شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 560)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 560)
المحتوى
اد اساليب البطشى والابادة لمقاومة حركات التحرير وكبت ارادة الشعوب . ومن جهة
اخرى كانت بسالة قطاع غزة بالذات تعطي دفقة معنوية للثوار العرب في كل مكان وتثبت
لهم أن العدو ليس ذلك الوحشس الاسطوري الذي لا يمكن أن ينال منه أو يؤذى وان
تعبا صغيرا استطاع ان يتحدى قوات الاختلال الغاشمة وان يحدث البلبلة في صفوقها
ى الرغم من انه محصور من جميع الجهات وامكانات امداده ضعيفة جداً والغرص
0 ال يحها له المنطقة محد 25 جذا . ذا ك ان المقاومة في غزة خلال السنتين
الاخيرتين كانت النقطة الوحيدة المضيئة في ظلام المنطقة العربية وكان واضحا ان الناس
في غزة يحاربون ويقاومون دون ان تلوح لهم في الافق أية بوادر تشير الى تحسن موقفهم
السياسي والقتالي او حدوث اي تطورات يمكن ان تؤدي ألى تخفيف الضغط عنهم .
والواقع أن التحليل الموضوعي كان يفيد دائها أن مستقيل المقاومة في غزة غير مضمون
على الأطلاق وانه كان في احيان كثيرة نوعا من العنف الشعبي الذي لا يحمل مؤشرات
نمو ثوري منخلم وان كان ينطوي على امكانية قوية لعل الثوري » وهي حالة حذر لينين
وغيره من القادة الثوريين من الركون اليها وتركها دون تطوير وتوجيه(») ‎٠‏
‏واليوم بعد انقضاء خمس سئوات على الاحتلال الاسرائيلي لقطاع فزة والضفة
الغربية وسيناء والحولان يتساعءل المرء : ماذا جرى للمقاومة العربية في الارض
المحتلة ؟... وهل صحيح صحيح ان العدو الاسرائيلي في حالة ممتازة يحسده عليها آي محتل
آخر في العالم من حيث استتباب الامن والهدوء ومن حيث اقبال الناس على التعاون معه
اقتصأديا واجتماعيا وبالتالي سياسيا ؟. لا شك ان الصورة العامة قائمة وليس من
الخطأ على الاطلاق الاعتراف بأن المحتل الصهيوني قد حقق نجاحا يتمئاه اي محتل في
هذا العم ؛ بل انه يكون ضربا من الغباء والأنتحار السياسي لو تعامى العرب عن هذا
الواقع واتكروا وحوده . ولك مع ذلك يجب ان لا تقيل هذه الصورة العامة دون
تمحيص ودون تفصيل .
لنقرر اولا حقيقة ريما كانت لا تحتاج الى براهين كثيرة وهي أن المقاومة في الارض
المحتلة وحدها لا تكفي لاحراز اي تبديل جوهري في الواقع العسكري للمحتل الذي يتمتع
برجحان ميزان القوى الى جانبة بشكل واضح حتى اليوم .
ولنقرر ان استمرار اي شسعب في المقاومة من خلال واقع لا يبشر بأي تغيير جوهري
ريما يتحول الى نوع من الانتحار وقطع الطريق على بروز مقاومة:منظمة في المستقيل ‎٠‏
‏وبالنسبة للوضع الفلسطيني بالذات يمكن القول ان المقاومة غير الواعية ريما تؤدي الى
أخطاء المحتل متسوغا تمرا للبطشى وتنفيذ خطط التهجير والتدمير والكششف عن الْخلايا
الثورية قبل نضجها .
ولنقرر ايضا ان المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي غزة بوجه خاص بلغت
الاوج خلال السنة التي تلت مذابح ايلول .191 ؛ كما لو كان ذلك محاولة لشسد ازر
يه انظر : الخطيب »© د حسام » في التجربة الثورية الفلسطيئية » دمقق © 1ا15 »2 ص هلم ل لإلم » حيث
جرى تحليل لوضع المقاومة في غزة اختتم بالتعليق التالي « وصحيح ان العنف في غزة ما زال يؤدي وخليفة
حساسة في احباط خطط قوات الاحتلال لتطويع المنطقة وهضمها وكذلك في رفع الروح المعنوية لدى المواطنين»
الا أن المرء يلمح في هذا النوع ظل الاعراض المرضية التي اتصف يها العمل الفلسطيني بمجمله » والتيو
الكمي في عدد العمليات أو جوادث العئف يجب أن لا يصرفنا عن الحقيقة المؤلمة وهي القصور عن احداث
تغيير نوعي في مستوى العمليات . وغني عن القول أن هذا التغير لا يحدث الا بعد توحيد القوى المتاتلة
وتنظيمها ووضع برنامج مرحلي لاهداغها العسكرية والسياسية يرافقه برئامج تدريبي وتنظيمي في مستوى
الاهداف المرسومة . واذا لم يتم التحرك بهذا الاتجاه » واذا لم تساعد المنظمات من الخارج على تطوير
الامور بهذا الاتجاه قعلينا ان لا نتوقع استمرار مقاومة غزة الى الابد » .
/عم
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed