شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 31)
المحتوى
ذلك الى الهجوم . ولقد ذكرنا ان هدف الهجوم تحقيق مكاسب ايجابية وأن هدف الدفاع .
الحفاظ على ما نمتلكه . ومن المؤكد أن المحافظة على شيء يود الخصم انتزاعه اأسهل
من اكتساب شيء من بين براثن الخصم . بيد ان الطبيعة السلبية لهدف الدفاع تجعلنا
لا نلجأ اليه الا أذا أجبرنا ضعفنا على ذلك . وان من واجبنا ‏ ان شسئنا تطبيق قوانين
الحرب والعيل وفق جوهرها ‏ التخلي عن الدفاع عندما نحس بنمو قوتئا وقدرتها على
تحقيق هدف أيجابي . من هنا نستنتج أن بدء الطرف الاضعف بالقتال دفاعيا والانتقال
بعد ذلك الى الهجوم هو تطور طبيعي في الحرب .
لا يعني تفضيله على الدفاع بشكل مطلق . والعلاقة بين النوعين مترابطة جدلية . وكما
ان الهجوم بمعناه الشامل يحمل في طياته بعض عمليات: الدفاع » فان على الدفاع أن
يتضمن الكثير من العمليات الهجومية . وكما « ان القدرة على الهجوم غير المعززة
بالقدرة على الدفاع هي ادنى من هاتين القدرتين مجتمعتين »24)972 فان « الحرب التي لا
تفيد الانتصارات فيها آلا لصد الضربات والتي لا نحاول فيها رد كل ضربة بضربة مماثلة
حرب رعناء كالمعركة التي يسود فيها الدفاع المطلق ( السلبية ) في كل التدابير المتخذة»(؛)
والفرق بين الهجوم والدماع هنا هو أن الهجوم يبدا بالعمل ‏ لانه قادر على ذلك على
حين يبدا الدفاع بالانتظار ويستفيد منه الى أبعد حد ممكن لينتقل بعد ذلك الى العمل
الذي يبدأ بتدمير العدو بالنار ثم يتطور حتى يصل الى تدمير العدو بالتار والصّدمة
( الهجوم المعاكس ) . ومن الضروري اعتبار أنتقال المدافع الى تسديد الضربة المعاكسة
ميلا طبيعيا فلدفاع وأن نرى في هذه الخربة جزءا أساسيا ولازما لكل دفاع ديناميكي
‎١‏ يتمتع بحس سليم وقدرة على استغلال نقاط ضعف الخصم وطرق الحديد وهو ساخن ‎٠.‏
‏ان أروع لخظات الدفاع هي اللحظة التي يكتشف فيها المدافع ثغرة.في أوضاع المدافع
وترتيباته فيسدد لها ضربة جريئة سريعة مدمرة . وكل من لا يفكر بهذا الشكل منذ بداية
الصراع ولا يخطط للغربة المعاكسة ولا يدخلها في مفهوم دفاعه » ويعتقد ان الصد وحده-
قادر على تحقيق النصر مهما كبرت قيمة « هدف النزاع » عبارة عن شخص لا يمكن أن
يعي جوهر الحرب وجدلية الهجوم والدفاع وعلاقاتهما المتبادلة » علاوة على آنه
حت حسلب تعبير كلاوزفيتز ‎١‏ يفكر بطريقة تضبيق العقدة لا بطريقة حلها » .
وضمن اطار الحديث عن الدفاع العربي النابع من الاستراتيجية العربية الدفاعية
القائمة حاليا » والتى ما زالت قائمة منذ نسوء اسرائيل ‏ لا بد لنا من تحديد دور
قواعد المتاومة الفلسطينية الموجودة خارج الارض المحتلة في مجابهة أي عدوان مقبل .
. ومثل هذا العدوان أمر منتظر بل.ومحتوم طالما أن المقاومة الفلسطينية الموجودة في
سوريا وجنوبي لبنان تشكل خطرا كامنا على أمن المستعمرات وخطوط المواصلات ©
. وطافا ان العذو العاجز عن رفع مستوى ردع المقاومة عن طريق ‎١‏ التلويح بالقوة » أو
عن طريق « الردع فير المباشر » قد قرر تجاهل « الحدود السياسية » وتبنى مبدآأ
« الحدود الايديولوجية » الذي يخوله حق اجتياز الحدود برا وجوا والتغلغل عبر المياه
الاتلييية ومطاردة رجبال المقاومة حيثا وجدوا ( راجع مقال العمل والردع في
الاستراتيجية الاساسية اليومية لقواعد المقاومة المتمركزة في البلدان العربية المضيفة دعم
المتاومة داخل الارض المحتلة وتموينها وامدادها ورفع مستوى التعبئة السياسية
النضالية بين صفوف الجماهير بالاضافة الى تسديد ضربات آليمة لثغرات العدو الكثيرة»
ولمواقعه الاتتصادية والعسكرية المنتشرة في كل أرجاء الارض المحتلة ) ضمن خطة
' « ل الجنرال فولز » تأثير التسليح في تاريخ الحضارات » ص ‎٠ 5١-19‏
4 كلاوزفيتز »© في الحرب » الكتاب السسادس » القفصل الاول ؛ ص 119 ‎٠‏
6
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36174 (2 views)