شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 755)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 755)
- المحتوى
-
حالا . اما أن يطلب من جيش. صغير مثل جيش
لبنان ان يواجه اسرائيل وحده فهذه خيانة وطنية.
اني متأكد أن أي قتال جدي بين لبنان واسرائيل
سيؤدي الى احتلال المطار والمرفاً وتدميرهها ©؛ كما
سيؤدي الى احتلال المناطق التي تريدها اسرائيل
من جنوب لبنان ٠. فكفى مكابرة وبهورة » وعليتا
ان نقيس الامور بميزان العقل» ( النهار ١1/؟/77)
فلنترك صعيد المحاورات بين رجال السياسة ولننظر
الى الامور نظرة عسكرية ذات محتوى سياسي ل
استراتيجي . ان الوضع العسكري اللبنائي »
والجمود العسكري العربي يدفمنا لان نقول 1
١ - هناك خطأ يقع على عاتق الجيش وسلطات
الامن الداخلي في مجال رصد وكشف التحركات
الاسرائيلية الجوية والبحرية 6 والانذار بوقسوع
الهجوم ٠
؟ كانت قوى الامن الموجودة في المدينة ( ثكنات
أو دوريات آلية ) قادرة على الاشتراك في مجابهة
المعتدين ومطاردتهم والحاق الكسائر يهم داخل
المدينة وخارجها . ولقد قامت دورية من الفرقة 15
بالاشتباك وتكبدت عدد! من الخسائر ٠ ولكننا لا
ندري حتى الان لماذا لم يكن التدخل اوسع نطاقا ٠
وليس لدينا من المعلومات ما يفسر ذلك ٠
ل كانت قوات الجيش البرية قادرة على التدخل
بفاعلية في المجابهة والمطاردة خلال الليل على الاقل
نظرا لضعف فاعلية الطيران ضدها ليلا . ولكنها
لم تتدخل ٠ وتقول النشرة الاعلامية رقم ١/؟
اللمأكورة سايقا أن سبب عدم التدخل يرجع
الى ان الجيش. لم يتأكد من ان الحادث يتعدى
حدود الاحداث الداخلية وتقوم به قوات معادية الا
في الساعة .142 اي بعد انتهاء الحادث في شارع
غردان بعشرين دقيقة . وانه ارسسل الدوريات
الى فردان والشاطىء ولكن العدو كان قد أتنسحب.
واذا كان الامر كذلك » غان الجيش غير مسؤول عن
المد . ولكن مسألة المطاردة تبقى مطروحة على
بساط البحث . واذا كانت المطاردة البرية متعذرة
نظرا للتأخر بالتبليغ وطلب التدخل »© غان المطاردة
الجوية والبحرية بقيت ممكنة بعد ذلك . واغلب
الظن ان عدم تدخل القوات المسلحة في هذه
المطاردة ©» رغم ما تتسم بهذه القوات من جرأة
وحمية وطنية»ترجع الى وقوعها تحت تأثيرات الردع
بشكل كامل ششلها وجعلها تقف متفرجة على
المجرمين وهم يتسللون من بين اصابعها وتحت
5
انظارها دون إن تبادر الى القيام بأي اجراء مضاد.
هنا لا بد لنا من ذكر نقطتين بالنسبة للقوات
المسلحة . نقطة لها ونقطة عليها ٠. اما النقطة التي
لها فهي أن القوات المسلحة ( اليد الضفاربة )
تنفذ دائيا خطط السياسة ( الروح والعقل ) » ضين
حدود الامكانات الموضوعة تحت تصرقها ٠ ولقسد
دابت الاوضاع السياسية اللبنائية والعربية بصورة
عامة منذ حرب 1148 حتى الان الى وضع القوات
المسلحة في موقف استراتيجي غير ملائم » يؤدي الى
شللها الاستراتيجي وهزيمتها على مسرح المعارك
تكتيكيا وعملياتيا . وليس ذنب الجيش أن سياسة
البلك الدفاعية جعلت حجيه وتسليحه وميزانالقوى
في غير صالحه لدرجة تجعله امام احتمالين : فاما
أن يحجم عن القتال بتأثير الردع © او يقبل المعركة
الانتحارية ويتلقى الموت بشرف .
أن التاريخ المعاصر لم يعرف حالة تم يها ردع
الطرف الاضعف يسبب اختلال ميزان القوى سيوى
حالة تشيكوسلوناكيا عندما احتلتها قوات حلف
وارسو لمنعها من السقوط في احضان الغرب. وها
هي لبنان تقدم لنا حالة ثانية مشابهة من زاوية
الردع فقط مع وجود اختلافات كبيرة وجوهرية بين
المثالين بالنسبة لمعطيات الموضوع الاخرى . ولكن
التاريخ المعاصر نفسه قدم لنا دولة. بولوئيا كفل
رائع لدولة قررت قواتها المسلحة وحجمهسا
بالنسبة لحجم القوات النازية كحجم قوات لبنان
بالنسبة للجيش الاسرائيلي الاشاتراك في حرب
يائسة تنهزم فيها بشرف بدلا من الشلل والاستسلام
امام قوة الردع . ولماذ! نذهب بعيدا وقد قدم لنا
الجيثى اللبئاني نفسه في معركة 15 - /191/1/9/119
مثلا حبذا لو انه تكرر في ليلة 5 ل 1977/14/١١
وخلق ملحمة تثير سبيل الاجيال المقبلة ٠
أن الحساب قبل المعركة وخلالها أمر عقلائي لا بد
منه © ولكن ما ان يتعرض أمن الوطن وسلامته
لخطر داهم حتى يصبح الحساب عملا اضافيا وترفا
لا محل له . ويغدو اندفاع القوات المسلحة نعو
الموت شمرفا لها وميررا تاريخيا لوجودها .٠
؟ ل كانت قوات المقاومة الاحتياطية ووحدات
الكفاح المسلح الفلسطيني قادرة على التدخل خلال
المطاردة ©» ولكن قوى الامن منعتها بالقوة »
واصابت قائدها المقدم خالد بجروح في رأسسه ( بيان
الاحزاب والقوى التقدمية اللبنانية .
استثمار النصر : ما أن ننذ العدو هدفه العسكري - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 19
- تاريخ
- مارس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed