شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 571)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 571)
- المحتوى
-
خاتمة
هكذا يتبين لنا من استعراض عناصر المرحلة الجالية ان الثورة الفلسطينية في موقف لا
تحسد عليه اطلاقا . فظروف الساحة العملية لا تتيح لها اي تحرك فعال من شأنه أن
ينقذها من التوقف أو يعيد اليها ثقة الجماهير الفلسطيئية والعربية بها كما يبدو أن هذه
الجماهير معرضة لتجرية خطيرة يقوم بها العدو المحتل بغية هز قناعاتها ووضعها في جو
اقتصاديم واجتماعي ونفسي يباعد ما بينها وبين الانخراط في المقاومة ويجعلها تتوهم ولو
الى حين أن أمامها أختيارات أخرى غير اختيارات الصمود والمواجهة . ومن الواضح ان
الثو رة الفلسطينية تواجه اليوم هذا الوضع الصعب الذي هو ناجم في جزء كبير منةا عن
صعوية المرحلة الحالية وتعقيداتها . ومن هنا يجب ان لأ يساء فهم ملييمة المعضلة التى
وقعت بها الثورة الفلسطينية» واذا كان صحيحا ان جزءا من المسؤولية عن هذه المعضلة
هو من صنع الثورة فان جزءا كبيرا أيضا لم يكن من صنعها بل كان من صنع الوسط
الرسمي العربي وقوى وظروف محلية ودولية لا تدخل ضمن نطاق امكانات الثورة .
على أنه ن الاعتراف يبهذا الواقع كله يجب أن لا يحجب يصرنا عن رؤية الامكانات الغنية
التي يزخر بها الموتف العربي . وقد حاولنا خلال السطور الماضية أن نؤكد على حقيقة
علمية لا أن لها بالتوجيه أو التبشير وهي ان انواقع القائم ليس ثبوتيا ولا نهائيا بل هو
واقع دينامي مليء بعناصر التغيير وأن مؤسرات هذةا اللتغير لن تستمر في صااح العدوان
والأحتلال : وان موقف العدو على الرغم من نجاحه اللوقوت لا ينطوي على عناصر القوة
الجوهرية التي يحلو له أ ن ينظاه بها الى أخذ بها الكثيرون في يلادنا على المستوى
الرسمي والشعبي » بل ان عناصر سياسته نفسها تحمل بذور التناقض وألتضارب ٠
أن اغلاق الحدود في وجه الحركة الفدائية لا يمكن ان يستمر الى الايد لسبب بسيط هو
ن الدول العربية المجاورة لا يمكن الا أن تكون طرفا مباشرا وفعالا في الصراع ولا بد ان
0 التطورات المقيلة الى مراجعة هذا الموقف ولا سيما ان الأحداث ل لنا كن
يوم دليلا جديدا على عمق التناقض بين الطرفين العربي والاسرائيلي واستحالة التوفيق
بين الحق العربي والباطل الصهيوني الاستعماري : وذلك بالاعتراف المستمر لسعاة
التسوية ' السلمية انفسهم . وحتى لو امكن للمساعي الدولية أن تثمر في اي شكل من
ل على غطورته ليس مدعاة لليأس لان كل الأؤشرات ندل على أنه لا بد أن يكو
موقوتا وغير ثابت . أن الصراع بين الاستعمار وبين حق الشعوب يبقى رغما عن كل
الملطفات والوساطات مسألة تتاقض حيوي أي مسألة حياة أو موت ولا سيما في حالة
التصارع العربي مع المطامع الواسعة للاستعمار الصهيوني الاستيطائي . ودون لجوء
الى الو املف أو الثيال . بامكاننا أن نتصور الضرر الذي يمن ان يلحق بكيان هش مثل
اسرائيل اذا استطعنا خلق حركة مقاومة جدية داخل الاراضي المحتلة . ان التنبؤ
والتنجيم ليسا من صفات أي بحث جدي ولكن الاستسلام لمعطيات واقئع معين والعجز
عن ادراك ما ينطوي عليه الواقع من مؤشرات للتغير هما أخطر بكثر م نالتنبق والتنجيم.
ان آية محاولة لتجاوز ضباب الواقع الحالي من شأئها أن تتيح لنا أن نتخيل الشعب
العربي في الاراضي الحلة » سواء ابقيت رقعتها على حالها ام تغيرت » وقد انتظم خلال
سنوات معدودات في حركة مقاومة بطولية تحقق التواصل الُوري بين القوى الشعبية
داخل سور الاحتلال وبين قوات الثورة الفلسطينية خاري هذا السور »© وعند ذاك بالفعل
تصبيم الثورة الفلسطينية طليعة الثورة العربية والشرارة التي تشعل النار فيالحقل كله. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed