شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 125)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 125)
المحتوى
وينضد ويحرس وينتل ويخحصي © كان يصطحب فرسا سبوداء وصرة صغيرة واوجاعا .
في معدته ولكنه كان رجلا قويا وفي ملامحه .ما يطمئن ‎٠‏
‏كانت زينب قد كبرت فجأة في بيتي ؛ أنبثق ق جسدها على حين غرة تحت ثوبها كان الامر
قد تم بين العئسية والصباح 57 كنا قد نسيناها : تقريبا » واعتاد. الناس أن قداو '
والدها وعن زوجتي أمها ولكنها كا كانت بلا شك”* تعرف الحقيقة ولا ترى لزوما أ لتعريقها
او التذكير بها » أن الأقدار تتساقط فوق رؤوسنا كا كالمطر » وحين رأيت حسنين للمرة
الاولى واقفا أمامي يطلب: عملا دون أن يلح ودون ‎١‏ ن يتكلم كثيرا وذدون ان تبدو في صوته
رنة استجداء صغيرة » نظرت فورا الى أصابع يديه > وحين لم ار أي خاتم غيها قلت
لنفسي : هذا هو زوج زينب . ولكنني سألته أن كان متزوجا فاجاب بالنفى » وسألته
' عن أاهله فتقال انه يعرف فقط ان أمه عادت الى حورآن حين ارسل لها أخواله نعي
والدها وتركته وحده يتدبر امره أو يلتحق بأخواله » وانه يعمل الآن ليجمع قليلا من الال
د 0 هذا هو الرجل » وكان
لا ندرى ولا نتوققع ؛ وها هي حكاية زينب تدور دووتها الواسعة ثم تصل الى مهايا
اللائكة .. . ألم تكن أمها » هي الاخرى » من حوران ؟ يا رحمة الله عليك يا زيد 1.
أكنت تدري حين فعلت فعلتك ان السماء ع لا تنا م ؟ يومها نقم الناس جميعا على تلك
الزيجة وقالوا : ذهب زيد الى يافا وعاد بعروس من حوران .. . وصعقت قرى ترشيحا
كلها حين عرف ناسها ان العروس كانت خادمة عند بيت الرخي ؛ ولكن لو فكروا يومها
هكذا : ومن هو زيد ؟ أنه فلاح منفرد لا يعرف أبعد من ابيه ولا يعرف أحد من أين جاء )
التحق بزراعة التبغ اجيرا وحين صار في جيبه خمس جنيهات سائر بها الى يافا غاذا
به يتزوج هناك ويعود بها . ‎٠.‏ فماذ! كان سيحدث ؟ ولكن الاتدا ر تنساتط فوق رؤوسنا
كالطر , وحين انفجرت الثورة في الجبل اختفى زيد مثلما ظهر تاركا في ترشيحا زوجته
1 وابنته الصغيرة دون أن يترك لهما شسيثا ‎٠٠.٠‏ وقلنا يعود زيد أليوم » ويعود زيد غد
ويعود بعد أسيوع ويغود بعد شهر ... ولكنه لم يعد الا بعد ثلاثئة شهور حثة مطرزة
بالرصاص ومحمولة على ظهر حمار . وقال الناس : هذا زيد وهذا بيته » وساق الانكليز
الحمار الى البيت » واطلت زوجته ونظرت اليه وقالت للعسكر : «( أئا لا اعرف هذا
الرحل » .. . مسكيئة »؛ حسيت أن ذلك سوف يحميها من العقاب ولكنها كانت امر 3
ابلا ظهر » وحيدة اكثر من فآرة الحقل زمن القحل ... وحين اخذوها جاؤوا بزينب
الصغيرة الى بيتي . وقلنا : تعود أمها أليوم » وتعود خدا وتعود بعد شهر »© ولكنها
لم تعد » ولم يعرف أحد ماذا حدث : لقد التحق زيد بالسيخ القسام في تلال يعبد مجذوبا
بالكلمة القصيرة الكافية التي كان يقولها ذلك الرجل : موتوا شسهداء؛ غمات زيد وضاعت
اخبار زوجته وظلت زينب في بيتنا » وقالت زوجتي : نتركها هنا » وغدا تكبر فتخدم
وتنفع ويأتي نصيبها فتتزوج ونكسب ثوابها ... فأي ثواب اكثر من ان نزوجها لرجل
لا يعرف عنها الا انها من داري ؟ طويت الفكرة في رأسي بانتظار الوقت المناسب وقلت
لحسنئين : « اذهب الى الحقول » وستجد العمل هنا مريها ومريحا اذا كنك ائت
مريحا » وعلى اي حال فان سلوكك وحده هو الذي سيحكم عليك » واذا كنت طيبا
.غسترضى 6 .+
واخذت انظر الى الحاج عباس جالسا وراء سبحته المصنوعة من بزر الزيتون وقد لمعت
حباتها بين أصابعه التتخينة » ورايت في عينيه الباسمتين ما يشسبه الفخ » أتراه يعلم ؟ انه
يريدني لصفقة صغيرة ة مجهولة ؛ الايا, وحدها مستتاهها . أتراه يعلم ؟ أيريدني أن اقتل
رجلا واتركه يمسح اصابعه في قميصي الماطخ ؟ ولكنني كنت أريد العمل بأي ثمن فقد
1:
تاريخ
ديسمبر ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17431 (3 views)