شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 147)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 147)
- المحتوى
-
صادق جلال العظم ؛ بام مركز الابحشات
و( شؤون فلسطينية » ارحب بكم جميعا في هذه
الندوة ٠. هدفنا هو الدخول في مناقشة حول
الحركة الصهيونية بمناسية مرور 5 سسنة على
انطلاقها بصورة رسسمية . أما الموضوعات التي
سنتناولها فيمكن تلخيصها يما يلي : )١ المسألة
اليهودية باعتبارها الخلفية التاريخية للحركة
الصهيونية » )١ طبيعة الحركة الصهيونية في
مناخها الاوروبي وارتباطاتها الدولية » *) التأثير ات
التي انتجها نجاح الحركة وقيام اسرائيل محليا
وعالميا ٠ وسيقدم كل من الدكتور فايز صَايمْ
والاستاذ الياس سعد والاستاذ وليد خدوري وجهة
نظر عامة تتناول جانبا من جوانب الموضوع لتشكل
كلها الاساس الذي سسينطلق منه النقاش ويدور
حوله . وبما أنني انوي المشاركة في النقاش ايضا»
ضمن حدود مسؤولياتي في ادارة الندوة طبعا »
ممأيدأ بادلاء رأي مختصر حول المسألة اليهودية
باعتبارها قضية هامة .من القضايا المرتبطة عضويا
بالحركة الصهيونية ٠
من المعروف ان الحركة الصهيونية قد ارَتّبطت
ارتباطا وثيقا بالمسألة اليهودية في اوروبا الحديثة
وطرحت نفسها على أنها الحل الحقيقي والعصري
لهذه المسألة . هنا اريد ان اطرح موضوعة معينة
حول ما اعتقد بأنه الاساس التاريخي المادي
للمسألة اليهودية لانالتفسيرات الشسائعة والمتداولة
ند شبددت دوما على قضايا مثل العنصرية و الثسوفينية
بأنواعها ؛ العداء الديني التاريخي » السيطرة
المالية اليهودية » الى غير ذلك من التفسيرات
المعروفة . الا ان الامر الذي اريد التشديد عليه
هو أن كل هذه الظواهر هي ف الواقع اعراض
تبحث عن تفسير تاريخي ومادي أعمق لها وليست
أسبايا اولية يمكن ان تفسر لنا الواقع التاريخي
الكامن خلف بروز المسألة اليهودية . ومن. اجل
ايضاح ما أعنيه والتمثيل عليه لن الجأ » في هذه
المناسبة » الى التحليلات المجردة بل الى عمل
أدبي مشهور جدا اعتقد أنه التقط» بصورة واقعية
وملفوسة وتصويرلة © الواققة الجوهرية الككاينة
خلف تجليات المسألة اليهودية واعراضها وذلك
طبعا: على طريقة الششاعر والاديب في اقتناص حقيقة
تاريخية والتعبير عنها بصدق ودقة بحيث تغنينا عن
التحليلات المعقدة والمطولة . واعني بذلك مسرحية
ث شكسبير « تاجر البندقية » . اذا دققنا في حقيقة
الصراع القائم داخل المسرحية بين انطونيو الاجر
المسيحي الثري الواسسع النفوذ وبين المرابني
اليهودي شايلوك اعتقد اننا سنفهم شيئًا مهما جدا
حول أصول المسألة اليهودية وجذورها . يوضح
شكسبر بكل بساطة وقوة ان الصراع بين هاتين
الشخصيتين الرمزيتين .ليس في حقيقته صراها
دينيا او عنصريا او ما شابه ذلك مما هو شائع .
هذا واضح من قول شايلوك في مقطع شهر من
المدركة 5
أليس لليهودي عينان ؟ أليس لليهودي يدان
واعضاء وجسم وحواس ومودات وشهوات ؟ اليس
غذاؤه مما يتفذى به النصراني ؟ اليست الالة
التي تجرح احدهما تجرح الاخر ؟ اليس الملاج
الذي يشفي ذاك يشفي هذا ؟ اليس الشتاء
والصيف واحدا لكليهما ؟ ألسنا اذا وخزتمونا
ننزف دما » واذا دغدفتمونا نضحك » واذا
سقيتمونا السم نموت © واذا آذيتمونا اننتقم ؟
غنحن نشبهكم بهذا كما نشبهكم بكل ما سواه . أما
جزاء اليهودي الذي يضر بمسيحي ان يثار منه ؟
اذن فلليهودي وقد اكتسى باسوة النصارى ان يثار
منهم ان اضروا به . ساعاملكم بمثل الشدة التي
تعاملونني بها أو أزيد . »
انطونيو تاجر كبير في جمهورية البندقية التي تسيطر
على حياتها البورجوازية التجارية الصاهدة في عسر
توسمع التبادل التجاري والرحلات الى العالم الجديد.
انطونيو يعرف هذه الحقيقة كل المعرفة وهو مستعد
للتضحية بنفسه من أجل استمرارها ومن اجل
حماية المصالح التجارية التي يمثلها . لذلك نجده
يحث الدوق للاسراع باصدار الحكم باققتطاع كمية .
من لحمه لان عدم تنفيذ العقد بينه وبين شمايلوك
يشكل » على حد قول انطونيو © « خطرا على
مدينة كالبندقية قوام ثروتها تجارتها مع الامم
الاخرى »4 ٠ أجواء انطونيو هي اجواء أية قوة
اجتماعية صاعدة تنظر بثقة وانفتاح وتفاؤل الى
مستقبلها » مطمئنة » على المدى الابعد » الى
مصر اندفاعها ونتائجه ٠ تصبارع اعداءها وهي
وائقة من أنها ستدمرهم في. النهاية . لقد أرسل
انطونيو سننه المحملة بالبضائع الى جهات الارض
الاربع في مغامرة محضوبة أو كما يقول « ان
ثروتي جميعها تحت رحمة المحيظ 6 » وهو على
قدر من التفاؤل والاطمئنان والثقة بالنفس يسمح
له باقتراض المال من شايلوك على اسساس عقد
17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 12
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)