانية المتعاقبة حتى مجرد احتمال معاودة النظر في سياستها .
ومن المفيد أن ندرح هنا اثنين من ردود الفعل البريطانية المبكرة تجاه الاحتجاجات
العربية . فأما رد الفعل الاول » فقد جاء على هيئة بيان رسمي أصدره هربرت صموئيل
بعد وقت قصير من تسلمه منصب المندوب السامي في القدس في محاولة لتثبيط عزائم
العرب والقضاء على أي بصيص آمل لديهم باحتمال اعادة النظر في النبياسة البريطانيةٌ
الم
تاريخ
أغسطس ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39485 (2 views)