شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 123)
- المحتوى
-
وحدث الشيء الرهيب قبل ان اتم جملتي . كنا نقف وراء المنعطف مباشرة حيث لحت
عبد الكريم لاول مرة © وكان يبعد عنا حوالي خمستة أمتار ولكن وجهه كان متجها نحو
المنعطف ؛ وهكذا فقد شاهد تلك الشساحنة اللعينة قبثنا حين اطلت بائفها الاحمر منزلقة
بلا صوت تقرييا حول الطريق الموحل »© وفجأة انقلب كل شيء راسا على عقب ؛ وفيما
كنت قد بدات اخطو حين رآيت الشاحنة فجأة تسد الطريق فتفتح امامي ابوابا لا حصر
لها » لقد دارت اللحظة الراعبة دورتها الجنونية » ووقف الكون كله على صهوة جواد .
كانت الجياد جميعا تقف على طرف الطريق تتلهى بالتهام العشب » وقد لمحت الكابتن
٠ بلاك يدور حول نفسه مذعورا حين كنت اعتلي صهوة أفرب جواد لي © وحمائي المنعطف
عن ابصار الجميع » وضريت كالريح في الوعر الذي يستعصي على الماعز .
لم يهرب عبد الكريم فقط ولكنه هرب ايضا بحصان الجابي » وفي سرجه ضرائب منطقة
ترشيحا كلها ... آلاف من الحنيهات مرتبة ومربوطة وكان من المفترض أن أكسون
مسؤولا عنها وحاميا لها ... انت لا تستطيع يا ميجور ماكلويد أن تعرف كيف اسودت
الدنيا في عيني : قهاءئذا اقف هنئالك ليس مهزوما فقط أمام عبج الكريم ولكن امام كل
الجليل » ومن حيث اعتقدت انني سأنتصر زججت نفسي في معركة خسرت فيها قشيئا
. جديدا » لقد فجأتنا الحادثة جميعا » ولكن جابي الضرائب كان اول من أسترد وعيه
فقفز كالضفدع المأعور الى حصان عبد الكريم العاري وحين استوى على صهوته نقل
الحواد الابيفى خطواته مكانها كي يحفظ توازنه ثم وقف كتمثال » وعبثا راحت جهود
الخابي وازيز مهمازيه وسلخ سوطه » فقد ظل الحصان واقفا كأن الامر لا يعنيه ©
وكان على ان اتصرف بسرعة فارسلت جنديا الى ترشيحا كي يبلغ ويستنجد » وارسلت
الجندي الآخر في اعقاب الشاحئة خشية ان يكون سائقها متواطنا » وعدوت انا » على
< الشاحئة كان شريكا في الحادث » ولا النجدة وصلت في وقتها » ولا انا عثرث على
عبد الكريم ... اتدري ؟ كنت اقول لنفسي وأنا عائد مع الخيبة والمرارة والتعب أن
الأرض ذاتها هي المتوأطئة والشريكة © وانك كي تقبض على عبد الكريم عليك اولا أن
تلقي القيض على الارض ٠.٠.٠ انك تبتسم »© ولكن لو كنت مكائي لفعلت مثلي ©» وقفت
فجأة واخذت اطلق الرصاص على الشجر » على الصخر »© على البلان » على شقوق
السيول ©» على الطرق الرفيعة التي تطل وتختبىع ٠٠٠ وكان ضدىي الطلتات يمضي في
ذلك العراء ويرتد الي كالقهقهات © وكان عبد الكريم ذاته وراء كل شيء في ذلك الجرد ؛
يقيسني بعينيه اللامعتين الخبيثتين ويضحك »؛ مع الارض »© على غضبي ...
. كانت حوافره ثابتة كأربعة مسامير وهو يضبربء قوق الشوك والصخور ويلتزم المتحنى
مثل من تعلم أن يهرب © وسميته « ريح » فاستجاب دون تردد ومضى ينفض عره»ه
معتزا وقابلاً لشراكة الفرار ... وبعد نصف ساعة عرفت انني ضيعتهم مرة اخرى
فابطات »؛ وعندها فقط شعرت بالخرجين تحت هخخذي ينطان برفق على ظهر ١ ريح » ©
لوهلة حسبتهها محشوين بالطعام » ولكن الملامسة خيبت املي . نزلت وانزلت السرج
وفتحت الكيسين خاذا بالمكان الاجرد يزهر بتلك الاوراق الخضراء » واذا باللحظات
الخارجة عن العقل تدور دورتها الجئوئية من جديد © غهائذا مع رجل غني » اغنى مما
كنت أحلم وانا طفل » ورغم ذلك فانا لا استطيع أن اشتري شيئا » ولا حتى كسرة خبز
وليس لي في هذا الكون كله» من أوله الى آخره » أنسان استطيع أن أعطيه شيئا » وفي
الوتت نفسه فتد اضفت من حيث لا اعي صفحات سوداء جديدة » مثيرة للغضسب
والهياج » في سجلي الموجود في مكان ما ينتظر أن ينفض عنه الغبار ذات يسوم ..٠
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)