شؤون فلسطينية : عدد 32 (ص 116)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 32 (ص 116)
المحتوى
١15
امتدث من ذلك الوقت ولا تزال مستمرة حتى الان ‎٠‏ ولم تكن هذه السنوات الثلاث
الماضية (أيلول ‎ 151/.‏ ايلول 179) ذات طابع واحد» أو على وتيرة واحدة » اذ عائى
المعتقلون خلالها أوضاعا تتفاوت قُُ شدتها من 'آن لآخر » ولذا سأحاول أن. أميز هذه
الفترات » والتي يمكن تقسيمها الى خمس فترات رئيسية :
الفترة الاوئي ( من أيلول .1919 آب 199/1 ) : تعتبر هذه الفترة من أتسى الفترات
التي شهدها معتقل الجفر في كل تاريخه الطويل » لتد كانت فترة قناسية الى درجة كبيرة
جدا .. القمع والاضطهاد والتعذيب » من كل الالوان ن كانت تمارس بكل سادية © كانت
تمارس وميا ويشدكل دائم » تاهيك بسياسة التجويع ومحاولات قهر النفس واذلالها .
أنها ايام لن تزول ذكراها من مخيلة أي معتقل عاثشها » وأن أسماء الجلادين ( أمثال
العتوم » والشاويثقي سعود ؛ وماجد الطفيلي »؛ وابو فيصل 4 وابو عماد وغيرهم )
ستظل تذكرها حماهرنا رمزا للاضطهاد والارهاب .
1 ائني مهما حاولت ؛ لن استطيع أن أوقي هذه الفترة حقها مسن الشرح والتوضيح »
غالصورة تبقى ناقصة » لانها قد تصل أحيانا الى درجة الخيال . لأيدا القخصة » من
الدداية » من بداية الوصول الى الجفر والدخول الى اليركس ؛ كان المعتقل في هذه
الفترة تحت أشراف قوات الدادية وقكوات من الجيش الاردني » وكانت هذه القوات معبأة
بالحقد والضغيئة » على كل شيء يمت بصلة ألى العمل الفدائفي ؛ لم يكونوا سوى
مجموعة من الاغبياء أعماهم الحقد . لدى وصول أي سيازة أو كميون يقل فدائيين
معتقلين الى مدخل المعتقل © تتخذ كوات البادية وضعا استعداديا امام الادارة © بأن
تصف جميعها في صفين متقابلين » وهي مسلحة بالعصي الغليظة ؛ المقطوعة من أغصان
الشجر الكبيرة © أو بالكرابيج واسلاك التليفون المجدولة » وبالبئادق ذانتثك الحرابي
المشرعة » تصف السيازة بحيث يكون بابها الخلفي في مواجهة هذا الصف © ثم يفتح
الباب »© ويدقع المعتقلون دفعا باتجاه الفجوة بين الصفين > أو داخل « قوس النصر ! »
ان » وهنا تنهال الضربات من كل جائب وبكل الاتجاهات ؛ وعلى كل الجسم»
تخرج من هذا القوس لتواجهك مجموعمة اخرى تلتف حول دائرة في وسط الساحة »
وتصل إلى هناك ؛ لتدور حول الدائرة. » ركضا والضربات تلاحقك وتتهال عليك » والويل
لمن يسقط على الارض » لانه لن يرحم . وتستمر الحفلة : « حفلة الاستقبال » مدة تزيد
عن ساعة »© أو تمتد ساعتين حسب المزاج » والنشوة » ثم يطلب من الجميع الركضشس
باتجاه البركس . أي بركس ؟ والى أين ؟ لا تدري 4 ولكن الشربات المنهالة عليك تولك
على الطريق ‎٠‏ الامور لم تنته عند هذا الحد » فعلى مدخل البركس ينتظرك كمين؛ ما ان
تطل حتى تنهال عليك الضربات ؛ لترافقك في الدخول الى البركس .. وعندما تصبح
داخل البركس ؛ تنتهي مراسيم حفلة الاستقبال ! على طريقة الهنود الحمر »> كما تظهر
في الافلام الاميركية . . النتيجة » الكل مصاب ؛ اضلا ع مكسرة > جروح تئزف ولا تستطيع
مداواتها »؛ لان الخروج الى العيادة » يعني التعرف الى عملية من الذوع نفسه ©
وبالتالي » الافضل تدبي أمرُ الجروح والكسور بأي طريقة الا الخروج للعيادة . ولذا فان
جروح الكثيرين كانت لا تندمل » ومع عدم النظافة © لعدم توخر اذاء » فان الدود كان
ينتشر حول الجرح . ولم تكن مثل هذه الاعمال الوحشية بدون ضحايا » فأكثر من معتكل
قد 1 ستشهد من حراء الضرب بهذه الطريقة المجنونة . ومعظم المعتقلين يتحدثون عن ان
أكثر من عشرة قد استشهيدوا ودفنوا في رمال الصحراء » وشاهدت حادثة استشهاد
أحد المعتقلين داخل البركس » حيث دخل الى البركس والدم ينزف من مؤخرة رأسه »
واستمر النزيف ولم يتوقف » وليس من علاج » النتيجة » توفي بعد ساعة ؛ نقل على
.أثرها من البركس ... الى حفرة في جوف الصحراء . بعد ان تنتهي « حفلة الاستقبال 04
تاريخ
أبريل ١٩٧٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59357 (1 views)