شؤون فلسطينية : عدد 26 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 26 (ص 10)
- المحتوى
-
١ ْ تآملات في المرحلة الراهنة
هذه الاطروحات مناقشات في صميم العمل المرحلي ميا ادى الى فقدان المقدرة على
التمييز بين الثوابت والمتغيرات »؛ والى اعادة ترتيب الاولويات بدون بروز أية دلائل على
وجود بوادر تغيير في المنطقة تستوجب اية اعادة نظر اساسية في الترتيب القائم
لاولويات الثورة الفلسطينية . وقد تذرع المحاورون ؛ بأن ثمة تغييرات حاصلة في الواقم
العربي د وبالتالي لا بد للثورة الفلسطينية ان تأخذ أجراءات تخفف من وطأة سلبيات
هذا التغيير من جهة وتستفيد من أية تنازلات يمكن لهذا التغيير أن يقدمه للثورة نتيجة
ضغط الانظمة المقربة لها . وقد بدا الحوار وكأنه يبدأ من موقعين : الاول أن الثورة
الفلسطيئية يحب ان تأخذ بعين الاعتبار أن المتغيرات الدولية # خاصة فيما يتعلق
بالتقارب الاميركي - السوفياتي 4 وألى حد أقل بالتقارب الاميركي الصيني تفرض
عليها ان تبقي خطها الستراتيجي مستهدفا التحرير الكامل » بحيث يجيء هذا الهدف
من خلال تصور علمي واضم للمراحل التي لا بد للتورة من المرور بها قبل الوصول الى
هدفها . ويستحضر هؤلاء المحاورون تجربة فيتئام التي انتصرت ثورتها دون أن يتحقق
التحرير الكامل ؛ بل ان انتصار الثورة كان يتحقق بمجرد توسيع رئعة الجبهة الوطنية
الديمقراطية في المناطق المتحررة . هذا بدوره كان يؤدي في فيتنام وكما هو مقترح أن
يؤدي في الشرق الاوسط - الى قبديل موازين القوى لدرجة تتمكن الثورة من أيجاد
الظروف الملائمة لتحقيق أهدافها المرحلية باستمرار . ومع ان التقبه بالثورة الفيتنامية
فيه الكثير من الاضاءة لطريق الثورة الفلسطينية الا أن اعتماد سياسة التمرحل وتوسيع
رقعة التحرير كانت منطقية ومطلوية من حدث أن المجابهة وان كاذت أيضسا ممع الوجود
المباشر للامبريالية الاميركية كانت ولا تزال اساسا مع القوى الرجعية الحاكية من
داخل اطار الانتماء الوطني الموحد . اما الثورة الفلسطينية فليست في الموقع الذي يجيز
أها مثل هذا الاستنتاج الآلي لان اسراثيل من حيث تركيب بئيتها الاستيطانية ومؤسساتها
المندفعة نحو التهويد وازالة الوجود العربي لا بمكن أن ترضى بتنسوية مرحلية حتى ولو
حاءعت هذه التسوية حصيلة تغير في موازين التوى - لان هذا التغيير سيجيء بنتيجة دك
الثورة تكون عندئذ قد تحاوزت مراحل متعددة نحو التحرير ويصيح التوافق مع السكان
.. اليهود معضلة دستورية ادارية وليسدت مسألة مجابهة مصيرية . يتراءى لنا اذن أن
التحدي الاسرائيلي يستحضر معه أوجها من التجربة الفيتنامية ومن التحرية الجزائرية
بالاضافة الى المميزات الفردية للتحدي الاستعماري الصهيوني . ورغم ان الدعوة الى
تمرحل الاهداف الثورية لا تشكل يحد ذأتها انحرافا عن خط الثورة غان طرح يداكئل
مختلفة عن خيار التحرير الكامل في ظرف تقفل فيه كل أبواب الاستفادة من المتغيرات
الدولية والعربية امام الثورة ؛ يدفع بالثورة ألى المزيد من التمسك بوحدتها الوطنية
وانضباطية مواقفها كي يكون الاستقطاب بينها وبين التحرك العربي الراهن كاملا
وواضحا وبالتالي يفوت على هذا التحرك خرص انجاز مهماته في تثبيت النظام الاردني
واستدراج الامة العربية نحو المزيد من التردي ومن ترسيخ عوامل التجزئة وما يتبع
ذلك من تمكين المحور الامبريالي الاسرائيلي من الهيمنة © والرجعية العربية مسن
استعادة أنقاسها والتسلط على مقدراتنا . 220
هذا بدوره يجب أن لا يعني الحيلولة دون حلرح الخيارات المتغيرة أمام الثورة
الفلسطيئية ليصار الى بحثها بدقة علمية وبروح الوحدة الوطنية بدلا من الطرح الجاف
والمتزمت الذي يفتعل المساجلة بدلا من الحوار والذي يطرح أفكاره كأنه يغلق باب .
الاناقشة . ولعل الالتباس القائم في مؤسسات اعلام الثورة يجعل طرح البدائل للواجهة
المتغيرات وكأنه أنعكاس لاختلانفات مبدئية بدلا من أن يكون الطرح كمأ يجفب أن
يكون بمثابة أوراق عمل للمناقشة الحرة الشاملة . هذ! بدوره يجعل قضية الاعلام - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 26
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)