شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 723)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 723)
- المحتوى
-
والمناوضات في اي نزاع هي اساسا جزء من هذا
النزاع وامتداد له . اذ ان النزاع يبدا
سياسيا ويتصاعد حتى الذروة العسكرية» ثم يعود
بعد المعركة الى الحقل السياسي حيث تجري
تصفية الامور وتقديم التنازلات والتخلي عن هذا
الربح او ذاك مقابل تحقيق ربح آخر لين اطار
حل وسط . وتكون مواقف كل طرف من الطرهين
المتنازعين ومطالبهما خلال المباحثات متناسية مع
وضعه العسكري »© ونتيجة القتال السابق »
والضغوط السياسية الديبلوماسية الاقتصادية
الدولية » ومستوى التماسك الداخلي »© وتوقعات
الخسارة المقبلة في حالة تجدد الاشتباكات» واهمية
هذه الخسارة بالنسبة للربح اانتظر من التصلب .
لذا يحاول كل طرف من الاطراف تحسيين هذه
النقاط لصالحه قبل بدء المباحثات او خلالها ( وهذا
ما يفسر عنف العمليات العسكرية وكثافة النشاط
السياسي الدبلوماسي في فترة ما قبل المباحثات
أو في فترات انقطاعها لسبب من الاسسباب ) ©»
كما يحاول اطالة أمد الصراع لاقناع الطرف الاخر
بامكانية تقديم تنازلات كانت من قبل مرفوضة ٠.
واذا طبقنئا هذا المبدأ على واقع المباحثات التي
يلح المجتمع الدولي علينا لاجرائها كمدخل لحل
التزاع بعد اختفاء كثبر من بؤر التوتر في العالم
وجدنا أن تصلب اسرائيل ورغيتها في اجبار العرب
على توقيع صك استسلام كامل ناجمان عن التفوق
العسكري الاسرائيلي المضمون امريكيا »© ووجود
رهيئة كبيرة بيد العدو يساوم عليها ويلوح بالاحتفاظ
يها » وضعف الضغوط الداخلية لدرجة كبيرة داخل
معسكر العدو )و انخفاض تأثير الضغوط الدوليةيسيب
التأييد الامريكي على جميع المستويات ٠ والنقطة
الوحيدة التي يمكن تبديلها بشكل ملحوظ والتأثير
بذلك على العدو هي : تجديد القتال بصورة تؤكد
بأن الخُسائر التي سيتكيدها العدو اكبر من المكاسب
التي يساوم عليها . اما بالنس.بة للعرب فان اية
خسائر يتكبدونها خلال الصراع ستبقى على المدى
التاريخي اقل خطورة من الاستسلام ٠
. والسؤال هو ما هي القوات التي ستجدد القتال ؟
وهل ستجدده باسلوب الحرب التقليدية الشاملة »
آم بحرب استنزاف »6 ام بتسخين الجبهات وخاصة
جبهتي قناة السويس والحدود السورية © ام عن
طريق تدعيم حركة المقاومة الى أبعد مدى وفتح
المجال امامها للعمل بحرية كامة © ام بشكل يجمع
الاساليب كلها بنسب متفاوتة ؟ ان رئيس أركان
51
الجيش الاسرائيلي يهدد بأنه لن يسمح للعرب
بممارسة « لعبة الحرب المحدودة في الوقت والمكان
والاسلوب»وانه سيقلب مثل هذه العمليات الىحرب
شاملة ( نشرةرصد اذاعة اسرائيل العبرية رقم
) ولا يحدد الرئيس السادات في حديثه اسلوب
الحرب المنتظرة © ولكنه يؤكد ان عملية الحقشد
اللازمة لتجديد التتال قائمة « وكل شيء يتغير هنا
ايضا ... من احل المعركة » .
ان تحليل المسائل العسكرية الواردة في حديث
الرئيس انور السادات مع مجلة نيوزويك يلقي
كثيرا من الاضواء على مستقبل الصراع واحتمالاته
وآثاره ٠ وستيقى الصور المشرقة التي رسمها هذا
الحديث أملا يدفدغ نفوس الجماهير العربية حتى
تندلع احداث ترفع المصداقية العربية الى مستوى
لم يعرف من قبل » وتقلب آمال جماهيرنا الى
حتائق ملموسة .
وصول القوات المغربية الى سوريا :
اعلنت سقارة المملكة المفربية في الشهر الماضي
عن وصول القوات المغربية التي أرسلها الملك
الحسن الثاني لدعم الجيش العربي السوري الذي
غدا بعد تراجعات النظام الاردني 4 واتسحاب
القوات العراقية الى مناطق تجمع بعيدة واقعة
قرب الحدود العراقية - الاردنية» وتضييق الخناق
على حركة المقاومة منذ أيلول 197١ حتى اليوم»
القوة العربية الاساسية في الجبهة الثمالية .
ولقد كثر الحديث داخل المغرب وفي الاقطار العربية
قاطبة عن الاسباب السياسية الكامنة وراء ارسال
هذه القوات 4 وعن العوامل التي دقعت ملك
المغرب الى اتخاذ هذه الخطوة . ولقد قيل من
جملة ما قيل أن الغاية من هذا العمل ابعاد بعض
القوات المغربية المعارضة للحكم وخاصة بعد تزايد
النقمة دالخل الجيش على أثر حادثتي الصخيرات»
ومحاولة اسقاط طائرة الملك وما تلاهيا مين
ملاحقات ومحاكمات وتصنيات داخسل الجيش
وخارجه . وقيل أن تصاعد النقمة الشعبية في
المغرب © وتزايد الحركة الجماهيرية المعارضة
للنظام واحتمالات انفجار الكفاح المسلح الريفي
والمديني بقيادة الحركة الاشتراكية الرئيسية
المعارضة ( اتحاد القوى الششعبية ) دفعت الملك
الى القيام بهذه الخطوة لاكتساب سسمعة جماهيرية
في بلد يتأجج شعوره القومي »© وينظر باهتمام الى
المراع العربي الاسرائيلي © ويعتير المشرق - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed