شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 101)
- المحتوى
-
ولم يسمع ابو قيس ضيئا ء الا آنه قال لي
يبدو ان هذا الولد كثير الثرثرة
ضحكت وهززت رأسي موافقا » وآخذ حمدان يدمدم حانقا » فقال أبو قيس ٠
لا تضيع وقتك ٠ ناذا لا تذهب وتثشتري لنا نص وقية جبنة ؟
تال حمدان
لا . لن اتركك هنا وحدك مع عامر . لن أسمح لكما بالذهاب الى قبر الولي .
هنا وسأظل أراقيكيا .
وجاء الصمت © الذي صرت معتادا عليه الآن » والذي هو صوت الانتظار ؛ بكل ها فيه
من توب يحبل بااجديد . وت الولادة وهي تتدئق بسكون من قلب القراغ ؛ مثسل
الارتطام الساكن لغيمتين متفقتين على موعد أمطر .
وبهدوء » تماما مثلما يشرع المطر » قال أبو قيس
أتعرف يا عبد العاطي ؟ ظنت اليوم ١ ن الولي قام بالمعجزة .
قلت لنفسي : أمس قام ام بالمعجر* فعرتف واحدا من الطبرة على واحد من الطيرة بعد
عشرين سئة »© اليوم قلت لنفسي ؛ ها هو ذا جعلني أسمع على صورة خريدة »© لقد
اكتثفت فجأة أثني أفهم ما يقوله الناس أوقلك بتراءة حركة تفاههم . ولكن اتدري ؟
هراء . طق جنك ٠. في آخر التهار عرقت أذ نني لا استطيع أن أقرأ من خركات الشسفاه ه الا
تلك الكليات المحدودة : فول عدسن . حلي ٠. كوكوس . طحين ٠ تمر وغير ذلك من
بضائع الاعاقية .. اما غيرها فلا ثيء . . اتعرف لماذا ؟ لان هذا هو كل ما تعلمت أن
أسمعه من عشرين سنة ٠ كل يوم كل يوم كل يوم . لا معجزة ولا من يجترحونها . ذلك
شيء مثل أن اتعرف في وجة الانسان على البكاء » ذلك لا يحتاج الى سمع ») لا هو ولا
تلك الكلمات المعولةُ . يا لعفريت البؤس كم هو ذكي ! مثلما تتعر ف أصابعك على
١ الرغيف » آنت ااعمى . دونما حاجة الى بصر ؛ أتمرف أن على تلك الكلمات التي ليست
لغة » والتي تر تسم على الوجه مثل-الحزن أو النعاس او الخيبة .
وعاد الصمثت ©» صوت الانتظار هذا » الذي أحسه الآن أكثر بن أي وقت مضى متوما
حتى حافته بولادة غامضة » على وشك ان تنيثق في أية لحظة . أن هذا العالم يدور
بسرغة مجنونة وتختلط أشياؤه ف فوضى مروعة مأ نلبث ان تنداح في حقائق متسقة .
هذه اللغة التي يتحدث عنها ابو قيس »؛ لغة اللاجئين » لغة اليؤس التي لا يسمعها )
ولكنه يراها » لغة البؤس التي لا أراها » ولكنني أسيعها ؛ وغالبا أحسها » تارة في
رغيف الخبز © وتارة حين تتفصد راأحتا يدي بالعرق والدموع. ٠ اللغة التي لا يستطيع
عبد العاطي لا سماعها ولا رؤيتها .
وآخذ ابو قيس يضربيه رغيف الخبز الذي يحمله على حافة الطاولة برفق © غارقا في
أفكاره » ثم مضى يقول :
« اللغة عادة © وقد تعودت أنا لغة الاعاشة »© وأنت تعودت لغة بيع الخبز .
أفهم لغة زينة حيدا » ولغة مصطفى ؛ ولغة سار الاسقلت الذي تم علي الاحذية
والمداحل والديابات والكلاب » ترى لو تعودت لغة أخرى » أما كنت أفهمها ؟ أعني لو
انني عشت عشت في جو آخر ٠. اما كان لدي لغة اخرى ؟ »
ووقف ثم ر راح يتميشى في المهر الميق الذي يفصل الفرن عن دكان البيع » وجاء حيدان
فوضع يده على كتفي © وتال هامسا :
« لا تترك هذا الشسيطان يضللك .. اترك الولي يحاله » ان المعجزات التي اجترحها
ْ +ء1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)