شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 117)
- المحتوى
-
. الصعداء > آلا أنني فجأة رايت الشرر يتطاير من تحت قدمية الحافيتين وهو يغوص في
حقل الرماد الواسع »© ولا شك انني بدوت له مجنونا وأنا أحدق فيه فاغر الفم يسير
بهدوء وثبات قوق الثار .
ذم أنتيه الا حين خطوت الخطوة الاولى فوق الرماد . لقد بدا تي باردا في ذلك الفحر
تلخ راحتي قدمي وكدت أسمم نزيز الدم ينطفىء بصوت مسموع تحت بدني »© وفجاء
رايتة ينظر ألي بعينين مفتوحتين على وسعهما » كأن ابريق القهوة الممتلىء حتى حلقه
يرجف في يدي رجفات صتيرة . انه من سوء الطالع ان تسقط الركوة من يدي وتندلق
القهوة في ذلك الفجر وجها لوجه انا والشيخ سلمان وحدنا في هذا العالم .
وظل يتقدم » كأنه يمشي على عشب . لقد هزني الرعب وسمعت نبض قلبي جنبا الى
أو مجنون » . ان ضوء الفجر جدير بأن يحيل بالاعاجيب » ولكنه وصل »© ووقف أمامي
.. بالهدوء ذاته فيما أخذت أحدق الى قدميه » كان الابهايان فقط يرتفعان عن التراب بحركة
راحفة . سكب القهوة بشبات » ووضعها على الححر المستدير الى جانبي وتحرك مبتعدا
دون ان يوليني ظهره وصرخت : 7 قاسم ! » فوقف دون أن يقول شيئا » وعدت أقول ٠
« ماذا فعلت بنفسك يا فتاح يا عليم ؟ » فنظر وراءه الى حقل النار » ورأينا معا دخانا
ضغيرا يتعالى من الحفر التي خلفتها خطواته » ثم عاد فنظر الى قدميه ثابتتين فوق
.'التراب . ثم الي” . وانتظرث ان يقول شيئا الا انه فرش راحتيه محتارا » وعاد ينظر
يعلم انني لو تركت ابريق القهوة يسقط من يدي ف ذلك _الصباح الساكن » وأنا وهو
وجها لوجه وحدنا في هذا العالم » لما تيسر لي أن أظل هنا لحظة اخرى ؛ ولما تيسر لي
أبدا ان أرى « سمرا » مرة أخرى ولكانت قدماي » على أي حال »© قد احترقتا أيضا ؛
' “مضيت الى الاسطبل وآسقطت قدمي ف بركه شرب الخيل : فى البدء انداحت حولهيا
غيوم رمادية آأخذت تحمر رويدا رويدا واحسسلته بلسع البرد يمتزج بأنين الجروح »© ثم
جاءت « سمرا » فشمت الماء ونظرت الي برهة ثم تقدمت فحكت أئفها الوردي فوق كتفي
. وقالت لي ان القروح لن تلبث ان تلتحم » فقمت معها الى كوم التبن حيث جففث قدمي ؛
في تلك الظهيرة » وبعد أن ترك الزائرون ديوانية الشيخ سلمان »© ولد قاسم فحأة »
وصار يرى في الغبسية هنا وهناك . ولم يكن بوسع الناس ان يحكوا عنه الا قصة مشيه
الهادىء على الئارء لقد تحدثوا أيضا عن قدميه الملقوفتين بكوم كبير من التماثن المتسخ»
| في مساء اليوم ذاته ضرب كفا فوق كف وهو يضحك ضحكته الشهيرة التي تشبه عر مر
الادريق وقال ١ ”ا هذا قيء لا يحدث الا لعاشق » وجامله الشيخ سلمان بضحكة مقتضبة
عرف متها الاستاذ انه مطالب يتوضيح » فمضى يقول * ا أن نار العشق التي تكويه من
الداخل أشد حرارة من التار التي دأس عليها » ولذلك لم يحس يها . انه عاشق © »
بطريقة جديدة . ش
| لم اعرف ما حدث الا في المساء » كنت واقفا خارج الباب حين بدا ضيوف الشيخ سامان
المليل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)