شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 522)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 522)
- المحتوى
-
من الثائرين في الثورة حيوية جددت من فعاليته في الثورة على الواقع . تصور كمال ناصر
مهمته كونها ايصال الواقع الى الثورة حتى لآ تنقطع الثورة عن الواقع . من خلال
معرفته الدقيقة للواقع أدركٌ كمال ناصر كيف يصبح بستطاعة الثورة أن تغير الواقع
هنا وجد نفسه في مأزق كبير . كانت شساعريته ال هقة تفضل أن يردد أنشدودة القورة
فيصيح فارسا من فرسان أحلامها الا أن كمال ناصر اختار ورشة العمل يغامر يشاعريته
بدلا من المغامرة في ثوريته. المتأصلة في كيانه وتاريخه وسيرته . وكم بدا وكأنه مزدوج
الشخصية عندما كان يحنو الى ايقاع ألحان أشعاره ويتأمل ما يمكنه عطاءه في هذا
المضمار وفي نفس الوقت يستدرك إستياقا منه لهاجس الخوف الحتيقي من أن يؤدي به
الحنين الى استعداد نفسي للتخلي عن الممارسة الثورية . كان مكانه الاول والاخير رغم
كل الظواهر » هو في ورسة الثورة .٠
لم يكن كمال ناصر هكذا في الثورة الفلسطينية المعاصرة فحسب بل كان هكذا في ورشة
الثورة العربية التي عاش بكليته تعرجات وتضاريس"مسيرتها المتعثرة والمنتكبة .. وكان
كمال ناصر يقلق على مصير الورشة وكان يتمزق فهو قد وجد نفسه أيام البعث في
مواقع التفكير لكنه بعيدا ومبعدا عن مواقع التقرير .. وكانت مأساته ان طلاقا حصلٌ
بين مواقع التفكير والتقرير وجسد الضياع وحالة التيه التي عاشها جيله بأمانة كاملة >
لكن في الوقت نفسه كان كمال ناصر يفتكن عن طريق وعن منهاج وعن وسيلة يعيد بها
بناء ورثسة الثورة لان كل سلطة »© بنظره © دون مستوى الثورة تكون خائقدة للأهلية
وللشرعية. كمال ناصر أصر أن لا سلطة خارج الثورة ولا ثورة حقيقية مع سلطة مبتورة.
وجاءت هزيمة 1131 ووجد كمال ناصر نفسه وجها لوجه مع العدو فنفذ ببصيرته الى
حقيقة مراميه فترسخت قناعاته بضرورة ترميم الثورة .. وحيث كان يفتش كان يغني
مآسي شسعبه وطموحاته حتى شرده العدو وكان من آوائل من أخرجتهم سلطات الاحتلال
واذ به ثاني يوم معركة الكرامة يجد ورثسة الثورة فينخرط في صفوفها يحمل اليها تجربة
خصبة وتصميما فولاذيا ظنها الكثيرون نقيضا للشاعرية على تجنيب ورشة الثورة
الجديدة اخطاء وفواجع ورشات الثورات العربية السابقة . وكان لا بد أن يعي ويضغط
على أن تكون عناصر التفكير والتقرير في موقع واحد » وفي خندق واحد .
من أجل ذلك استبقى كمال ناصر استقلاليته التنظيمية اعتقادا منه أن باستطاعته أن
يماهم في ابقاء فصائل المقاومة بأوثق وأدفا العلاقات قيما بينها ومع الملتزمين المصدومين
من هزيمة 1139 والمؤسسات ألتى أوصلتنا الى المزيمة . من هنا كان دور كمال ناصر
في أن يبقى مستقلا عن تنظيم الفصائل لكنه بنفش الوقت مؤتمنا على الانضباط في وحدتها
ألوطنية .
كان جريئا في تصديه للتشرذم ولكل محاولات التفرد في العمل أو المبادرة . في هذا المضمار
لعب دورا رئيسيا في ارساء قواعد الوحدة الوطنية ومواثيقها وجعل من دائرة الاعلام
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed