شؤون فلسطينية : عدد 28 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 28 (ص 130)
- المحتوى
-
فرح
التاريخي في التقدم . ومع كل ارتقاء لمستوى الصراع بين هذين النقيضين يزداد عنفا »
وصعودا » ووعورة وتعقيدا حتى تتغلب قوى التقدم وتئهار القوى الرجعية .
الاستعمارى الذى حرص على تقسيمها سسياسيا وتنمية مظلاهر الانعزال الاقليمية
الاجتماعية والاتتصادية ومع ذلك لم تهدا جماهير هذه الامة ولم تتوقف أبدا عن النضال
ضد هذا الغزو . ومع تطور الظروف العالمية » وتصاعد نضال حركات التحرر الوطني »
ومن بينها حركة. التحرر العربية » أرسى الاستعمار قاعدة استعمارية على أرض
فلسطين »© اتسمت يخصائص أكثر بريرية وعنفا من أي شكل آخر معروف للاستعمار .
« فاسرائيل » ليست محرد احتلان ولا استعمار كذلك القائم مثلا في جتوب افريقيسا أو
روديسيا أو الذي كان قائما في الجزائر . ائها غزو استيطائي قائم على الافتصاب وطرد
سكان البلاد الاصتليين منها ؛ هي في هذا الاولى من نوعها في العصر الحديث » كما أن
(اسرائيل» اقيمث لكي تمنع» او على الاقل تعرقل» التطور التاريخي المنتظر للامة العربية
نحو التحرر والوحدة بالاضافة الى قيامها على اسس فكرية عرقية متعصبة ( عنصرية )
أي أنها في ذاث الوقت تشكل غزوا نفسيا واقتصاديا وعسكريا للامة العربية كلها ) وهي
في هذا أيضا الاولى من نوعها . ثم هي أيضا تمثل رأس رمح المجتمع الصناعي المتقدم
في قلب عالم البلاد الزراعية الفقيرة » حيث يتشكل تركيبها البشري والقيادي اساسا
من فئات نشأت وقدمت وتعيش ف نفس البيئة » و العلاقات الاجتماعية التي تعيش فيها
بلاد العالم الصناعي الغني وتستثير رؤوس أمواله وخبراته التقنية وهي في ذلك تمثل
الجسر الذي تحاول قوى العالم الاستعماري العبور عليه الى آسيا واغريقيا .
هذا هو النقيض » المطلوب ازالته » والحتمي الزوال تاريخيا .
من هذا النقيض اكتسب النضال الفلسطيني أبعادا ثلائة » وهي دوائر ثلاث داخل
بعضها : بعد وطئي 4 وبعد قومي »© وبعد أممي ٠. بعد وطئي باعثه الارض المغتصبة »
وبعد قومي مصدره العدوان على الامة كلها » وبعد أممي في مواجهة استعمار عالمي
فهي بلا شك أبعاد موضوعية تحكم مسار الحركة التاريخية وتبحث دوما عن بعد لها
قِ تنشاطات الافراد اليومية والمرحلية . هذه الايعاد الثلاثة تطيع مسار التفسال
الفلسطيني التاريخي بطابعها » وهي جميعا في الوقت نفسه تقع تاريخيا ضمن المسار
التاريخى لحركة التحرر القومية العربية » او هي بالدقة محور هذه الحركة . كما أنهاء
وأن تكن متداخلة » ولا يمكن الفصل بينها » الا أن حقيقة أن الارض مغتصبة والشعب
مطرود مثها جعات ؛ وكان لا بد من ذلك » السنوات الاولى تتخذ في الممارسات اليومية
طابعا وطئيا(!) سرعان ما اتسع وثما واكتسب الطايع القتومي مع تصاعد الصدام مع
العدو » واتساع رئعته الفعلية خصوصا بعد حرب 15511 . كما أن حدآاثة عهد النضال ١
في الاتجاه الصحيح لم يمنع من ظهور بواكير « صدامية » تحمل طابعا أمميا حيث شارك
مناضلون من غير العرب في الثورة السلحة » كما دارت بعض المعارك على أرض بلاد
استعمارية وفي تحد مباشر لها ,
ويترتب على رؤية المسار التاريخي للامة العربية ( حتمية نهوضها وتحررها ووحدتها
القومية ) وللثورة الفلسطينية ( محورا للنضال العربي القومي ) من خلال هذه الايعاد
الثلائة ( وهي أعماق موضوعية تاريخية ) تترتب على ذلك امور كبيرة » فضلا عن أن
هذه الرؤّية تسهل على المؤرخين « تصنيف » الاحداث اليومية والمرحلية ( مع الحركة
التاريخية او ضدها ) فائها تسهل أيضا معرفة صحة توقيت الحدث المعين ومدى تطابقه
مع الضرورة الموضوعية في اللحظة المعينة ( فعل ناضج أو متآخر او سابق لاوائه حسب - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 28
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)