شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 189)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 189)
- المحتوى
-
20 القضية الفلسطيئية دؤليا
في مراجعة التطورات الدولية المتعلقة بالنزاع
العربي الاسرائيلي لا بد من البدء بالاشارة الى
اتفاق وقف اطلاق الئار الذي تم ابرامه في باريس
في أواخر شهر كانون الثائي بين الولايات المتحدة
ونظام ثيو في سايفون من جهة وبين الحكومة
الثورية المؤقتة (جبهة التحرير) وفيتنام الديمقراطية
من جهة أخرى . وقد مثل الاتفاق انقصارا للثورة
الفيتنامية اذ تضين كل المطالب الاساسية التي
قاتل من اجلها الشعب الفيتنابي كبا هي معروضة
في مشروع السلام الذي تقدمت به الجبهة بتاريخ م
أيار ٠1553 ومن ناحية أخرى مثل اتفاق وقف
. اطلاق النار بالنسبة للجائب الامريكي استمسرارا
للمراهنة على سياسسة الفيتئبة الشهيرة مع دفعها
الى نتائجها القصوى بيعتى ان الاتفاق يؤدي الى
اخراج جميع القوات الاجنبية من فيتنام ويضع حدا
اللعدوان الامريكي على البلاد وللتدخل المباشر في
شؤونها الداخلية مع الاعتياد على النظسام
السايغوني العميل المدجج بالسلاح ليقوم هو
بالتصدي للثورة الفيتنامية وعرقلة مجهودات توجيد
البلاد وحماية المصالح الامبريالية في الهند الصينية.
أن الهزيمة التي أوصلت أمريكا الى توقيع اتفاق
يعطي جبهة التحرير كل مطالبها المعلنة تقريبا لا
يعني ان الحكومة الامريكية قد تخلت عن سياسة
الفيتئية ان كان في الهند الصيئية او في غيرها من
بقاع العالم بما فيها الشرق الاوسط © بل يعني
المزيد من التمسنك بهذه السياسة باعتبارها البديل
الوحيد المتوفر لسياسة التدخل الامريكي المباشر
ضد الحركات التحررية ٠ في الواقع تكتسب سياسة
الغيتنية اهمية اضافية وجديدة حول العالم نتيجة
لما حدث في فيتنام ولاضطرار الامبريالية الامريكية
ألى تبديل أسلوبها التدخلي الفج في الوقتت
الحاضر . وقد أشار الرئيس نيكسون الى سيادة
هذا الاتجاه الجديد في السياسة الامبريالية
الامريكية في الخطاب الذي القاه بمناسبة تنصيبه
رئيسا لبلاده ( ١؟ كانون الثاني 151/7 ) بقوله
« ان الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة تجعل
من نزاع كل دولة نزاعها قد ولى » . كما بين في
الوقت تفسسه ان هذا الكلام لا يعني اي تخل من
قبل حكومته هن مطامح فرض « السلام الامريكي »
و« الحرية الامريكية » على العالم اذ قال بوضوح
« مالم نعيل نحن في أمريكا على حفظ السلام فلن
ما
يتحقق هذا السسلام وما لم تعمل نحن في امريكا على
حفظ الحرية فلن تكون هناك حرية » ٠. وعليه تحتم
نقل مسؤولية التعامل مع النزاعات المثشار اليها
في خطاب نيكسون الى قوى اقليمية قوية موالية
للامبريالية مثل الرجعيات المحلية والانظية العميلة
والدول التابعة بعد تقويتها وتسليحها » وتحديث
أجهزتها العسكرية والبوليسية لتقوم بالدور التمعي
المعتاد للثورة المضادة بكامله وبدون الاضطرار
للاستعانة بأية قوات امريكية أو اجنبية مهبا كان
نوعها ٠ وقد اسار نيكسون في خطابه المذكور اعلاه
الى هذا المنحى بقوله « ستحترم التعهدات. التي
تلزمنا بها معاهداتنا ( مع الانظمة القبعية العميلة )
وسنقوم بدورنا في الدفاع عن السلام والحرية في
العالم لكئنا ننتظر ان يقوم الاخرون يدورهصم
أيضا ... وعلينا إن ندرك الطبيعة الجديدة لدور
امريكا نتيجة للسياسة الجديدة التي سسرنا عليها في
السنوات الاربع الاخيرة © .
ان الاثر الرئيسي لانسحاب: امريكا من فيتنام على
الشرق الاوسط سيكون التركيز على دعم قلاع
الرجعية والامبريالية في المنطقة وعلى راأسها
اسرائيل والانظية الملكية في الاردن وايران
بالاضافة الى تعزيز القوى الرجعية
المحلية » كي توفر أمريكا على نفسها مشضقة
الاضطرار الى التدخل المباشر والسافر لقبع اي
نهوض ثوري محتمل في المتطقة ٠ وواضح ان هذا
التطبيق لسياسسة الفيتئية سيضع كل القوى
الثورية والتحررية في بلادنا في مواجهة أقسى
وأشد وأكثر مباشرة ميا جرت عليه العادة في
السابق مع الرجعيات المحلية والانظية العربيعة
المرتبطة بالامبريالية ٠. ومن الملاحظ ايضا أن اتفاق
وقف اطلاق النار' النيتنامي قد ادى الى سيطرة
اجواء الترقب المتلهف على الصعيدين العربي
الرسبي وشبه الرسمي لان يكون النزاع العربي
الاسرائيلي البند الثاني يعد الفيتنام على جدول
اعمال الرئيس نيكسون وحكومته . في الواقع هناك
جهود عربية سياسية ودبلوماسية تبذل في الوقت
الحاضر لاقناع كل من يعني الامر بضرورة قيام
الولايات المتحدة باعطاء الاولوية المطلقة لقضية
الشرق الاوسط بعد « انتهاء تورطها في الحرب
الفيتنامية » وائتقالها الى وضع جديد « يسمح لها - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)