شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 47)
المحتوى
تصوير بيئة سعيدة مبالعغ فيها : الا أن التفحص الدقيق لحالات واحداث وعبارات
.متعددة ريما أدت الى استنتاجات هي خلاف ذلك. . فالوصف المتعلق بدينورا
زاتولوفسكي ؛ أم دايان » التي كانت مثل أبيه من مواطني أوكرانيا » فأصبحت معلمة
مدرسة لدى زواجها في فلسطين واقامتها فيها » ان هذا الوصف لا يدل بشكل على وجود
البيئة الأمية الصحيحة التي يحتاجها الطفل الحساس اكثر من حاجته لاي ثسيء آخر .
فالشيء الذي يتفق عليه جميع الكتاب الذين عنوا بحياة دايان » هو وجود ارتباط متين »
وحب » وولع شديد بين دايان وأمه ‎٠‏
ويشير كاتب سيرته ن .ل . لافيبه الى أن دايان « كان منذ طفولته المبكرة يحب أمه لدرجة
العبادة »(5). بينما يصرح أوري افنيري بقوله « ليس ثمة شسك في أن دايان كان مرتبطا
جدا بأمه في عهند طفولته ؛ وهو الارتباط الذي ريما كان قد حدد شكل شسخصيته
كلها »1(6). وان الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من هذه العبارة قد يستطيع ان يلقي
ضوءا حقا . فوجود ارتباط عاطفي متين بين طفل وامه هو أمر عادي » ولكن يشترط أن
يكون مثل هذا الارتباط متوازيا بكياسة مع ارتباط عاطفي © وطيد » وعلى المستوى
تفسه » بين الطفل وابيه . فبدون ذلك »© يكون في الامكان ظهور علاقفات مشوشة »
لآيمكن استبيانها في العائلة كلها » ويكون الطفل في النتيجة هو المعذب . وفي حسالة
دايان » كانت علاقته العاطفية بأبيه » بالمغايرة مع علاقته بأمه » أكثر ما تكون بعدا عن
'كونها مفضية الى نشسأة نفسية طبيعية سليمة . ومع ان الاستحالة تبدو واضحة في
امكائية الحصول على بيان يومي مباشر عن مواقفٍ دايان من أبيه في فترة طفولته المبكرة»
الا ان الدليل المدعوم بالوثائق ؛ وان كانت شسظوية » يميل الى اظهار مواقف ابيه منه »
ؤهي مواقف انضباطية صارمة »© أن لم ذقل اخضاعية قمعية . وهي علاقة تطورت فيما
بعد الى علاقة بادرها دايان بالفيظ » واتخذ منها موقف العداء » تدريجيا » ورفضها
غريزيا . وعندما يتكلم عن أبيه » نادرا ما يستعمل دايان أبدا كلمة « الحب » او كلمة
« العطف » » بل أنه يؤثر ذكر كلمة « الاحترام » لابيه ولقوة شخصية أبيه » التي يتباهى
دايان بادعائه وراثتها(!/) . ومن الاحداث التي تلتي ضوءا » حادث يولع دايان يسرده
باندفاع » وهو كيف أن أباه قد حيس دايان الطفل البالغ الخسامسة من العمر في خم
. المطبخ الليل بطوله لانه لم يفعل ما أمره به أبوه . وان الطفل الصغير « ارتجف خائفا
من الاصوات الغريبة التي انبعثت من داخل الخم والمنطقة المحيطة به ... جلس هناك
يرتعد في الظلام الى أن اطّلق آيوه سراحه بعد ساعات قليلة ‎٠...‏ 1(6) . وقد كشمف دايان
عن اهبية هذه الحادثة عندما وصفها بأتها « كانت احدى الحوادث التي قولبيت
شخصيته 5(6). والمؤكد انه يمكن اتخاذ هذه الحادثة انموذجا لمجموعة من الحوادث
الاخرى التي حددت في النتيجة نوع العلاقة التي تدل على فقدان العطف والحب
الحتيثيين من قبل الاب تحو ابنه » الامر الذي أدى بالتدريج الى شعور الرفض من قبل
الطفل الحساس جدا . وبالاضافة الى ذلك »© فان قسوة أبيه ( التي ربما » تصادفيا »
كانت تقصد الخير »> ولكنها وقعت تحت نأثير مؤئرات اجتماعية و/أو ثقافية ) » قد
اجيرته » وقد تعذر معالجة الامر » على طلب المصدر الوحيد الممكن للعطف © أمه .
وفي محاولته اليائسة للتعويض عن فتدان العطف الابوي 4 عوض دايان 4 الى حد
الفوران » وبطريقة قابلة للتنبؤ » بزيادة ولعه بأمه وبسعيه للبقاء بجوارها » على نحو
متزايد . ومن المحتمل ان يكون لاعتماده الزائد على امه » ولانقطاعه التدريجي عن ابيه»
علاقة بالتفير الصارخ لشخصية جديدة » وان تكن انفصامية غير حادة » بدأت تفرض
نفسها من خلال سلوك مشوش متعدد الصور » والى حد ما » سلوك « لا اجتماعي »
وعدائي . وفيما يلي قليل من الامثلة : بعد دراسته الابتدائية ») وجد دايان نفسه ‏
'مجبرا لا مخيرا » ينضم الى مدرسة ثانوية للبنات . وكان هو » كما تدل السجلات )
الصبي الوحيد فيها(١1).‏ وكان القرار الذي اوجب على دايان الالتحاق بهذه المدرسة »
1
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36198 (2 views)