شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 255)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 255)
- المحتوى
-
بالنباً وكان لا يزال مثخنا بالجراح » فقد كانت بضع رصاصات قد مزقت صدره لتستقر
احداها قرب قلبه . وعاود عبد القادر القبال بعد سفائه وتتالت عمليات مسلاحقة
السلطات الدريطائية لَه ولكنه نجا منها كلها ٠
وكانت اعمال الثورة لا تزال مستمرة رغم تراجع الحكومة البريطانية عن قرار التقسيم
ودعوتها الى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن وصدور الكتاب الابيض . الا ان ظروف
الحرب ( بعد ايلول 1985 ) قد حالت دون متابعة القيام باعمال الثورة » واضطر كثير
من القيادة الفلسطينية ان يغادروا مواقعهم » وكان يعضهم قد اضطر الى اللجوء الى
سوريا وليئان قبل اعلان الحرب يسيب الملاحقة والضغط العسكري المتواصل . ولكن
مع بوادر الحكم الوطني في العراق وخشية اعتقال السلطات الفرنسية اتجهوا نحو يغداد
وكان عبد القادر بين من أستقر هناك . ورغم خبرته العسكرية فقد التحق بدورة خاصة
للضباط في بغداد ليتخرج بعد ستة شهور برتبة ضابط وعمل على تدريس الرياضيات في
الكلية الحربية ( معسكر الرشيذ ) وكذلك في مدرسة ( التفيض ) في بغداد » وهناك مارس
هوايته الصحفية فاشترك بتحرير مجلتها المدرسية الشهرية . "
ولما نشب القتال في العراق ( نيسان 1541 ) في عهد وزارة رشيد عالي الكيلاني ضد
ألقوات البريطانية التي كانت تعزم على اعادة احتلال العراق والقضاء .على الحكم الوطني
فيها » كان عيد القادر اول المتطوعين » فنظم مع القوات الفلسطينية قوة اشتركت في
اعمال قتال الانجليز التي استمرت مدة شهر وقد تمكنت مجموعته وحدها من ايقاف
تقدم القوات البريطانية مدة عششرة ايام في زحفها نحو بغداد(1). وبعد توقف القتال غادر
الوطنيون البلاد ألى ايران عن طريق اللأوصل . وكانت زوجة عبد القادر قد افتقدت
اخباره الا انها فوجئت به يعود بعد خمسة وعشرين يوما . اذ كانت السلطات البريطانية
قد رفضت السماح لمجموعته المكونة من خمسة وثلاثين شسخصا بالعبور قرب كرمنثساه
بينها سمحت له شخصيا نظرا لقرابته للمفتي »؛ الا انه رفض النجاة وحده . وعادت
المجموعة مشيا غلى الاقدام لتقطع مسافة الف كيلو متر في مدة خمسة وعشرين يوما .
وقد طلب عبد القادر من مجموعته التسلل افراديا الى منزله حتى لا يثيروا الشسبهة ٠
وظلت هذه المجموعة في معقلها الاجباري تحت رعاية زوجته خلال شهري حزيران
وتموز 4 ولكن نتيجة المعاناة الشديدة بسبب نقص الغذاء والاختفاء اضطروا ألى تسليم
اتفسهم الى مصطفى العمري وزير الداخلية ( تموز 1551 ) . وأستمرت محاكمة عيد
القادر وحده سئة وثمائية شهور وانتهت دون أصدار حكم . وفي خلال هذه الشهور كان
بيت عبد القادر ف بغداد قد اصبح مركزا لتجمع العائلات الفلسطينئية الذين غادر معظم
رجالها البلاد الى الخارج » واثار ذذك شبهة السلطات وتعرضت زوجته لتحقيقات
المخايرات العسكرية مرارا وانتهى الامر بوضعها تحت الحراسة .
فى ذلك الوقت كانت قد صدرت الاوامر للمعتقلين الوطنيين بالاقامة الجبرية في شمال
الْعراق على شكل مجموعات متفرقة وكان نصيب عبد القادر بلدة زاخو على حدود
تركيا ثم استدعي بعد شهرين للتحقيق معه بعد اغتيال احد رجالات العراق وسجن في
معتقل ( العمارة ) الرهيب مع كل الفلسطينيين والعراقيين ذوي الصلة بهم مدة ثلاث
سقوات ونصف . وكانئنت عائلته ققد أمرت ف مطلع عام بمغادرة بغداد لتعود الى
القدس من جديد بعد غياب دام عدة سنوات . وفي اوآخر عام 1165 بلغ زوجته خبر
تدهور صحته في معتقله نتيجة جروحه السابقة . وتوسطت لدى بعض رؤساء الدول
) روى الاستاذ محمد علي الطاهر ائه قد بلغه وهو في القاهرة خبر بأن مدير الامن العراقي ( احيد الراوي )١(
قد اتصل يعبدالقادر ومجموعته وكانت لا تزال في استحكاماتها داخل احدى البئايات طاليا منها الفرار بعد
٠ ان استسلمت الحكومة نفسها ولم يعد هناك جدوى للمتاومة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)