شؤون فلسطينية : عدد 33 (ص 104)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 33 (ص 104)
- المحتوى
-
1١
وهذه العناصر واضحة تماما في الموضوعات الاولى للادب الاسرائيلي الفتي وفي جملة
المشاكل التى كان يعانى منها فى طوره الحديث الاول . لقد كان هذا الادب منذ البداية
أدبا ذلا موضوعات واضحة أمامه . ويرجع هذا الى أنه كتب في ذروة حدث تاريخي »
واستقى من هذا الحدث بصورة مباشرة معظم موضوعاته »© وبدقة أكثر . . لقد فرضت
عليه موضوعاته دون ان يتاح للاديب غرصة الاختيار . ولهذا السيب نان الحيمكة
الروائية للقصص الاولى كانت مبلورة في غالب الاحيان . ولم يكن سيب هذا التبلور هو
التصوير الفني الموجه فحسب» بل الوأقع الاجتماعي السياسي الذي كانت عملية فرض
2 القيم » واضحة فيه ولا مجال للحيدة عنها » وف مقابل هذا ء فان طابع الابطال
الروائية المقصوصة يبتعد عن مجمل الاراء المثالية الشائعة عن مشاكل الفرد والمجتمع»
وهى الآراء المستعارة من « ايديولوجية » مألوفة تعلم على أسسها كل من الاديب
وأيطاله » على الرغم من الميل الى النقد المتردد لما هو موجود .
وبالفعل غان هاتين الصفتين : الحبكة الروائية التي تفرض نفسها بميلها الواضح »
ووهن الشخصية التي ينجرف في سياق هذه الحبكة دون أن تحظى بأن تكون عنصرا
صائئا للاحداث هما اللتان تخلقان باتدماجهما معا الطابع الخاص للادب العمري
خلال الخمسيئات والستينات . أن هذا الادب هو أدب « تخبطات » ليست لديه لا
الحرأة على الانقضاض النقدي المباشر: ضد التجرية الاجتماعية المثالية المفروضة عليه)
ولا الثوة كذلك على التسليم بها من خلال الاستجابة الشخصية والاقتناع الشخصي يها
بصورة كاملة . ان الادباء وابطالهم يعترفون وهم في حيرة من أمرهم © تكاد تكحول .
بمرور الايام الى احساس بالذنب » باستقرار ما يسمى ١ بالقيم الاجتماعية والقومية »»
التي تعلموا على اساسها في بيث الأباء » وفي المدارس ؛ وفي حركة الشباب والاعداد »
ويعترفون كذلك يحيوية الاهداف الاجتماعية والقومية التي يصفون الصراع من أجل
تحقيقها . ولكنهم على الرغم من هذا يطوون في قلوبهم رفيات أآخرى - وآمالا أخرى ©»
بعضها كان الصراع نفسه ؛ دون أي ارتباط بأهدافه » يرضيها » وهي رغيات فترة
الصبا المنصرمة وآمالها ( الصداقة والحب والجرأة والمغامرة ) ؛ ولم يكن اليبعض
الاخر » يرضيها الصراع » وذلك لانه كان يدفع جائيا ويهمل ( الرغبة في الثقافة »
والعمل الفني » وفي طابع حياة اكثر خصوصية ) . ولذلك » فانه لا عجب » في أن
الشخصية .التي تظهر في هذه القصص »4 هي شسخصية ايعد ما تكون عن النضوج ٠ ان
هذا الادب ليس الا صوت صراخ خافت لحيرة منطوية على نفسها سرعان ما تصبعح
( قيمة » أدبية » بمثابة جرعة مخلوطة بالشفقة الذاتية وبالوعي بميزة القيمة العقلانية؛
لا تحتاج الى قرارات » ومن الممكن العب منها حتى الثمالة ٠
وهذا هو حسييا يبدو ؛ المناخ الروحي » الذي تشكل فيه انتاج س. يزهار
بتخيطاته وتردداته » والذى ينمو فيه بطله المميز الذي لا يملك لا قوة التقرير ولا حتى
الرغبة في اتخاذ القرار . انه يرسم له بشكوكه الدائرة المألوفة » تلك الدائرة التي يدور
في فلكها بأمان . أنه يبرر بيشكوكه انعزاله ويسلم يبيئته » التي لم يتمرد عليها خينيما
حافظ على الحق ف الوقوف في وسطها جائبا ٠. ان حق اتخاذ القرار هو أبدا من حق
البيئة الخارجية ( المجتمع » والمجموع والقائد ) » ولكن الفرد ليس له الحق الا في
التخبط حينما يستجيب لهذه القرارات ١ ٠
ونحن نقرأ مثلا في « قافلة منتصف الليل » ( .116 ) ليزهار فقرة تكسف عن هذه
الرغبة الجامحة في التملص من اتخاذ القرار عن طريق القاء العبء على المجموع ١ ثارت
رفبة في أن يكون ف قلب كل الاعمال التي ستتثم هنا » وأن يأخذ » وينظم » ويعمل ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 33
- تاريخ
- مايو ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)