شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 69)
- المحتوى
-
فروع النشباط الاقتصالاي » لاذركنا ضخامة الحجم الذي اخذته جركة الهجرة بالنسبة
لهذه الطائنة .
لم تأخذ الهجرة في البداية شكل العزوف المطلق عن العودة الى الوظن » ولكنها مع الزمن
. “كانت تأخذ طابع الهجرة الثهائية 6 فقلما يقكر المهاجر بالعودة الى وطنه الاصلي سواء
1 من نجح في حياته الجديدة ؛ أو من الخفق فيها ٠. فالاول يرتبط أرتباطا وثيقا بمصالحه
الحديدة وينشد اليها » والثاني لا تتاح له فرصة العودة حتى وان صبا اليها . وتبقى
الرابطة الوحيدة الهامة بين المهاجر.ووطنه الاصلي 4 هي المساعدات المالية التي يتدمها
الموسرون إلى اقريائهم ف الوملن + والتي تأخد الحيانا شدكل مساعدات منظمة تشر
.. عليها مؤسسات رأسمالية تعمل لفايات سياسية ٠
أما ف التار. يخ التريب »© فد اإنتعشت أحوال الطائفة اليهودية يشكل ملحوظ أبان
الانتداب وبعد الامتقلال . فقد مرت سوريا في تلك الفترة في مرحلة ازدهار تجاري »
وادت نفقات الجيوث الحليفة خلال الحرب العالمية الثانية الى تراكم رأسمالي وظف
جزء يسير منه في انشاء الصناعات الخفيفة » والجزء الاكبر في قطاع البناء والّخدمات
وقد نما قطاع التجار اليهود مع الازدهار التجاري » في حين لم يتأثر القطاع الخرفي
بالصناعة الناشئة . أما قطاع الخد بات فقد ساهم غية اليهود بنشاط بلحوظ ) بالنكل
لارتفاع نسبة الكفاءات بيئهم عن غيرهم من بقية السكان فكان منهم عدد من الاطباء
والصيادلة والمحامين والمدرسين والمترجمين الذين راجت مهنتهم رواجا كبيرا في ذلك
العهد: » وعندما جاء عهد الاستقلال لم يغير كثيرا في هذا الوضع . اما على الصعيد
الاجتماعي فقد حافظ اليهود على تقاليد المجتمع الحرفي العريقة » آلتي ساعدت بالاضافة
' -. الى سيظرة الايديولوجية الدينية » على حالة العزلة النسبية التي يمكن بها وصف حالة
الطائفة اليهودية اجتماعيا .
غير أنه ينبغي عدم الوقوع في المبالغات في هذا المجال ؛ اذ من المهم أخذ الحالة العامة
السوري في تلك القثرة بعين الأعتبار » حيث كان الاقتصاذ السوري ما زال
اقتصادًا زراعيا في ألريف » وحرفيا في المدينة وتسيطر عليه تقاليد المحافظة والانغلاق »
فالتقاليد الحرفية تقضي باخفاء ايراد الحرفة وسائر اسرارها عن الغرباء من اهل الحرف
الاخرى ©» وتستدعي بالتالي الاعتماد على اليد العاملة العائلية قدر الامكان » او تطويع
. الظروف العائلية لمصلحة الحرفة . كل ذلك ساعد على بقاء حاجز العزلة بين العائلايت
من ابناء الطائفة الواحدة . وكان من الطبيعي ان يأخذ هذا الوضع المحافظ والمغلق »
مكلا اكثر وضوحا بالنسبة الى اللوائف المتخصصة في مهن معينة .
ولا يمكن اغفال الاثر السلبي للسياسة الطائفية ©» التي كانت تنتهجها الدولة العثمانية
وتتبناها بشكل رسمي » على الحياة الاجتماعية في سوريا ٠. فقد كان النظام الملي هو
أساس السياسة الطائفية العثمانية » ويقضي هذا النظا م بأن تمثل كل طائفة بمحل سس
طائفي » يدعى « مجلس الملة () ويختاره أفراد الطائفة » واحيانا يعينه « السلطان »
من رجال الدين والوجهاء » ويتولى هذا المجلس الدفاع عن مصالح الطائفة تجاه الدولة»
ويرعى شؤونها الدينية والقضائية رسميا ؛ والسياسية المحلية معليا . كان النظام الملي
تكريسا للعزلة الطائفية والاجتماعية » ومظهرا من مظاهر عملية الانتتاج الحرقي ©
غبالرغم من انهيار الدولة العثمانية » واستقلال سوريا عنها فقد بقي هذا النظام قائما في
عهدي الانتداب والاستقلال » ولم يفقد اهميته الا بعد النهضة التشريعية واقرار القوانينٌ
المدنية ووضعها موضع التنفيذ .
بقيت التقاليد الحرفية المحافظة والمنغلقة سائدة » حتى بعد التطور الهام الذي طرا
على العملية الانتاجية في سوريا » وتغلغلت هذه التقاليد في المجتمع الصناعي الناشىء >
534 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed