شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 568)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 568)
المحتوى
الراقبين بالعبور ‏ ولا سيما أولئك القادمين من عملهم في بلدان الخليج من أجل قضاء
اجازة شهر أو شهرين » وصحيح أنه في حالات كثيرة جدا أعطيت اجازات مرور لاناس
عرف عنهم الانتماء للمنظمات الفدائية او لاقارب زعماء فلسطينيين عاملين أو لزوجاتهم »
وصحيح أن بعض هؤلاء لا يتعرضون لاي ضغط ظاهري في اسرائيل © ولكن الاعتراف
بكل هذه الامور يجب ان لا يلفتنا عن حقيقة الفارق التكنيكي الكبير بين اساليب الامن
المتخلفة في بلادنا العربية وبين الاساليب المتطورة التي يستخدمها العدو . وبالنسبة
للمواطن العربي البسيط في هذه المرطة رنما بدا الامر نوعا من المعجزة نظرا للمشقات
الهائلة والتعقيدات السمجة التي يعاني منها أي مواطن عربي تقتضي ظروفه أن ينتقل
عبر الحدود العربية من دولة لاخرى ؛ ويزداد الامر تعقيدا حين يكون هذا المواطن
فلسطينيا اذ تسد في وجهه معظم الحدود . ان المسالة يجب أن لا تفهم الا على اساس
تقدم في وسائل الامن » هالدولة ألتي لا تطمئن لكفاءة اجهزة المراقبة الخفية عندها تغلق
حدودها وتختلق الصعويات اللازمة أحيانا وغير اللازمة ني أحيان أخرى من أجل احكام
الرقابة في الداخل وعلى الحدود . ان المواطنين في أوروبا يتجولون عبر حدود الدول
المختلفة دون أية معاناة » ولكن هذا لا يعني على الاطلاق ان المراقية معدومة بل هي
خفية وذكية . والاختصاصيون طبعا يستطيعون أن يتحدثو! طويلا في هذه النقطة » نيك
على ذلك ايضا رغبة اسرائيل في الظهور بمظهر الدولة المنفتحة الوائقة من نفسها » ولنا
ان نتصور طبعا كم تكلفها هذه السياسة من استخدام لوسائل أمن متقدمة جدا .
ويستطيع المرء بسهولة أن يفترض أن أي نجاح عربي في الاستفادة من سياسة الجسور
المفتوحة لخلق جو من الاضطراب في اسرائيل سوف يضطر سلطات الاحتلال لتغيير هذا
الموقف الذي يتزيا بزي الليبرالية ‎٠‏
على أن الصورة العامة التي تتناقلها الالسن عن تسهيلات العبور في اسرائيل ليست
كاملة أيضا ولا دقيقة ‎٠‏ صحيح أن سلطات الامن تحاول ذائما عدم التعرض للمواطنين
الا عندما نقتضي الحاجة الملحة ذلك ؛ ولكنه صحيح ايضا ان سلطات الامن توجه اهتماما
خاصا للشباب ولا يكاد يدخل ساب جامعي مثلا الى الارض المحتلة حتى يتعرض لساعات
من الاستجواب وأحيانا يعتقل أو يطرد خارج البلاد ‎٠.‏ وتمارس على الشسباب أساليب
نفسية مستندة الى غنى المعلومات التي توفرها المخابرات الاسرائيلية عن هؤلاء الشباب
بحيث يواجه الشاب بتفصيلات «تعلقة بحياته اليومية في البلدان العربية بغية تحطيم
معنوياته ودفعه الى الافضاء بما عنده من معلومات أو اذا أمكن ‏ تجنيده في جيش
المخبرين العاديين الذي تعنى السلطات الاسرائيلية يتوسيعه وبثه في كل مكان . وان
حوادث التحقيق اليومية التي تجري مع الشباب هي دليل آخر على عدم اطمئنان العدو
الى معالية سياسة التهدئة واضطراره المستمر الى استخدام الاساليب القمعية المعروفة
في تاريخ أي احتلال .
وأخيرا يجدر بالمرء كلما تحدث عن النجاح النسبي الذي حققه العدو في تطبيق سياسة
( الجسور المفتوحة ) »؛ ان يضع هذا التجاح في أطار من واقع الضفة الغربية قيبل
الاحتلال حتى لا يقع في منزلق المبالغة في تقييم هذا النجاح . آن العدو الاسرائيلي يمكن
ان يعتبر من اسعد المحتلين في التاريخ المعاصر لان الظروف العامة على الطرف الآخر
كانت مؤاتية له باستمرار » ولم يكن عليه سوى أن يستعين بوسائله المتقدمة سياسيا
وتقنيا ليقطف ثمار التخلف العربي . وني حالة الضفة الغربية بالذات تسلم الاسرائيليون
المنطقة دون مقاومة تذكر من السلطات الملكية الاردنية التي كانت تمثل نوعا من 1
المتخلف القائم على الارهاب وكبت الحريات والرشوة والفساد . وقد احتفظ الاسرائيليون ‎٠‏
‏بالقوانين الملكية واستخدموها من أجل تشديد قبضتهم على الضفة الغربية مستخدمين
نفس الطبقة الاقطاعية ‏ البرجوازية التي كان يعتمد عليها الملك . وبالنسية للجماهير
0
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18919 (3 views)