شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 404)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 404)
- المحتوى
-
غالهوامش هي ثمط جديد من التداعي الذي يلجا
اليه كنفاني . لكنه نمط واقعي . فالتداعي هنا
يستعيد الواقع » يرسم خلفيات شخصيات روايته »
يؤطرها ©» ويرينا كيف يتحرك المثتفون عبر خطوط
هذا الواقع » كبا في شخصية سعاد . او انه
يكتغي برسم الاطار الخلفي للشخصيات الذي يضيء
حركة الرواية »2 ويزودنا بمعرفة خلفية واقعية
للذي يجري على سطح الواقع .
؟ خط الجركة : حيث يستحيل الواقع الى سهم
متحرك © حيث السطح هو حركة علاقة الشخصيات
ببعضها البعض في اطار التحرك الثوري © عبر
هذين الاطارين يتحرك الشاعر في كنفاني »© فكنناني
هنا هو رجع الصورة الواقعية. هو غطاؤها الفني.
حيث هناك حركة ثالثة تتحرك في تجاوز لشخصيات
الرواية . انها الشعر . حين تضيء الهوامش
الخلفية الواقعية للروأية © اننا ننتقل السى جو
مألوف © ولكن هذه الالفة التي لا تنقطع من خلال
جو الحركة لا تلبث ان تنقطع مع الرجع النني .
الكاتب هنا » ليس محرك الواقع ٠ الواقع يتحرك
وهو يتدخل في حركته من آن الى آخر ٠ لكن الكاتب
٠ انه يتلقى هذا الواقع ويعيد
صياغته من جديد : « عندما جاء نيسان © اخذت
هوا صوت مختلف
الارض تتضرج بزهر اليرقوق وكأنها بدن رجل
شاسع » مثقب بالرصاص ٠ كان الحزن وكان الفرج
المختبيء فيه مثلما تكون الولادة ويكون الالم » هكذا
مات قاسم قبل سسئة » . هذا الصوت لا ينرض
نفسه على سير الاحداث انه يفرض ايقاعه عليها.
يعاملها بالشعر وينفص.ل عنها دون أن يبتعد ٠
السياق الذي تجري ضينه الاحداث » سياق شديد
الواقعية » فالواقع هو الذي يفرز ارادة تخطيه »
طريق الخلاص الوطني تأتي من الاحداث نفسسها .
فالرجل الذي انكر جسد ابنه الممزق بالرصاص
لا يليث ان يعي دوره النضالي ويتحرك باسلوب
جديد على غهمه القديم . والحركة تفسسها » هي
التي تضم العناصر جميعها اليها . عندما تستجوب
الرواية الواقع » فانها تضعه في اطاراتها الخاصة»
لا تسقط عليه شديئا ٠ فقط ترسم له اطاره »وابطال
الرواية هم الذين يصنعون حركتها ٠
كنفاني في « برقوق نيسان » عاشق من نوع خاص
لمه1
جدا . عشقه للأرض يدفعها الى الامتداد في داخل
لغته » امتداد! صاخبا . والرصاص ينبت زهرا
على جسدها ؛ والبرقوق يصبح دماء المتاتلين. هذه
الحركة الفنية تعطي للقصة عمقا جديدا . انهسا
بحث عن آفاق المتاومة . الصوت الشعري الذي
يتردد ح-داه في تقاطيع الكلمات © هو في الواقسع
بحث عن الافق . كنفاني يجعل من الافق بابا
مفتوحا © أئه يستعير حادثة
سبيل ان ينهمر عليها شاعرا من نمط مختلف . هذا
في رأينا هو الذي يبرر الانتقال من اطار ششديسد
الحساسية الرمزية ©» وشديد الانتماء الى عيلية
البحث عن افق جديد © الى رواية واقعية © تتابع
في الواقع مسييرته في « ام سسعد » وفي « عائد الى
حيفا » ولو من زاوية مختلفة . كثناني يستجسع
الحدث الصغير »© يتركه يئمو ويكبر » ويمتد شساعرا
في تقاطيع الكليات . ان هذا لا يعئي فصل الشبعر
الذي في الرواية عن مضمونها الاجتماعي بالقدر
الذي يعني »> البحث عن مستقبل تشقه الكليسة
بنفسها وبالصورة الدامية » كما في هذه الرواية ٠
واذا كان الحدث شديد الصلة بآلية التقدم في حركة
مقاومة وطنية © فان اللغة الشعرية شنديدة الصلة
هي الاخرى بآفاق هذا التقدم المرتبط بالارض ©»
وبالدماء التي تشربها هذه الارض وبالارادة التسي
تتجلى عبر التعايل معها .
في رواياته الثلاث غير امكتملة كحياته »> يعود كنفاني
الينا على فرس الكلمات مزودا برؤيا شاعرية
قديدة الشفافية » حاملا معه فلسطين التي تتجاوز
نفسها باستيرار . فلسطين الرؤيا هي فلسطين
ق نيسان الذي يتجمع في القبضة التي تتحنز.
كنفائي في خط رواياته يتقدم نحو القدرة على التحرك
من ضين حركة الواقع » وهو في كل ما كتب © في
كل رموزه ©» وصوره الششيعرية © كان يتقدم ليس
نحو الواقع © بل نحو مستقبل هذا الواقع ٠
وهنا تقع اهميته التاريخية .
قدرته على أن يتحول داخل جسد فلسطين »© الى
رؤيا غير مكتملة المعالم . تاركا الواقع الذي تصنعه
الجماهير ان يكيل هذه الرؤيا وان يحدد معلمها .
الياس خوري
جزئية » يستجوبها ني - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39492 (2 views)