شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 488)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 488)
المحتوى
عملت في البناء والصيد وفي حانوت بقالة وفي صناعة البلوكات ؛ ورغم أن هذه جميعا هي
مهن تساقة فانه لم يكن يتيسر لي العثور على عمل فيها يسهولة وذلك نتيجة الظلروفٌ
التي كان يواجهها العامل العربي وبسيب لاحقة الهستدروت للعمال نمسير المنظمين
واقدامها على طرد العرب من هؤلاء من اعمالهم متغافلة عن واقع انها حينذاك لم تكن
تسمح للعرب بالانضمام اليها وان عضوية الهستدروت كانت تقتصر على اليهود قط .
اما النقابات المهنية الخاصة بالعرب والتي كانت تعمل في اطار ما يدعى « بمؤتمر العمال
العرب في اسرائيل » فقد كان قسسم منها يؤمن العمل نبعض العمال العرب ولكنه كان عملا
هامشيا ولا يستوعب سوى قطاعا ضثيلا من المجموع بينما لم يكن لدى القسم الآأخر
من هذه النقابات ما يقدمه ... وني عام 1951 أثناء فترة الانتداب البريطائي قدمت
طلبات للعمل لجميع الدوائر الحكومية وتلقيت ردا أيجابيا من ثلاث منها ‏ دائرة الجمارك
في حيفا » ودائرة البريد ومصلحة السكك الحديدية ‏ وقد اخترت من بين الدوائر الثلاث
هذه دائرة الجمارك التي شسعرت ان العمل فيها يناسبني أكثر من غيرها . وظلات اعمل
هناك من مطلع عام حتى انتهاء فترة الإنتداب في تلك الفترة » عندما تقدمت
بطلبات العمل هذه ©» لم اكن محاجة الى « محسوبية » أو « واسطة » 4 بل كسانت
«ؤٌ هلاتي هي الني حددت قبولي ‎٠.‏ اما بعد قيام دولة إسرائيل فقد أصبح الزاما على من
يريد الحصول على عمل ان يستنجد ‎١‏ بالمحاسيب » ؛ خاصة اذا كان طالب العمل مثلي
عربيا ويعتنق ايديولوجية يسارية ‏ استراكية ‏ شيوعية .
وائر سقوط حيفا انتقلت الى قريتي « المغار » للاقامة فيها وبقيت هناك حتى عام 1565.
وخلال فترة اقامتي في المغار كان يتحتم علي من أجل العمل خارجها الحصول على
تصريح للخروج . وأم يكن بالامكان الحصول على تصريح كهذا يسهولة ولا سيما لاولئك
الاشخاص الذين يحملون اراء سياسية معارضة لسياسة وآراء النظام السياسية .
وهذا الوضع » بالاضافة الى امور اخرى مثل سلب الاراضي وعدم المساواة في الحقوق
للاقلية العربية في البلاد وملاحقة العمال والاهالي العرب وهمم البيوت ‏ كل ذلك
اهاج في خاطري ذكرى ان ابي رحمه الله ل كان في آيامه يؤيد ويتعاطف مع
الشيوعيين الذين كان يعرقهم ياسم الباث فيين . وقد سدئحت لي الفرصة في حياته
# وكنت حينكذ صبيا يافعا س أن اتعرف شخصيا على سكرتير الحزب الشيوعيى
الفلسطيني » وكان انذاك عربيا يدعى نجيب سبيريدون . وقد كان هذا الشخص بالنسبة
لي مثالا للانسان الشيوعي في مسالكيته . فالتحقت بالحزب حينك ذ ومن ثم التحقت
بصفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي « ماكي » في عام 154/8 . وقد كان انتمائي هذا
علاوة على كوني عربيا هو الغلة في كل تلك الملاحقات التي تعرضت لها .
وقد آمنت بأنه ما من أحد يستطيع أن يفرض على اي انسان آراء ومواقف تخالف آراءه
ومواقفه تجاه اي ثشسيء او تجاه سياسات النظام القائم اذا كان هو مقتئع يما يحمله من
آراء وافكار ازاء السياسة العامة للحكم القائم ...
لقد كنت مضطرا للعمل خارج قريتي لتأمين لقمة العيش لعائلتي المؤلفة من خمسة اغراد
( أنا وزوجتي وبناتي الثلاث ) » ولذلك كنت احتاج الى تصريح من الحاكم العسكري
يسمح لي بالتنقل بين قريتي ومكان عملي وم اكن احصل على هذا التصريح الا بشَق
الانفس . وقد كان الصراع من اجل الحصول على هذا التصريح يستفرق اسبوعا كاملا
اذ كان يتعين علي ان انتظر قدوم الموظف المختص التابع للحاكم العسكري 4 كما كنت
اضطر .الى خسارة يوم عمل كلما حان أجل تجديد التصريح . وكانت قضية الحصول
على هذا التصريح مشكلة بالنسبة لي ولجميع العرب الذين كانوا يقطنون خارج المدن
( أماكن عملهم ) . واذكر انه في سنة 110/6 » وبعد ان كنت قد خضت نضالا مريرًا لنقلّ
مكان اقامتي الى حيفا الى ان تم لي ذلك » اذكر في ذلك الوقت أنني رغبت في زيارة قريتئ
51
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39493 (2 views)