شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 93)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 93)
المحتوى
مخلوعان عن العالم مثلما يخلع المارد قضيبا عن شسجرة ؛ يطل علينا عبد العاطي مسن
نوق » وسيطنا الوحيد المجهول القدرة ‎٠‏ 1
وقلت له : «انني رجل ضرير» . وأشرت يأصابعي نحو عيني ثم قاطعت كفي مفروشتين
انامهما ؛ مثليا ينغلق مصراعا باب » وسمعته يهمهم + ثم قال ؛ « فهمت »© وكيم
الصمت اثقل مما كان » وبدا لي اطول مما توقعت »© وجاءعت؛ كلماته من ثم مثل شسيء
يعير مسرعا دون ان يترك سوى صدى الحفيف : 7 واين يمكن لاصم واعمى أن يلتقيا
لاصم واعمى أن يلتقيا الا عند ضريح عبد العاطي ؟ » قلت لنفسي : « ومع ذلك »© غان
العالم ضغير » ورفعت كفي نحو السماء السوداء ؛ واشرت الى فوق . « هذا رأس عيد:: :
العاطي ؛ وانت لا تستطيع ان تراه » هو نفسه الذي رأيته في الصورة © هو نفسه الذي
يجترح المعجزات » وهو الذي سيعيد اليك بصرك » ولكنك لأ تراه الان » وضحك »© فرن:
في البرية صوت يشسيه افراغ قربة ماء . « ليس اجن منك الا انا » نبحث في كوم الطين
' عن كئز مسروق 4 ورأس عبد العاطي يذ يضصحك علينا » لا انت ترآه ولا انا أسيعة »
وخبط كفه على كتفى فبدونا صديقين عتيقين نتبادل حواسنا على صورة غريدة . ولا
شك في انني ضحكت عند ذاك » اذ أنه ضحك بدوره مرة اخرى بعد أن كان قد توقف ©
وتسأل : « أتريد أن تراه ؟ » ودار حولي : « أعني أن تلمسه » » ومضى عني الى قرب
الك ة ثم عاد الي . « لوارة تك على كذة 0200 :| كفي .ك اليه وهو معلق على
الجذع » تستطيع أن تلمسه وتتعرف اليه ©» لا احد هنا يرائا ») وصمت ثم مضى ‎.+٠+ (١‏
ليرانا ويضحك علينا » هيا ! » وشيدني من كمي الى الامام » وجعلني اتحسس جذع
| الفاجرة » ثم اخذ العكاز «وضعت عكازك على قبر عبد العاطي » سيحافظ عليها جيدا»
وضحك مرة اخرى مصدرا صوت قربة تفرغ من مائها ؛ ويبدو انه ركع على الارض اذ
صرت أسمعه من تخت © وثبت احدى قدمي على كتفه وامسك بكلتا كفي : « ارشع
' قدمك الأخرى » . تركت نعلي ينزلق وسحبت قدمي ببطء على ملمس من ظهره ؛وشنعرت
بعضلات كتفيه مشدودة ومفروشة تخت قميصه كأسنان مشط عريض » وبدأ يقف حين
وجدت تدماي مكانهما على كتفيه » يرتج قليلا تحت ثقلي ولكن دون ان يبدو أنه سينقه '
توازنه ابدا © وعندما انتصب: تماما.ترك كفي فتمسكت بجذع الشجرة » وتركتهما .
ينطلقان الى فوق كأنما من تلقائهما » يتحسسان الخشب الخشن وأسمع حفيفهسا ‎٠‏
‏كنت ارتحف قليلا » ولست أدرى ان كنت خائفا او متوجسا أو تلقا »2 وزبما كننتة
مستثارا فقتط . « وجدته ؟ » كآنت احدى كفي قسد وصلت الى منبت الغصن الثخين:
المتطلق من الجذع » ومضيت معه ببطء « الى يسارك تليلا » وفجأة اصطدمت يدي
بشيء طرئ . « هذا هو عبد العاطي » هل له اذتان ؟ » وضحك وهو واقف هناك ‎٠‏ ,
لا بد ان يكون ذلك الذي لمسته هو الرقية . كان شميئا طريا ولكنه اكثر نشافا من اللحم.'
شيئا بين اللحم والثمر . هذه الذتن » ملتصقة من جهة بالعئق ومن جهة اخرى بخشب
الغصن » وفوقها انبساط صغير » هنا ينبغي ان تكون الشفتان ؛ ولكن لا يوجد اي
لميعء . ثمة نتوء يكاد يكون مستديرا الى الاعلى . هذا الائف ©» ثم تلمست الخدين:
اللذين كانا خشئين قليلا » وببطء بحثت فوقهما عن العيئين © ولكنني لامسته سقف
المحجر . لا توجد عينان » والى فوق جاء نتوء الجبهة مندهما الى الخارج اكثر من
استدارة الرأس اتحسس الصدغ » لا توجد اذنان . وكانت اصابعي تقول آنة راش
غريب وغير ودود .. عنق ثخين قصير وذقن عريضة تكاد تكون مربعة » وأنف مستدير
وبارز »> وخدان قصيران وجبهة عالية.ناتئة اكثر من المعتاد » وعدت اتحسسه من جديد؛
' بجمع راحتي كله > اضبغط عليه قليلا » واعتصير.ندواته برفق . اي راشي هذا .بلا ميئين,
15
تاريخ
ديسمبر ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39485 (2 views)