شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 274)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 274)
- المحتوى
-
كان ما يزال مطبقا ومن أجل تبرير ايقافه يل بأن الدول العربية المنتجة قد تضررت
من جراء ذلك أكثر مما تضررت البلدان المعادية التي تمت مقاطعتها أو ان خسارتها كانت
أكبر » وهذا غير صحيح 8 ان مما لا شك فيه ان قطع البترول العربي عن الدول المعادية
قد قلل من صادرات كل بلد عربي منئج بنسبة تتفاوت من بلد لآخر حسب الكميات التي
كان يصدرها لتلك البلدان المعادية وأنقص بالتالي مؤقتا من دخل البلدان العربية المنتجة.
ولكننا لا تستطيع ان نتكلم هنا عن ( خسارة © حقيقية تصيبنا » فكل الذي حمل أنْ
صادرات: نفطنا قلت خلال فترة المقاطعة ويقيت الكميات التى كانت ستصدر مخزونة في
باطن الارض العربية الى أن يحين وقت تصديرها . واذا كان دخل الدول المنتجة قد
انخفض ينسبة انخفاض الانتاج والتصدير فقد كان من الممكن مجابهة ذلك بشيء مسن
التقكشف والاستغناء عن المصاريف الكمالية 35 أنه كان لا يأس ف سبيل الهدف النبيل
الذي بن أجله قطع النفط » لو ذبتت جدوى وفعالية الاجراء » أن يتم تأجيل بعض مشساريع
التنمية العربية فمثل ذلك يكون قدرا معقولا من التضحية في سبيل قضية أكبر .
ولذا فائنا لا نوافق على هذا النقد الذي وجه لاجراء مئع النفط » ولكن لنا عليه مأخذا
آخر أهم » وهو أنه كان محدود الفعالية : فاذا كان ند أحدث أثره الضار على الدولتين
المعاديتين » أمريكا وبريطانيا ؛ بتحميلهما خسارة مادية بيئا أبعادها مانه لم يفلح في خلق
مجاعة نفطية حتيقية لديهما ولم يحملهما على تغيير مواقفهما المعادية . مهل تعتير هذا
الضرر المادي كافيا وفعالا وعلى مستوى المعركة المصيرية التي نواجهها وأهمية سلاح
النفط العربي ؟ ان أمريكا قد اعترفث حسب بعض مصادرها الرسمية بأن خسارتيا
0 يحواليى (1؟) مليون دولار شهريا أي ما
يبلغ حوالي ( ١٠5؟ ) مليون دولار سنويا لو ان اجراء قطع النفط العربي دام سنة كاملة
مع أنه لم يدم فعلا الا بضعة اسابيع كما هو معروف . ولكثنا نعلم ان الولأيات المتحدة
تقدم لاسرائيل كل سمنة مات الملابين من الدولارات فهل مما يؤثر عليها تأثيرا فعالا أن
تتحمل عبئًا اضافيا مؤقتا في سبيل حليفتها وقاعدتها المتقدمة : أسرائيل مقداره (1؟)
مليون دولار شهريا او ( .50 ) مليون دولار سنويا ؟ كما ان انتاج وتصدير النفط كان
متواصلا للبلدان الاخرى المستوردة » وهو الانتاج والتصدير الذي تقوم به الشركات
الاجنبية نفسها » وعلى رأسها الشركات الامريكية والبريطانية » وتواصل جني الارباح
التي تعوضها أضعافا عن أية خسارة مؤقتة وتبقى هذه الارياح تساهم في ميزان
مدقوعات البلدين كما سيق أن بينا .
وهذ! الاجراء بتطبيقه ضد أمريكا وبريطانيا وحدهما لم يخلق المجاعة النفطية المطلوية
والتي تجعل منه سلاحا فعالا وأسباب فشله في تحقيقاً ذلك كثيرة منها : ائه على
محدودية آثاره وفعاليته » لم ينفذ بدقة وقد حصل في تنفيذه كثير من التلاعب نظرا لان
الشركات الامريكية والبريطانية التي تنتميٍ الى البلدان المعادية التي فرضت عليها
المقاطعة هذه الشركات بقيت مسثمرة ف الإنتا- اج والتصدير فلجات للتلاعب لصا
بلدائها لا سيما وان لديها فروعا في مختلف اليلدان ن الأوروبية وهي تستطيع أن تنقل النفياً
من بلد لآخر يسهولة ودون عوائق ٠. وهذا يدلنا على مدى ضعف سبلاح النفط في أيدينا
حسب الوضع الحالي نتيجة سيطرة الشركات الاجنبية الاحتكارية التابعة للبلدان
المعادية على عمليات انتاج نفطئا واستغلاله وتصديره » وطالما لم تتوفر لنا السيطرة
والرقابة الحقيقية والاشراف الفعال على عمليات إنتاج نفطنا واستغلاله وتصديره مع
أمكائيات توجيه هذه النشاطات لتحقيق المصالح العليا لبلادنا ٠ فهل مستطيع استخدام
هذا السلاح استخداما حقيقيا فعالا ضد أعدائنا اذا كان هذا السلا ح خارجا عن سيطرقناً
وواقعا تحث سيطرة ة شركات أجنبية ينتمي القسم الأكبر منها لاوائاكً الإعداء أنفسهم ؟
ومما لا شك فيه أن قصر اجراء المنع على بلدين » هما أمريكا وبريطانيا » قد سهل
578 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)