شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 625)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 625)
- المحتوى
-
التمييز ما يساعد اليهود » وخصوصا اليهود القاطئين فى الوطن العربي » على تحقيق
أهداقهم العدوانية . ان عداءنا هو لليهود كشسعب لا فرق بين يميني أو يساري 019(6.
ان في هذه الفقرة التي اقتسبنا عدة امور لافتة للنظر : فهي بالاضافة الى اصرارها على
عدم التمييز بين اليهودية والصهيوئية تعتبر أن هذا التمييز « خدمة لليهود » كما انها
ترى اليهود اينما كانوا شعبا واحدا » ( يلاحظ ان تشديد كلمة ( شسعب ) الواردة في
النص اعلاه جاء كذلك في النقمرة ) » والنشرة كذلك ؛ في هذه الفقرة وغيرها » لا تقيم
وزنا للخلافات العقائدية بين الفرق اليهودية ( يسارية ام يمينية ) فالعداء لها واحد ,
وهذه الامور جميعا في تقديرنا مبررة ومفهومة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان العرب » وهم
المخاطبون في النشرة » كانت جراحهم العميقة التي سببتها نكبة العام لا تزال
تنزف على أيدي الفرق الاسرائيلية تلك اليمينية والاخرى « اليسارية » © قمن الطبيعي
أن يتوجه العدآء للخ م كجسم واحد أن اختلف في حزئياته فهو في العين العربية المدماة
يبدو واحدا ( وهو بالفعل واحد) ٠ كما أن الصهيونية وهي التي أستأثرت باهتمام العالم
وهي التي كانت مخاطية في العالم »؛ كانت قد طغت على كل صوت يهودي معارض
وطمسته فلم يرتفع مثل هذا الصوت ليشير - ولو اشارة فيها الاعلام عن وجوده
وخاصة ,لدى المتلقي العربي الى اي نافذة يمرق مثها التمييز بين اليهودية والصهيونية
او يجعل هذا التمييز واضحا ومقبولاً في وقت كان الذكر الوصفي طاغيا ما يزال على
العقل العربي ٠.
ربما كانت هذه النظرة الى اليهودية والصهيونية نائجة بالاضافة الى ما ذكر
فهم النشرة لليهود ٠ فهي تعتبرهم شعبا واحدا له خصائصه وصفاته المميزة ليس للتاريخ
والكان دخل في تغيير هذه الصفات » خهم « لا وشعرون بولاء لغير يهوديتهم بغض النظر
عن البلد الذي يعيشون غيه ... واليهودي يظل يهوديا أكان رأسماليا أو لحان ا أشتر أكيا
أو كان ماركسيا متطرفا 16). وهذه النظرة الى « الطبيعة الثابتة » لليهود التي لا
تزول ولا تحول كانت سائدة في الفترة التي عنها نكتب . وقد أدى هذا النيط من الفهم
الى وضع الصراع العربي الاسرائيلي ضمن اطار « تاريخي »© فتكتب النششرة ان
« هذه المعركة الناشسبة بيننا وبين اليهود معركة قديمة يعود تاريخها الى قرون بعيدة في
أغوار الزمن » خهي ليست وليدة العصر الحديث ولا من نتاج الحركة الصهيوئية ©» بل
انها تاريخية » في قدمها ومظاهرها » آثارها اليهود ولا يزالون بقصد الاستيلاء على
أرضنا في فلسطين وخارجها ... ولقد تبلور عزمهم وظهر سافرا في القرن الماضي بقيام
الحركة الصهيونية التي اغلنت يوقاحة وصفاقة انها كريد فلسطين وما وراءها »دكأ ٠. هل
هي اللاسامية ؟ نستطيع بكل اطمئئان أن ننفي ذلك . فهذا الحقد الذي « تأصل تاريخيا »
مسوغ أمام شراسة الهجمة التي قام بها العدو ؛ وهي شراسة تحتاج الى تعبئة مضادة
تتوسل كل شيء وأي شيء با في ذلك التاريخ للاقاتها وصدها » في وقت ت لم يكن
هناك من وسيلة اقاومة الاستسلام التام والنهائي سوى الدفع المعنوي والتحريض
الجماهيري . والتاريخ يظل سلاحا من هذه الاسلحة المعنوية التي تفعل في الجماعك
وتؤثر . فازاء كثير من محاولات التسوية التي كانت تستهدف أنهاء القضية « سياسيا »
والتى كانت النشرة تتصدى لها بعنف( ؟) كانت النشرة لا تجد من وسيلة أمامها سوى
التأكيد على ان هذه المرحلة الراهنة من الصراع لا تنفصل عن « العداوة التاريخية » »
وانه حتى في حال أقدا م الدول العربية على توقيع صلم مع العدو يثهسي هذا الصراع
الراهن فان القضية لا تعل ذلك « ان عداعنا لليهود أمر تقرره متطلبات الماع عن الكيااً
القومي »(١؟) وهي تستنجد بالتاريخ لترسيخ مقولاتها تلك . وتجدر الاثشارة هنا الى أن
النشرة أدركت منَدُ وقت مبكر الحطر الذي تبثظه اسرائيل ليس على فلسطين وشعبها
فحسب » وائما على الامة العربية أيضا « فان المتتبع لتار يخ الحركة اليهودية العالمية منذ
نشأتها حتى اليوم يدرك أن أهدانها لا تقتصر على أسرائيل الحالية » هي أضيق من ن أن
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed