شؤون فلسطينية : عدد 38 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 38 (ص 77)
- المحتوى
-
با
وليس ثمة حاجة الى تكرارها . غير أن ما ينبغي تأكيده هو سيطرة عبدالناصر على
المسرح العربي طوال خترة وجوده في السلطة . وقد حقق عبدالناصر في أوائل حياته
السياسية عددا من المآثر التي كسبت له الثناء والاتباع في جميع انحاء العالم العربي.
فقد استطاع بأعماله وأقواله أن يسيطر على الجماهير في معظم العواصم العربية وبقتي
بلا منازع بين الزعماء العرب الآخرين في المواهب السياسية وسحر الزعامة . كما كان
لنشاطاته وزن لا يستهان به بفضل وجوده على رآس القطر العربي الاكثر سكانا
والاقوى . وبدا كأن الامور في العالم العربي في اواخر الخمسينات واوائل الستينات
كانت تحدث بيادرة من عبد الناصر أو كردة فعل لبوادرهة .
لم تكن أهمية عبدالناصر كشخصية تاريخية تنبع من صفاته الشخصية وحدها .
وبالاحرى كان تأثيره ينبئق عن قدرة على التعبير عن آمال وتطلعات نطاق واسع من
المجتمع العربي . وجوهريا » كان عبدالناصر يجسم للجماهير العربية قيادة ديناميكية
ومجددة ؛ ومستعدة لتحدي الوضع القائم الممقوت وتحويله . ولم تكن تبز أصلاحاته
الداخلية الا سياساته الخارجية » التي رفعت .كثيرا من اعتباره بين العرب غير
المصريين . وكانت الاجراءات المسؤولة عن ارتفاع شسعبية عبدالناصر ارتفاعا صاروخيا
هي تأميم المؤسسات المالية والتجارية الاجنبية » وتأميم قناة السويس »؛ والمعونة التي
قدمها للجزائريين في نضالهم ضد الاستعمار الفرنسي » ورفض الاحلاف العسكرية التي
يرعاها الغرب ؛ وصفقة الاسلحة مع الكتلة الشرقية التي أنهت الحظر الغربي على
شحنات الاسلحة الى مصر ومناصرة القضية الفلسطينية . وصار ينظر اليه على انه
الزعيم الذي استعاد للعرب كرامتهم واعاد تأكيد الهوية القومية . وتطلع اليه القوميون
على اختلاف ألوانهم بوصفه الرجل القادر على انهاء حالة الشقاق وتحتيق أهداف
الوحدة العربية العامة . |
تحقق أول اتحاد سياسي في تاريخ العرب الحديث في الاول من تسباط ( خبراير ) عام
عندما أعلنت مصر وسوريا عن تأسيس الجمهورية العربية المتحدة . وتم تبني
شكل حكم وحدوي له رئيس جمهورية وأحد ومجلس أمة واحد . وغمرت الجمهورية
الجديدة سيادتي الوحدتين العضوين كليا ٠. وكان الشعور هو أن الاتحاد قد جعل
سويا ما كان حالة شقاق شاذة . ولم يكن هذا ناا عن الهوية المشتركة للسكان
فحسب »؛ بل عن الاستشرافات السياسية الممائلة التي تقاسموها أيضا . فالبيان
المصري السوري المشسترك ( الاول من شباط غبراير عام .198/4 ) يعلن : « خرجوا
(اي الموفدون المصريون والسوريون ) من هذا بالاقتناعات بأن العناصر المساعدة
تجاح اتحاد الجمهوريتين كانت وافرة » ولا سيما بعدما جعل نضالهما الشترك الذى
كان قد قرب احداهما من الاخرى أكثر فأكثر معنى القومية أوضح بكثير » وأكد على
أنه كان حركة من أجل التحرر ورد الاعتبار 6(). وقد دعا السبيل الجديد الى الوحدة
الذي أبرزه الاندماج المصري السوري عام 148/8 الى توجهات عقائدية مشتركة بين
المشاركين .
واستقبلت الوحدة المصرية السورية بردود فعل مختلفة . فكانت تتمتع بشسعبية
غامرة على صعيد الجماهير لكن الطبقة الموسرة والعناصر المحافظة مذهبيا عارضتها
معارضة شديدة . 1
وكان أول تأثير للوحدة على السياسة العربية هو اخافة الانظمة المحافظة وتنبيبها
الى الاخطار التي تثيرها والازدياد السريع المفاجيء في المشامر القومية. وششعر العراق
والاردن ؛ ركنا الكتلة المحافظة في العالم العربي آنذاك » بأن التطورات تهددهما بالخطر
وسارعتا الى الاعلان عن تأليف اتحاد عربي بينهما . وعلى الرعم من هذا التحراك - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 38
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39489 (2 views)