شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 211)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 211)
- المحتوى
-
ومن هذا الركن ايضا يتوصل زاندر الى رأيه القائل
بان الخطر الذي احاط ويحيط الكنائس الفلسطينية
هو ليس فيمن يحكمها وانما فيمن يتبعها » ليس في
المسلمين او اليهود وانما في المسيحيين اتفسهم .
ويريد بذلك النزاع الطويل بين اللاتين والارثوذكس.
ويستشهد هنا بوقائع مختلفة عن توقف اصلاح هذه
الكنائس او ترميمها او تطويرها او تزويقها بسبب
هذا النزاع ٠ ويذهب الى اكثر من ذلك فيروي
كيف تحولت مذابح هذه الكنائس الى مذابح حقيقية
اقتتلفيها الرهبان والقسمس بالشموع والشمعدانات
بل وبالصلبان ايضا . ويغعطي المؤلف جزءا كبيرا
من كتابه لتاريخ هذا النزاع ويزودنا فيه بثروة نادرة
من المعلومات والوثائق ولكن دون ان يلمس في سرده
الوتر النابض لهذا الخلاف ٠. سسيب النزاع عند
ولتر زاندر مرجعه اختلاف في المدرسة الفلسفية
لليونان وايطاليا ٠ وهو سسبب يتطلب سيا ٠النزاع
للسيطرة على شيرقي البحر المتوسط والطريق الى
اميا وغير ذلك من الاعتبارات الاقتصادية السياسية
اذور لم امخطنء علئ بال بالؤلف ملع الأسللف ٠
ويستطرد زاندر في ذكر المحاولات المختلفئة التي
جرت للتوفيق بين الطرفين وتوحيد الكنيسسة
المسيحية ويفرد صحائف طويلة للوثائق المتعملقة
بالموضوع وينتهي بالاشادة بمحاولة البابا حاليا
لتحقيق هذا التفاهم . وهكذا وبهذه السهولة تصبح
مشكلة الاماكن المقدسة مشكلة تتعلق بتوحيد
الكنيسة المسيحية ولا علاقة لاسرائيل او حكمها
بالموضوع .
وبعد. ان يستميح القارىء عذرا في تركه جانبا
مسألة التوسع الاسرائيلي وضم المنطقة الى
اسرائيل » يخلص الى البديل المقترح للحكم
الاسرائيلي » الا وهو وضع الاماكن امقدسة تحث
ادارة دولية ( المشروع الذي يلح عليه الفاتيكان ).
ويعمد زاندر الى رد فكرة التدويل لعدة اسباب
منها سبب لا جدال في طرافته . هيئة الامم المتحدة
ليست اهلا للتصرف بالاماكن المقدسسة المسيحية لان
اكثر اعضائها غم مسيعيين . ولكنها كانت اهثلا
لهذا التصرف عندما قسمت فلسطين في /116 لان
اكثر اعضائها كانوا مسيحيين عندئذ . وطبعا
وبالتبعية يمكننا ان نقول انها لا ولن. تصبح اهلا
للتصرف في القدس لان اكثر اعضائها لن يكونوا من
اليهود . ولم كل هذه الضوضاء » يقول المؤلف ٠
فلسطين' لا تعني كثيرا للمسيحيين . ألم يقل
القديس غريغوري: ان الله يوم القيامة لن يسال
عباده ما اذا كانوا قد حجوا الى القددس ام لا !
الحج ركن من الاسسلام واليهودية ولكنه ليس كذلك
بالنسبة للمسيحية . وعندما غزا نابليون فلسطين
توجه الى عكا وترك القدس وراءه . ولكن ولقتر
زاندر ليس كاتبا اعلاميا عربيا ليكتفي بهذا الجانب
ويسدل الستار على الجانب الاخر فمضى ليدستشهد
بالقديس جيروم الذي قضى الثلاثين مسنة الاخيرة من
حياته في الديار المقدسة مؤمنا بان الوقوف حيث
وقف المسيح جزء من العبادة .
ومن الافكار الغريبة التى يسسوقها زاندر اعتقازة
بالنسبة للكنيسة ويستشهد بالاهتمام الذي يوليه
الاتحاد السوفيتي للكنائس والمتلكات الدينية
الروسية الموجودة في الاراضي المقدسة في الايام
الاخيرة ٠. ومن يدري © أفليست هذه ارض
المعجزات 5 ام هي يا ترى نقطة اعلامية اخرى
تعذر علي فهيها 5
وينتهي الكتاب بستة ملاحكيق الدكرات ونصوص
مختلفة تتعلق بالاماكن المقدسة المسيحية ومكانتها
بين المسيحيين والنزاع حولها ومن ذلك الفرمان
العثماني لعام 1801 وقرارات حكومة الانتداب
كل هذا بالاضافة الى الاقتباسات الطويلة التي
يوردها المؤلف في صلب الكتاب الى حد ممل احيانا
ومشوش احيانا اخرى . ويصبح هذا المنحى
مضيعة بالفعل عندما يكون الاقتباس من احد الملاحق
المثبتة في اخر الكتاب على اي حال . ولكن هذه
العيوب قد تبدو ابشمع من حقيقتها بالنسية للناقد
الذي يراكض عقارب السساعة © في حين سيككتن |
الباحثون في الموضوع والمتفرغون له طعاما سممينا
في المعلومات القيمة التي يسوقها المستر زاندر في
عرض كلامه . والاكثر من ذلك ان مثل هؤلاء القراء
هم الجمهور الذي فكر فيه عند كتابته كتابه .
براعة زاندر الاعلامية تتجلى ف استعياله وتسخيره
للمعلومات والنصوص للوقصول الى نتيجته
على النصوص العربية وتصريحات الحكومة
الاردنية ومذكراتها ني الرد على التدخل الدولي في
مصير الاماكن المقدسة وتثبيت اهلية الحاكم الفعلي
في التصرف والادارة . الحاكم الفعلي كان الملك
عبد الله . الحاكم الفعلي الان غولدا مثير . ويحك
ايها التاريخ » ما افظعك .
خالد القشطيني
51١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 12
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)